الأقباط متحدون - أقيلوا وزير الداخلية فى يوم الصوت والسوط
أخر تحديث ٠٧:٤٦ | الاربعاء ٤ مايو ٢٠١٦ | ٢٦برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩١٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

أقيلوا وزير الداخلية فى يوم الصوت والسوط

محمد فتحى
محمد فتحى

اليوم تنعقد جمعية عمومية غير عادية لنقابة الصحفيين لبحث ما حدث من اقتحام على يد قوات وزارة الداخلية.. مرحباً بكم بعد فاصل تلوين البيض.. انتو مابتجوش ليه؟؟ مش تبقوا تيجوا؟؟!!

(1) لا تدع أحداً يضحك عليك ويقول إن الصحفيين معترضون على القبض على زميلين مطلوبين. الصحفيون، الذين لا تعرفون منهم سوى من يظهر على التليفزيون فقط، ولا تعلمون كم يعانون فى هذا الوطن، سواء فى أماكن عملهم، أو فى أثناء أداء هذا العمل، لم يطلبوا أن تكون على رأسهم ريشة، فقط هم يحافظون على كرامتهم وكرامتك.. الصحفيون معترضون على «اقتحام» النقابة، لا على تطبيق القانون، فما حدث لم يكن تطبيقاً له بالمرة.

(2) شوف يا سيدى، الصحافة صوت وسوط. أعجبنى التعبير عند واحد من أهم وأنبل الصحفيين فى مصر الآن، وهو الزميل محمد بصل، هى صوت من لا صوت له، لذلك فصوتها مزعج، وهى سوط على من يحاول أن يتغول بسلطته أو يفرض إرادته ظلماً على الناس، ولذلك هى مؤلمة، ولأن اتحاد الإزعاج والألم لا يستطيع أحد مواجهته بسهولة، فالمطلوب دائماً هو محاولات لإخضاعها بين الحين والآخر، أو إهانتها، لكن ما أعرفه، وما أؤمن به، أن الصحافة المصرية لا هى خضعت ولا هى رضيت بالإهانة، ولن تفعل.

(3) لم تتوحّد الجماعة الصحفية بكل أطيافها فى باطل من قبل. هذه المرة لحظة توحد، مهما حاول بعض «الأمنجية» ضرب كرسى فى الكلوب. هى ليست قدس الأقداس ولا حرماً يطوف الناس فيه، هى ليست نقابة ملائكة، وفيها أخطاء، وهناك ملاحظات على «بعض» المنتمين إليها أو إلى مجلس نقابتها، لكنها ليست نقابة شياطين فى الوقت ذاته، وفيها من الشرفاء من «يسد عين الشمس»، وفى لحظة التوحُّد تلك، يقف الجميع للإجابة عن السؤال المهم: هل سيمر «اقتحام» الداخلية للنقابة مرور الكرام؟؟ سيمر على البعض سهلاً هيناً وهؤلاء كان الله معهم ومعنا، إذ يحسبون علينا زملاء، لكن توحد الجماعة الصحفية ضد هذه الواقعة غير المسبوقة، بعيداً عن الأصوات الشاذة وبعض الذين يعقدون الصفقات، سيُثبت، ولو بعد حين، من ينتصر للمهنة وإن هزم، ومن يهزمها من أجل نفسه وإن انتصر بمنتهى الرخص!!

(4) عن أى شىء نتحدث؟؟ نتحدث عن «مجمل أعمال» وليس عن واقعة أخيرة كانت من الفجاجة والفُجر، بحيث أغضبت الجميع فنزلوا للذود عن نقابتهم. لست نقابياً، لكن ما أشبه اليوم بالبارحة. الداخلية «تلبّس» النظام فى الحيطة، والدولة تترك العنان للداخلية!! يقول قائل: على الجميع دفع فواتيره. إذن: اشربوا..

لم تقرأ الداخلية صفحة «الدروس المستفادة» فى أى مرحلة من مراحلها، نظرت إليها ولم تفهمها بعد جمعة الغضب، ومرت عليها دون النظر فيها بعد الجمعية العمومية للأطباء، وفى مظاهرات رفضت اتفاقية إعادة ترسيم الحدود تعاملت الداخلية باستفزاز وتعالٍ مع الصحفيين. احتجزت منهم من كان يؤدى عمله. شتيمة وإهانة واستخفاف بطبيعة العمل، والحجة الجاهزة دائماً: إجراءات أمنية.. تاريخ الداخلية فى الفبركة والتلفيق والارتباك، بل وفُجر الخصومة، لا يجعلنا نثق فى حاضر لا يريدون تغييره للأفضل، بل يستعينون فيه بالمواطنين الشرفاء..

ألم يرَ أى عاقل فى هذا البلد إذن أن مشهد الصدام بين الداخلية والصحافة قادم لا محالة؟

(5) المشكلة ليست عمرو بدر ومحمود السقا. زميلان لهما ما لهما وعليهما ما عليهما. زميلان مثل كثير من الزملاء، يعرفان أنهما سيدفعان الثمن آجلاً أم عاجلاً. زميلان من السهل أن تستخرج لهما ومن أرشيفهما ما يدينهما، لكنك لا تفهم، إنك لا تقف الآن فى مواجهتهما، بل فى مواجهة الجماعة الصحفية التى أهانها ضابط برتبة موظف بعقلية محدودة أراد أن يُنفّذ قرار القبض عليهما بأكبر قدر ممكن من «الشو».

تقول الداخلية إنها استأذنت النقيب، وإنه ماطل فى التسليم. يقول النقيب: لم يحدث. أصدق النقيب لسبب بسيط، ألا وهو أن الداخلية، عبر ضباطها فى رتبة المذيع، كانت تستطيع أن تفضحه وتهاجمه وتدفع الرأى العام لمواجهته، وتقول إنه يرفض تسليم مطلوبين، أو تُصدر بياناً ركيكاً من مكتب اللواء «أبوبكر بيانات» لتطالبه بتسليم المطلوبين، لكنها لم تفعل. تقول الداخلية إنها دخلت بثمانية ضباط، ونسّقت مع مسئول أمن المكان، وإنهم ذهبوا «وبراءة الأطفال فى أعينهم» ليُطلعوا المتهمين على أمر ضبطهم وإحضارهم فسلموا أنفسهم وخرجوا يا دار ما دخلك شر، ويقول زملائى من شهود العيان إن فى الأمر «اقتحاماً» وإن هناك «إهانات» و«سباباً» و«تفتيشاً» قد حدث. أصدق زملائى لسبب بسيط، ألا وهو أن الداخلية «عمرها ما كانت كيوت»، ومع ذلك، أنا رجل غير منصف، فين الكاميرات؟؟

كانت الداخلية فى مأمورياتها القديمة تصطحب معها كاميرات لتصوير المأمورية، أما قبل يومين من الواقعة كان هناك استنفار، إذ عرضت الحياة البنفسجى حلقة من برنامج يقدمه مذيع ركيك برتبة ضابط، تُخصص له الداخلية قواتها، وتسمح له بمشاركتهم فى مأمورياتها، ليقدم الداخلية فى هذا اليوم وهى تلعب دور «شرطة مكافحة الرنجة»، ويعرض القبض على صاحب مصنع. يا سلام على الاستنفار. عقبال ما نشوفكم فى الحياة الحمرا قادر يا كريم. يوم الواقعة أدركت أن الداخلية تركت الرنجة، وجلست تلون البيض.

(6) ستسألنى عن وجود مطلوبين داخل النقابة؟؟ ستسألنى عن اعتصامهم، وكأن النقابة تتستر عليهم؟؟ موافق.. غلط، لكن فى أوقات «الغلط» لا تنتقد غلطاً وتترك آخر. الغلط ليس بالمزاج، والقانون ليس على الكيف. هل تحب أن أحكى لك حدوتة «الشاطر مرتضى» الذى هرب من محاكمته فى موقعة الجمل، واختبأ فى شقة جوز بنته المستشار، ولم تجرؤ الداخلية على تطبيق القانون؟ أم حدوتة «عكاشة وحش الشاشة» الذى ذهبت إليه القوة للقبض عليه فى مدينة الإنتاج الإعلامى، وبدلاً من أن تفعل هرّبته؟؟

تريد تطبيق القانون؟؟ كلنا نريد ذلك.. طبّقه على الجميع، وسنقف احتراماً فى وقت ينحنى فيه غيرنا، أما نحن فلا ننحنى لغير الله..

تريد العدل؟؟ على الجميع، ولتقر أنك ارتكبت الكثير من التجاوزات ضد الكثير من الناس الأبرياء يوم مظاهرات 25 أبريل، لا لشىء إلا لفرد عضلاتك، رغم أنه ليس زمن «توتو عضلات».

تريد القبض على المتظاهرين؟؟ حقك، وكله بالقانون، لكنك تترك المظاهرات المؤيّدة دون أى تصريح وتقبض على المعارضين.. اختشى بقى..

(7) طيب.. كيف تدير الداخلية أزمتها الآن مع الصحفيين؟؟

فى الواقع الداخلية لا تتعلم. ألقت الكرة فى ملعب النيابة «تعالى يا نيابة إلحقينا إحنا بنعمل اللى تقولى لنا عليه»، ثم أطلقت بياناتها وخرج فخر الصناعة المصرية، معجزة وزارة الداخلية، فلتة زمانه، فريد عصره وأوانه، اللواء أبوبكر عبدالكريم المتحدث باسم الداخلية ليطربنا. ثم تم إرسال إيميل «بالخطأ» من أحد إيميلات الداخلية إلى الصحفيين أنفسهم يوضح خطة الداخلية فى التعامل مع الأزمة والاستعانة باللواءات على المعاش، واتهام أسماء بعينها فى مجلس النقابة باختطاف النقابة. هذا الإيميل الفلتة وصل وصل وصل وصل!!!!!، وخلال تلك الفترة أغلقت الداخلية الشارع المؤدى إلى نقابة الصحفيين.

(8) يطالب الجميع رئيس الجمهورية بالتدخل، وهو مظهر من مظاهر فشل الدولة التى تدّعى أنها دولة مؤسسات، بينما رئيس الوزراء عائد للتو من الجونة، ومجلس النواب فى انتظار معرفة اتجاه البوصلة الرئاسية، والصحفيون محتقنون، وحقهم، لأن وزير الداخلية مُنح صلاحيات يسىء استخدامها، ومرؤوسين يودوا فى داهية.

الأسبوع الماضى، حضر الرئيس افتتاح مقر وزارة الداخلية. انزعج من وجود 1000 جندى للتأمين. خلاص.. خلص.. تمام يا افندم، وهنتصرف وخلاص، اتعلم عليكم، اسكتوا.

لكنه التجويد يا عزيزى مجدى، فقد خرج المتحدث الرسمى ليؤكد أنهم أصبحوا 300.. طب ما تقول لنا حضرتك أماكن تمركزهم بالمرة؟؟.. ما تقول لنا ودينا الـ700 فين بالمرة؟؟

فيرد عليه عبدالمنعم مدبولى فى «ريا وسكينة»: «شيلوا الميتين اللى تحت»!!!!

(9) هذه لحظة من اللحظات التى يجب أن تتخلى فيها عن إجازتك الاختيارية، وقرفك من كل ما يحدث، لتكتب كلمة حق وتسجل موقفاً بدلاً من أن يلعنك صمتك حتى موتك..

بادئ ذى بدء، وبالصلاة على سيدنا النبى، أقيلوا وزير الداخلية.. أقيلوه قبل أن يقيلكم، أقيلوه بعد أن يعتذر، وسيعتذر، أقيلوه لأنه لبّسكم فى حيطة ومن بعدها حيطة ومن بعدها حيطة، أقيلوه لأنه وزير غير سياسى بالمرة، أقيلوه لأنه يفعل ما لم يفعله حبيب العادلى نفسه، ويتبقى له حادثتان ومنجنيق ويجاور الحجاج بن يوسف الثقفى. أقيلوه لأنه لا يحل مشكلاته، ولا يجيد إدارة أزماته، ولأنه يستخدم أسلوب الحصار وغلق الشوارع والقبض العشوائى، وما يسميه ضباطه ضربات وقائية، وهى أبعد وأغبى ما يكون عن الأمر، لن يحل أى شىء، بل سيفجر الأوضاع، أقيلوه حتى لا تكون فتنة..

أما النقابة، فستنتصر فى تلك المعركة، لكنها يجب أن تفطن أن البيت من الداخل يحتاج إلى إصلاح حقيقى حتى لا ندفع فواتير غيرنا. ويجب أن تسعى لتطوير المهنة أكثر من اهتمامها بتطوير أساليب العمل السياسى..

(10) شخصياً، حتى لو سامحتكم نقابة الصحفيين، فلن أسامحكم، إذ استهلكت مقالى فى الكلام عن الداخلية، بينما عادت ريهام سعيد إلى الشاشة، ولم نُرحب بها كما تستحق..

باقول لك أيام سوووووودا..
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع