Oliverكتبها
إفرحى أيتها السموات و إبتهجى أيتها الأرض لأن الرب قام.بموته ماتت الرموز.بقيامته إكتملت الحقيقة.نور الشمس زاد سبعة أضعاف إش 30 :26عوض الظلمة التى سادت من قبل.المسيح قام و نقل البشرية من الأرضى إلى السماوى.أسقط قيود الماضى لما قام الجبار و نفض الموت من عليه كالغبار.مات الموت و تمم السيد الرب القسم الذى أقسمه . رفع يده المثقوبة صائحاً بإنتصار :انيارفعالىالسماءيديواقولحياناالىالابد تث 32 :40. كنا نعرف قبر الميت .تمتلئ مدننا بقبور الأموات, لكننا و يا للعجب صار في أرضنا قبر الحى .
فجر الأحد
قبل كوكب الصبح كان ميلاد الإبن الأزلى و قبل كوكب النهار كانت قيامة الإبن المتجسد.قام المسيح فجرا. لأن القيامة هى إشراقة عهد المسيح.عهد القيامة بدأ مع قاهر الموت في أول النهار.هذه هى أعمال أبيه الصالح التى وجب أن يصنعها الإبن.يعملها ما دام نهاراً.لهذا قام كوكب الصبح الحقيقى فجراً.
إن توقيت الفجر يدهشنا...... المريمات ذهبن في الفجر ليجدن المسيح دائساً للموت قاهراً للوحش. مثلما داريوس الملك ذهب باكراً جداً عند الفجر إلى جب الأسود فوجد دانيال قائماً و الوحوش منكسة الرؤوس.هذا الفجر يشهد للمسيح.دا6: 19. هوذا هوشع النبي يعلمنا قائلاً (فلنتتبعلنعرفالرب.خروجهيقينكالفجر) هو 6: 3 .لهذا قام في الفجر قبل أن تدرك المريمات الطريق إلى القبر.
في الفجر جاء الملاكان يعجلان لوط ليخلص من قبل أن تهلك المدينة لأن من ليس له فجر المسيح يصير نصيبه الظلمة الخارجية.تك19: 15. وأيضاًظل يعقوب يصارع طوال الليل لكنه لم ينل البركة و يغلب مع الله إلا في الفجر تك 32: 24 و عند الفجر دار الشعب حول أريحا فسقطت حصون العدو لأن في القيامة تهدمت كل قلاع إبليس يش 6 : 15 لذلك إشعياء النبي يحذر الذين يتبعون إبليس بأنهم - ليسلهمفجر إش 20: 8. كل جهاد الإنسان من غير عطية قيامة المسيح هو تعب ضائع لا ثمر فيه.
مات المسيح يوم الإستعداد و إستراح في السبت في القبر ثم قام بجبروت و قوة فجر الأحد في اليوم الثالث.هذا ما نؤمن به بعيداً عن المجادلات الزمنية.قام باكراً جداً لأنه متعجل أن يريح قلوب محبيه الذين فطر الحزن قلوبهم.بالقيامة تلتئم جروح المجروحين.ليس لإيماننا قوة من غير القيامة فهى النور الذى يبدد كل لحظة ضعف أو يأس حتى كسرة الموت.
الزلزلة
شقشقت الدنيا فإذ الزلزلة تدحرج الحجر لتعلن أن القبر فارغ.و إن الذى دفنه يوسف و نيقوديموس بإكرام ليس هو ههنا لأنه نهض كجبار. و الذين شهدوه يضع نفسه فى يدى الآب شهدوا أنه بالحقيقة إبن الله فكيف يمسكه الموت ؟
لم يكن زلزال القيامة سوى أحد توابع زلزال الصلب.فالذى شق حجاب الهيكل هو نفسه الذى دحرج الحجر.لم يكن الرب في الزلزلة لأنه قام قبلها.1 مل 19:11. تزلزلت الجبال في موت الرب قض5:5 و تزلزلت البرية في قيامة الرب مز 29: 8 . هذا هو أجمل زلزال عرفته البشرية.هو الزلزال لم يكسر بل أجبر الكسور مز 60: 2 .نعم أنت بالحقيقة هو المكتوب عنه (الذينيرونكيتطلعوناليكيتاملونفيك.اهذاهوالرجلالذيزلزلالارضوزعزعالممالك) إش 14 : 16 . نعم كنا ننتظرك تشق السموات و تزلزل الجبال لكننا ما عرفنا أنك بكل هذه المحبة و الوداعة و الإتضاع حتي في زلزالك.
الأرض عرفت زلازل كثيرة مميتة لكن هذا الزلزال كان مفرحاً به رأينا القبر الفارغ و عرفنا أنك القوى الجبار القاهر في الحروب. لأنه كان لابد أن يسبق قيامتك زلزال كما هو مكتوب حج 2: 7وازلزلكلالامموياتيمشتهىكلالاممفاملاهذاالبيتمجداقالربالجنود.....هوذا مشتهى كل الأمم يبدو كالبستانى.
فظنت مريم أنه البستانى
هوذا آدم الثانى يظهر كالبستانى .فردوس الله مفتوح لنا والمسيح هو بستانى الفردوس الجديد.و هوذا يفتخر بنا و لنا قائلاً قد دخلت جنتى يا أختى العروس نش 5 : 1. هو الذى سيعمل بروحه القدوس حتى يكتمل الحصاد. فى البدء كان الزارع الذى خرج ليزرع و الآن هو البستانى الذى قام ليحصد. كان لابد أن يظهر كالبستانى لكي يعرف الجميع أن إبن صاحب الكرم قد قام مت 21 : 37 . ظهر كالزارع لأنه قصد أن يزرع شعباً جديداً غير الزرع القديم .شعباً يذكره من أرض بعيدة .يزرعنا نحن الأمم في شخصه.زك 10 : 9.الآن عرفناك نحن الأمم أنك أنت الزارع الزرع الجيد و أنك أنت إبن الله إبن الإنسان أيضاً. مت 13 : 37.ظهر كالبستانى لنعرف أن الذى زرع في هوان قام في مجد. و الذى زرع جسماً ترابياً ثلاثة أيام في القبر قام جسماً روحانياً.الذى زرعناه نحن في فسادنا قام هو في عدم الفساد.1 كو 15 : 43.إذا كان مسيحنا هو الكرمة فهو أيضاً بذاته البستانى الذى يعتنى بالكرمة.لا يوجد من له فضل على المسيح.هو أقام نفسه بنفسه .كما يقيم البستانى الكرمة.مجده من ذاته و ليس من آخر.
لا تلمسينى و وحدانية التعليم
كثيرون لمسوا المسيح القائم من بين الأموات . بل أن رب المجد بنفسه طلب من تلاميذه أن يجسوه و يتحققوا منه إذ الروح ليس له لحم و عظام لو 24 : 39. من بين من لمسوه كانت المريمتان المجدلية و أم يعقوب و سالومى.فى المرة الأولى التي عاينتا فيها القبر الفارغ رأتا ملاكاً أخبرهما بقيامة رب المجد ثم ظهر المسيح لهما . كل واحدة لمست السيد .أمسكتا بقدميه و سجدتا له.مت 28 : 9 بعد قليل تشككت مريم المجدلية فيما رأت.عادت وحدها إلى القبر لا يمكن أن نلوم المكرمة مريم المجدلية لأنها حاولت أن تمسك المسيح عند ظهوره لها بمفردها في المرة الثانية. فأنا أيضاً لو كنت هناك ما إكتفيت بأن أسجد و أمسك قدميه بل كنت سأرتمى في حضنه كضال عائد إلى أبيه.أليس هذا ما يفعله التائبون؟ لكن يجب أن نفهم قصد الرب يسوع من منعها أن تلمسه مرة ثانية .
كانت مريم المجدلية تحب المسيح (المعلم).فلما ناداها بإسمها نادته بإسمه المحبب لها قائلة رابونى أي يا معلم يو 21: 16 .و هى تهم أن تمسك به كانت كمن يطلب تعليماً .تعليم ما بعد القيامة.لذلك أجابها بحنانه قائلاً .لا تظنى أنني سأصعد دون أن أترك لكم تعليم القيامة.لم أصعد بعد.إذهبى إعلمى أخوتى أن يسبقوني إلى الجليل هناك يروننى.هناك تعليم ما بعد القيامة.فالتعليم بعد القيامة يُعطى للكنيسة و يؤخذ من الكنيسة.التعليم بعد القيامة تعليم جماعى.لهذا ظل الرب يسوع يعلم عن الأمور المختصة بالملكوت في الأربعين يوماً بعد قيامته.لأن رسالة الكنيسة هى ملكوت المسيح أع 1 : 3. و في كل ظهورات المسيح للأفراد لم يعلم بل كان يثبت الإيمان فقط .حتى لما ظهر لتلميذى عمواس لم يعلم تعليماً جديداً بل كان يبين ما كتب عنه في القديم و يفسر لهم النبوات حتى يؤمنوا بالقيامة لو 24.أما تعليم ما بعد القيامة فهو لجسد المسيح كله.أى للكنيسة. هذا ما يفسر لنا كيف أن رب المجد بعد أن ظهر لشاول الطرسوسى ليتوبه أمره أن يذهب إلى الكنيسة في شخص حنانيا الكاهن هناك يتعلم تعليم ما بعد القيامة..ليس لكل فرد تعليمه الخاص بل التعليم واحد للكنيسة الواحدة. حتى لا يظن أحد في نفسه أن التعليم قاصر عليه أو خاص به بل يبقى التعليم غير مجزئ و المسيح هو المعلم الأعظم و معطى التعليم.إنما الإيمان هو الذى فيه القوى و الضعيف.لهذا من جهة الإيماننرى المسيح بعد القيامة في ظهوراته للأفراد كان يثبت إيمان الأفراد بطرق متنوعة.
أراهم نفسه حياً ببراهين كثيرة
المسيح قام حقاً قام.هذه هي ركيزة إيمان كل المسيحيين.لولا القيامة ما كان لنا رجاء أو أبدية. بل كل شيء يبطل حتى الإيمان1 كو 15 : 17.لذلك إهتم الرب يسوع بتأكيد حقيقة قيامته بطرق متنوعة و لا زال.أع 1 : 3 .في كل ظهور كان يستخدم برهاناً مختلفاً ليؤكد أنه قام.فلنتأمل براهين المسيح الحية مثلما هو حى.
طريقة كلامه و نبرة صوته : هذه كانت برهان قيامة المسيح للمجدلية...لقد تركت مريم المجدلية الجميع و عادت تبكي بمفرها عند القبر.تشعر بوحدة مؤلمة.فكانت طريقة المسيح أن يناديها بإسمها لتعرف أنه قام و أنه هو الذى يعرفها بإسمها و ما أن ناداها بطريقته الخاصة حتى عرفته و صدقت.فالمسيح حين يناديك بإسمك تتأكد أنه يخاطبك أنت شخصياً.ويعرفك معرفة خاصة. هوذا يناديك بطريقته التي إعتاد أن يخاطبك بها فثق أنه قام و هو كائن معك.يناديك في آية أو عظة أو كتاب فتجد كأنه قيل خصيصاً لك.و أنك أنت المستهدف الوحيد لهذا الكلام.كأنه مختوم بإسمك.مات لأجلك و قام لك أنت شخصياً.
رؤية و معاينة:ظهر مخلصنا ليعقوب الرسول ظهوراً فردياً ليعده ليكون أول شهيد بين التلاميذ الرسل.فالذى يؤمن بالقيامة يتصدى للموت و يقهره 1 كو 15 الذي يبصر المسيح قائماً يتراءى له الموت كألعوبة.
كذلك كانت المعاينة هي برهان المسيح ليؤكد لتوما الرسول أنه قام و يزيل منه الريبة.هى علاج سريع و تأثيره فورى.ضع أصبعك في جنبى. فوضع و صدق.هذه الثقة السهلة ليست طريقة المسيح طول حياتنا.هى تصلح بداية لكن طوبى للذين آمنوا و لم يروا يو 20 : 29.هذه الرؤى برهانلإجتذاب النفوس الجديدة لحظيرة الخراف لكن عليهم بعد ذلك أن لا يعتمدوا على الرؤى بل الإيمان.
معجزة: قال بطرس أنا ذاهب أتصيد.فقال البقية و نحن نذهب معك. كان المسيح يتابعهم و هم لا يدركون .فذهبإليهم و ظهر لهم.طلب بلطفه أن يلقوا الشباك على الجانب الأيمن ففعلوا و إجتذبوا صيداً لم تقدر الشباك على وفرته. فصاح حبيبه (هو الرب) يو 21: 7.كانت المعجزة لجماعة.عرفوا بعدها أنه قام.فالمسيح يظهر لك عملك و يثمر بك وسط أسرتك.هذا الصيد الذى صار في الشبكة كان له أثر في إيمان الكثيرين.فالمعجزة ليست رسالة فردية حتى لو بدأت بفرد.لابد أن يطول تأثيرها الكنيسة حتى تكون مثمرة.هذه طريقة المسيح بها يقدم القيامة للمهمومين و الخدام الذين يصيبهم ضعف أو كسرة أو إحباط.
لأن بطرس هو الذى ذهب يتصيد كمن ظن في نفسه أنه فقد مكانته كتلميذ لسبب إنكاره و عاد صياداً للسمك.لكن المسيح إنطلق من المعجزة إلى بطرس فهو المستهدف هنا و أعاده إلى رتبته صياداً للناس و طمأنه أنه معه فى حياته و حتى فى مماته يو 21 : 19.
الكتاب المقدس و السر:المسيح ظهر لتلميذى عمواس.هذان كانا يقرآن الكتب دون عمق فهم.لذلك وقعا فريسة للشك في قيامة المسيح.فظهر لهما المسيح غريباً ثم إبتدأ يفسر لهما الكتاب واحدة فواحدة.ما أجمل ذاك الدرس ليتنا نعيشه نحن أيضاً و نأخذ من المسيح فهماً و عمقاً.فنعرف أن المسيح مختبئ في النبوات ظاهر في الإنجيل فنستكمل الفهم بشركة الخبز و تنفتح عيون قلوبنا لندرك الأسرار في الكتب و في الخبز معاً. لأننا لا يمكن أن نفهم دون شركة مع المسيح. نحن نفهم الإنحيل بالتناول و نفهم التناول بالإنجيل كلاهما كلمة الله و بهما نحيا. و كما لا يمكن تصور الكنيسة بدون سر التناول كذلك لا يمكن أيضاً تصور التعليم بدون الكنيسة.هذا ما يصنعه المسيح ليكشف ذاته للشمامسة و القارئين.للمتأملين و الرهبان.و أيضاً لكل من يقرأ و يريد أن يفهم.
السلطان و البركة:في ظهوره الأخير أعطى الرب يسوع تلاميذه برهانين جديدين للقيامة هما السلطان الرسولى و البركة.لما كانوا مع المسيح كانوا له تلاميذ يتعلمون منه.الآن تم الفطام و جاء أوان الكرازة ليختبر خدام الملكوت قوة القيامة.أما السلطان الذى نالوه بحلول الروح القدس فقد أثبت فاعليتة في الوعظ و شفاء الأمراض و إخراج الشياطين و أيضاً في تأديب حنانيا و سفيرة. و أما البركة فهى برهان اليقين بحضور المسيح معهم كل الأوقات إلى إنقضاء الدهر مت 28: 20. هذا البرهان يستخدمه الرب ليعضد سلطان كهنوته في الكنيسة.و مع غير الإكليروس يستخدم البركة هذا الشعور الأكيد المحسوس الحقيقي بحضور ربنا يسوع في الحياة الشخصية و في الخدمة .يظهر فيه الرب القائم من بين الأموات إلهاً متمسكاً بتنفيذ كل وعوده ليؤكد لكل إنسان بصورة شخصية أنه معه و معنا إلى إنقضاء الدهر.نعم معنا ككنيسة و كأفراد و نحن معه نمجد قيامته المجيدة.قائلين بفخر و فرح المسيح قام بالحقيقة قام.إخرستوس آنيستى آليثوس آنيستى.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع