د. مينا ملاك عازر
نسى والدي -الله يرحمه- قبل أن يموت أن يعلمني، كيف ولماذا أخاف، فقط تركني أقلق وأهتم بما أعمله لكي ينجح وأنجح معه، فعرفت الفرق بين الخوف الذي يكبلني، والقلق الذي يدفعني للأمام، أما الخوف لا يعرف لقلبي طريق، ولست وحدي الذي لا أخاف.
وعلى غرار ما قاله الرئيس -وله مني كل تقدير لشخصه ولقوله- أحب أن أشير وأرسخ وأذكر منْ ينسى ومن يطبل ومن يطاطي.
من وقف للإخوان من أيام عزل النائب العام عبد المجيد محمود لأول مرة قبل حتى أن يكون الرئيس السيسي وزير للدفاع لا يخاف، ومنْ وقف ضد الإخوان في المرة الثانية في أحداث الاتحادية لا يخاف، ومنْ كسر الحظر في مدن القناة لا يخاف، ومن صرخ بأعلى صوته يسقط يسقط حكم العسكر وقت التواطؤ مع الإخوان لتوصيلهم للحكم لا يخاف، ومنْ أسقط مبارك، لا يخاف، ومن نزل تلبيةً لنداء وزير الدفاع حينها لدعمه وتفويضه لحرب الإرهاب وقت أن كان الإرهاب على أشده لا يخاف، ومنْ وقف بصدره أمام مدرعات الشرطة لا يخاف، ومنْ قفز فوق مدرعات الجيش وكتب عليها كما يدعي البعض بالبوية يسقط مبارك لا يخاف، ومنْ يتجمهرحول القنبلة ليرى كيف تفكك لا يخاف، ومن يجمع استمارات لإسقاط الإخوان وقت أن كنت تقول بنفسك أن من يريد التغيير فليتحمل الوقفة في طوابير الانتخابات لا يخاف، ومنْ دعم سيادتك في الانتخابات وأعطى لك المنصب باكتساح لا يخاف، ومن أجبرك على خلع البزة العسكرية لترتديها مدنية لتقود البلاد لا يخاف، ومنْ فعل كل هذا هو شعب مصر الذي لا يخاف، الذي أنت منه، ولذا أنت لا تخاف، ولأنك تطمئن لدعمه لك ما دمت في الصواب فلا تخاف.
لكن ما يدعوك سيادة الرئيس للقلق، هو ممارسات الداخلية الفاشلة غير القادرة على تأمين أي شيء على غير مزاجها كمباريات الكرة مثلاً، والتي قتلت خمس مصريين برغبة جامحة لإعفاء نفسها من جريمة يبدو كل يوم تورطها فيها بقتل الشاب الإيطالي.
سيادة الرئيس لا تخاف وحسناً تفعل، لكن اقلق لأن القلق فيه عبر كثيرة، وفوائد أكثر، فما خاب من قلق ودرس وفحص ولم يسلم عقله لمستشارين فشلة لم نرى منهم إلا كل فشل في إداراة أي أزمة ولنا في كوارث كبيرة أسوة حسنة، ولعل آخرها ومسببة الأزمة الحالية هي كيفية إدارة نقل تيران وصنافير من الحكم المصري للحكم السعودي.
المختصر المفيد ومنْ منا يخاف؟