الأقباط متحدون - التوقيت الصيفي والتخبط الحكومي
أخر تحديث ١٧:٠١ | السبت ٧ مايو ٢٠١٦ | ٢٩برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٢١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

التوقيت الصيفي والتخبط الحكومي

 د. ممدوح حليم
    يعكس تعامل الحكومة المصرية مع التوقيت الصيفي التخبط المصري و الحكومي، فنحن نقول الشيء وعكسه، كما يعكس خضوع الأمور في حياتنا للأهواء الشخصية، وأنه من الصعوبة بمكان أن تتغير الأحوال في مصر، وها هي كما هي رغم الأوضاع الثورية التي مرت بها البلاد في السنوات الخمس الماضية.

   كان حسني مبارك طيارا ومن ثم كان يحب ضوء النهار فهو يمكنه من ممارسة عمله كطيار، لذا أوجد التوقيت الصيفي، ولكي يجعله ثابتا جعله قانونا صادرا من مجلس الشعب. وفي بعض السنوات، ومازال، يخترق شهر رمضان فترة التوقيت الصيفي مما يجعلنا نغير التوقيت أربعة مرات خلال الصيف الواحد، وفي إحدى السنوات أعيد التوقيت الصيفي لمدة أسبوعين فقط في نهاية الصيف بعد شهر رمضان، الأمر الذي أثار اندهاش الناس.

  ويؤدي التوقيت الصيف إلى حدوث ارتباك مؤقت لعدة أيام في حركة الطيران و السفن والتعاملات الدولية البنكية، كما أن الحالة النفسية لبعض الأشخاص تضطرب نظرا لارتباط المزاج بضوء الشمس عند البعض.

   وبعد ثورة 25 يناير، قامت حكومة عصام شرف بإلغاء التوقيت الصيفي باعتبار أنه لا طائل منه، وبعد الإطاحة بحكم الإخوان، أعيد العمل بالتوقيت الصيفي عام 2014 ، وفي عام 2015 العام الماضي، شعر المهندس محلب رئيس الوزراء عدم رغبة الناس في العمل بالتوقيت الصيفي لذا بطريقة شيك متحضرة أحال الأمر لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء الذي أجرى استطلاع للرأي أفاد عدم رغبة أغلب الناس في عودة التوقيت الصيفي، فألغي.

  ظن الناس أن الأمر انتهى عند هذا الحد، لكن ها رئيس الوزراء الحالي يعلن عودته بعد رمضان المقبل وأحال الأمر لمجلس النواب النائم والذي يعمل بتوجيهات إلى حد ما لإقرار تشريعات خاصة به. 

   كيف لمستثمر أن يطمئن لثبات القوانين في مصر وكل شيء خاضع للتغيير ويخضع للأهواء الشخصية، لو كان محلب استمر رئيسا للوزراء لما عاد التوقيت الصيفي هذا العام. 

  والخلاصة لا شيء في مصر تغير أو سيتغير فكل شيء يخضع لما يرغبه المسئول، وممكن نفعل الشيء وعكسه، فلا مجال للعلم و احترام رغبة الناس.  


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter