بقلم/ عصام نسيم
--
قام المسيح... فكيف للموت أن يمسك رب الحياة؟؟
قام المسيح... فكيف لا يقوم وهو رب وواهب الحياة؟؟
قام المسيح... فهو الحق والقيامة والحياة .
بالموت داس الموت والذين في القبور أنعم لهم بالحياة الأبدية، فبعد الانكسار جاءت بالانتصار وبعد الأحزان جاءت بالفرح وبعد الضعف جاءت بالقوة.
فالقيامة انتصار
فقد كان هناك مشهدان قبل وبعد القيامة الفرق بينهم عظيم, المشهد الأول فيه المسيح يُذل يهان يضرب يلكم يبصق عليه يحمل صليبه ويصلب ويموت موته شنيعة وسط سخرية واستهزاء الجميع.
والتلاميذ خائفون هاربين يخشون اليهود واستمروا هكذا في العُليّة وسط حالة من الذهول وعدم تصديق ما حدث ولكن تأتي البشارة بالقيامة المجيدة من مريم المجدلية تعلن انتصار رب المجد على الموت وتعلن أن طريق الآلام كان نهايته ليس الصليب فقط ولكن كانت القيامة المجيدة فقد قام المسيح معلناً الصرخة الخالدة
أين شوكتك يا موت؟؟ أين غلبتك يا هاوية؟؟
القيامة نور بعد ظلام
فنرى المريمات ذاهبات للقبر والظلام باقي ولم يكن ظلام الطبيعة فقط بل ظلام الحزن وألم الصليب ! ولكن جاء نور ألقيامه يزيح هذا الظلام ويملأ النفوس بالبهجة والفرح الذي لا يُنزع , هذا النور الذي انبعث في فجر الأحد من القبر المقدس يعلن عن قيامة السيد المسيح من الأموات نور شق أستار الظلام أنار للجالسين في ظلمة الجحيم وأقام الكثيرين من الأموات القديسين الذين دخلوا المدينة ألمقدسه بعد قيامته (مت 52:27 ) نور أضاء لكل الخطاة نور أضاء ظلمة الحياة التي سيطر عليها الشيطان بظلامه نور مازال ينبعث حتى الآن سنويا من القبر المقدس نور لا يحرق ولكنه ينير الأعين والقلوب والأرواح معلناً المسيح قام
القيامة فرح بعد حزن
قال الرب لتلاميذه (الحق الحق أقول لكم إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح.. أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح يو 20:16
حزن التلاميذ على صلب المسيح ولكن لم يستمر هذا الحزن طويلا
ولكنه تحول إلي فرح برؤية المسيح بعد قيامته !
يقف أمامهم ليملأ الفرح الإلهي قلبهم وينعمون بالسلام الإلهي من السيد المسيح نفسه.
ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم.20 ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه. ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب يو19:20
ليس فرح عالمي يزول ولكنه فرح استمر معهم طوال حياتهم ويعطوه لكل من حولهم أيضاً وهكذا من ينعم بأمجاد القيامة يعيش في أفراح وبهجة مستمرة مصدرها الرب القائم .
القيامة قوة
قوة لم تغير حياة التلاميذ فقط بل قوة غيرت العالم كله فبقوة القيامة خرج صوت التلاميذ وأقوالهم إلى أقاصي المسكونة كلها وبها تغير العالم كله وأصبح الإيمان بالسيد المسيح وبموته وبقيامته يملأ العالم كله في سنوات قليله بلا أي قوة مادية ولكنها فقط قوة القيامة وكما يقول بولس الرسول لأعرفه وقوة قيامته . في 10:3
القيامة مجد
مجد للرب يسوع بعد الهوان الذي حدث اثناء الصليب والعار الذي تحمله مجد للجسد الذي تحمل الجلد والمسامير وإكليل الشوك , فجسد القيامة جسد ممجد غير قابل للموت او للآلام وكما قام السيد المسيح بجسد ممجد سيقوم كل المؤمنين به بهذا الجسد ايضا في قيامة الحياة ليحيوا مع الله بهذا الجسد الممجد إلى الأبد .
كذلك مجد القيامة هو تكليل لكل طريق صليب فكل صليب أخره قيامة وكل الم من اجل المسيح أخره مجد وفرح ابدي
القيامة رجاء
فقد كانت القيامة رجاء للأرواح البارة التي ماتت في العهد القديم على رجاء هذه القيامة ليتحرروا من قبضة إبليس ومن ظلمة الجحيم وكما نردد في تسبحة القيامة "المسيح قام من بين الأموات بالموت داس الموت والذين في القبور انعم لهم بالحياة الأبدية "
كذلك أصبحت القيامة رجاء لكل إنسان خاطئ ليقوم ويحيا مع المسيح وكما يقول الرسول بولس : استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح.. أف 14:5 , فقد أعطانا السيد المسيح بقيامته رجاء باقي لنا نعيش به لنسلك في قيامة مستمرة من موت الخطية
وأخيراً القيامة هي رجاء كل إنسان مؤمن يعيش على رجاء هذه القيامة ، فقد قيل على السيد المسيح ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين.... ا كو 20:15 , أيضاً يقول المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه... ا كو 22:15.
فالسيد المسيح هو باكورة الراقدين لان قيامته ليس بعدها وقيامه بجسد ممجد قال عنها بولس الرسول :
عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضًا. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ رو 9:6
وهكذا القيامة هي انتصارنا وقوتنا وفرحنا ورجاءنا، والرب قادر أن يجعلنا جميعاً نحيا أفراح وأمجاد هذه القيامة المجيدة
وللجميع نقول
إخرستوس أنيستي أليثوس أنيستي
المسيـــح قام بالحقيـقة قـام
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع