أولياء أمور سوهاج زعلانين ومقدمين بلاغات فى مدرس الإنجليزى الذى تجرّأ ووضع فى امتحان الإنجليزى سؤالاً عن، أستغفر الله العظيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لا مؤاخذة، الحب!! وقالوا إنه يحض على الرذيلة ويحرّض على إقامة العلاقات الآثمة وطالبوا بإلغاء منهج اللغة الإنجليزية وقالوا إنهم مندهشون من الاهتمام بهذه اللغة الكافرة التى تهتم بها تلك المدرسة الفاجرة الفاسقة!! أولاً القطعة أو الباراجراف الذى نشرته «الوطن» أمس فى منتهى الجمال والأهمية ويتحدث عن كيمياء الحب وكيف يزرع الحب فينا الثقة بالنفس ويجلب لنا السعادة ويرفع نسبة مادة البهجة الإندورفين فى أمخاخنا، ما هى الجريمة النكراء فى تلك القطعة؟ لماذا جيّش أولياء الأمور الجيوش لإقامة الحد على هذا المدرس النابه الحساس الذى كل جريمته أنه يريد أن يسترد إنسانيتنا التى دهسها بلدوزر التطرف والتزمت؟!! أنا لو من الإدارة التعليمية أمنحه جائزة ووساماً لا أن أحوله إلى التحقيق كما قيل فى الخبر!!

لا تكلمونى عن ديمقراطية ولا نهضة سياسية أو اقتصادية فى مجتمع يخشى الحب ووطن يحارب العشق وأمة تكره البوح وشعب ينظر بلا مبالاة لمن يتبول فى الشارع ويذبح من يتحدث عن الحب فى الامتحان!! شعب تخرج فيه قرية عن بكرة أبيها وهى تزغرد خلف تروسيكل يحمل جثث ضباط شرطة مذبوحين يسقونهم ماء النار عندما يطلبون قطرة ماء غير مستنكرين ولا مستهجنين، تجد نفس القرية من الممكن والشرعى والطبيعى لديها أن تنتفض وتقتل شاباً لأنه صافح فتاة أو أرسل لها رسالة حب!! أخشى ما أخشاه على هذا الشعب ليس فقر الفلوس ولكنه فقر المشاعر وجفاف العواطف وتصحُّر الأحاسيس وبلادة الوجدان، فقر الفلوس من الممكن علاجه بخطط خمسية، لكن فقر الحب لن تنفع فيه خطة مارشال ولا دعم البنك المركزى ولا شهادات استثمار قناة السويس، عندما تصل الديمقراطية إلى شعب لا يحب ستكون بمثابة وصول أنبوبة الأوكسجين إلى جثة! لا تخافوا من الحب، لا تفزعوا من العشق، خافوا من الكراهية، افزعوا من الغل والحقد والكبت، أنا لا أخشى على مصر من فقر الجيب لكنى أخشى عليها من فقر القلب.
نقلا عن الوطن