الأقباط متحدون - حقيقة القيامة
أخر تحديث ٢٣:١٧ | الثلاثاء ٣ مايو ٢٠١٦ | ٢٥برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩١٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

حقيقة القيامة

بقلم: لطيف شاكر
 
عندما خلق الله الانسان خلقه للحياه واراد الله له الحياه والخلود " لذاتي مع بني آدم"   ام31:8   ولكن بخطية الانسان جلب لنفسه الموت  لان اجرة الخطية هي موت  رو23:6 وهكذا دخل الموت الي العالم

والقيامة انتصار علي الموت وعودة بطبيعة الانسان الي الحياة فالله خلق الانسان ليحيا لاليموت  " لَيْسَ هُوَ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ، لِأَنَّ ٱلْجَمِيعَ عِنْدَهُ أَحْيَاءٌ " لو38:20

اولا:  ان لم تكن قيامة فباطل  ايماننا
 نقرأ في 1كورنثوس 3:15 "أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُب.ِ
 
 فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ! وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ، وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضًا شُهُودَ زُورٍ لِلَّهِ، لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ، إِنْ كَانَ الْمَوْتَى لاَ يَقُومُون. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتَى لاَ يَقُومُونَ، فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ. وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! إِذًا الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضًا هَلَكُوا! إِنْ كَانَ لَنَا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ. وَلَكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هَكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الجميع"

نجد هنا حقائق جوهرّية عن القيامة:
إن لم تكن قيامة، فإيماننا باطل.
إن لم تكن قيامة، فشهادتنا باطلة، وبالتالي فنحن شهود زور.
إن لم تكن قيامة، فنحن ما زلنا نعيش في خطايانا.
إن لم تكن قيامة، فنحن نستحق الشفقة والرثاء من أتباع الديانات الأخرى وأمم العالم

ولكن العكس هو الصحيح. المسيح قام، حقًا قام! وهو باكورة الراقدين، أي أول من قام من بين الأموات، ونحن بدورنا سنقوم، وسنختبر تغييرًا عظيمًا في القيامة إذ سنلبس أجسادًا روحية حية لا تفنى بقوة الروح القدس. فالقيامة هي رجاء المسيحي الحقيقي، ومصدر وأساس السعادة الأبدية. القيامة هي موضوع إيماننا الراسخ.
 
ثانيا: القيامة لها تأثير يومي على حياتنا المسيحية اليومية
 نقرأ في رومية 11:8 "وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فيكم "

كل إنسان يتوب عن الخطية، ويطلب من الله أن يطهره بدم المسيح، ينال عطية الروح القدس. أي إن الروح القدس يسكن في جسد المؤمن الحقيقي الذي تقدَّس بدم المسيح، كما نقرأ في أعمال 38:2 "تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ." الروح القدس هو روح القيامة، والمؤمن الممتلئ من الروح القدس يعيش حياة القيامة، أي يعيش منتصرًا على قوة الموت والخطية، وعلى الظروف والأوضاع الصعبة في عالم اليوم

تقدّم القيامة لحياتنا معنىً، ورسالةً، وهدفًا، ورجاءً حيًّا في المستقبل، لذلك نعيش بلا خوف من التقدّم في العمر، أو من المرض والموت. لأننا سنهزم الموت بالقيامة، بقوة ربنا يسوع له المجد، وسنحيا معه في السّماء إلى الأبد. آمين

ثالثا  القيامة تؤكد ان حياتنا لاتنتهي بموتنا حيث نعيش في رجاء وأمل
بعد القيامة لايكون موت فالموت ليس  نهاية بل هو انتقال من المحدود الي اللاوحدود من الحزن والبكاء الي فرح وبهجة الحياة  في  " سماء جديدة وارض جديدة ..مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا والله نفسه يكون معهم الها ويمسح الله كل دمعة من عيوتهم والموت لايكون في ما بعد ولايكون حزن ولا صراخ ولا وجع" رؤ21

فالقيامة تدل علي ان لحياة الانسان امتدادا في العالم الآخر وان الموت هو مجرد مرحلة في حياة الانسان  ولاشك ان الحياة الاخري افضل بكثير لانها حياة في السماء   عبر عنها الكتاب بقوله "مالم تره عين ولم تسمع به اذن ولم يخطر علي قلب بشر ماأعده الله للذين يحبونه" 1كو9:2

رابعا   القيامة ضرورة للعدالة الالهية
العالم وضع في الشرير ولاعداله علي الارض  والقيامة تعدل ميزان العدالة الارضية الظالم باعطاء كل  ذي حق حقه

القيامة انتقال من عالم الباطل الي عالم الحق
 فالذين لم يأخذوا حقهم علي الارض يأخذونه كاملا في السماء بعد القيامة والذين ظلمتهم البشرية ينالون العدل الالهي وهكذا الاشرار ينالوا عقابهم مقابل شرهم وظلمهم وعدم امانتهم ...الخ "الذي يجازي كل واحد حسب اعماله " رؤ12:22
احكام الله غير احكام الناس وانه سيكمل عدل الله في السماء بعد القيامة

خامسا القيامة انتصار علي الموت 
القيامة  انتصار علي اخر عدو للانسان وهو الموت اين شوكتك ياموت اين غلبتك ياهاوية

الرّب هزم الموت وقام، وهو الآن حي في السماء، ونحن نضع رجاءنا وإيماننا بالرّب يسوع المسيح الحي والمقام من بين الأموات. ولأنه حي فنحن سنحيا معه. أمّا نحن فنعرف أن ربنا يسوع حي، وسنحيا معه إلى الأبد، فهو الذي قال لنا: "أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا" يو25:11

سادسا  القيامة تتمشي مع كرامة الانسان  لان اخذ جسدا مثلنا
ان الذي قام من الاموات هو شابهنا في كل شئ انسان كامل فنحن سنشبهه في قيامته ايضا " الان قد قام المسيح من الاموات وصار بكورة الراقدين  ..لانه كما في آدم يموت الجميع هكذا ايضا في المسيح سيحيا الجميع  ..المسيح باكورة ثم الذين في المسيح في محيئه "اكو20:15:

ويقول  بولس الرسول: " لاعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ" ( فيلبي 3: 10، 11)

سابعا  :لولا القيامة لكان مصيرنا كمصير الحيوانات
هل يعقل ان هذا الانسان الذي سلطه الله  علي الحيوانات وكل الطبيعة يؤول جسده الي مصير كمصير بهيمة او حشرة او دودة او بعض الهوام

لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يو ا 16:3).
فالقيامةترفع من قيمة الانسان ووضعها في مكانه الصحيح قبل خطية آدم من خلال دم السيد المسيح المسفوك من اجل كل البشر
وفي القيامة : "يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ.  يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضَعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ.  يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيًّا وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيًّا" اكو: 40:15 

ثامنا تقود الانسان الي حياة البر والفضيلة
  سيقف  كل انسان امام الله الديان العادل ليعطي حساب وكالته في الدينونة العظيمة لذلك يقود الانسان الي حياه الحرص والتدقيق  فيحاسب نفسه دائما قبل ان يحاسب امام الله

إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض» (كو 3: 2،1).

تاسعا  تقدم العزاء لفراق المحبين
لو كان الامر ينتهي عند القبر ولا قيامة يسبب حزن شديد واكتئاب قد يؤدي الي الموت لانه فراق ابدي
القيامة انتقال من المحدود الي اللامحدود
القيامة انتقال من المرئيات الي مالايري
القيامة انتقال من عالم الحواس الي عالم الروح

فنحن لنا رجاء ونعيش علي الرجاء غير ناظرين الي الاشياء التي تري بل الي التي لاتري لان التي تري وقتيه واما التي لاتري فابدية 2كو18:4

عاشرا  تضبط  ايقاع الحياه
 وتصحح ميزان العدالة الارضية  فبدون  القيامة يفترس القوي  الضعيف  ويستبد   الغني بالفقير  ويقتل السيد  العبد ولاتنضبط الحياه مادام لايوجد دينونة التي تلي القيامة

ولو لم يكن قيامة لتهالك الناس علي هذه الحياة الارضية وغرقوا في شهواتها مثل الملحدين (لنأكل ونشرب لاننا غدا نموت )اكو1
والعدالة الارضية غير كافية وفي كثير من الاحيان غير عادلة   وتكون غالبا في صف الاقوياء واصحاب السلطة والاكثرية  وربما تكون بسبب الكيد والكراهية  والانتقام  او بسبب الدين او الجنس او اللون او ....الخ  فيقع الظلم علي الاقلية و الفقير والضعيف والذي لاستد له وكما يقول المثل الصحيح ياما في السجن مظاليم ولايكون امام المظلوم  سوي رفع عينيه الي السماء حيث العدالة الالهية بعد القيامة  ....وغالبا ماتكون القيامة  اٍحياء لضمير الانسان  خشية من يوم الدينونة فتقلل من الظلم والقسوه لمن يؤمن بالقيامة والدينونة

ان القيامة غيرت نظرة الناس الي الموت فأصبح الموت  مجرد انتقال جسر يعبر الي حياة اخري وصار الموت شهوة الايرار "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح فذلك أفضل جدا " في23:1  وكما يقول سمعان الشيخ عندما حمل السيد المسيح "الآن اطلق عبدك  ياسيد..  بسلام"لو27:2

يقول القديس ماراسحق : ان مخافة الموت تزعج قلب الانسان الجاهل اما الانسان البار فيشتهي الموت مثلما يشتهي الحياة
لذلك فالمسيحيون يعيشون علي رجاء القيامة فيرددون في نهاية قانون الايمان " وننتظر قيامة الاموات وحياة الدهر الآتي "

كل عام ونعيش حياة القيامة


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع