الأقباط متحدون - تعرية المجتمع المسلم
أخر تحديث ١٣:٤٦ | الاربعاء ١١ مايو ٢٠١٦ | ٣بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٢٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

تعرية المجتمع المسلم

محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى

نكذب على أنفسنا، نضحك عليها ونخبرها بأننا المجتمع المتدين المنفتح القائم على العدل والمساواة، نخترع هذه القصص وننام فى أحضانها، مقتنعين بأننا نتقبّل الآخر، والإسلام يحترم الآخر، بينما هناك فى أوروبا عنصريون متطرفون يكرهون الإسلام.

نستيقظ فجأة على الحقيقة، كوب من الماء البارد فوق رؤوسنا جميعاً مع إعلان فوز رجل مسلم اسمه صديق خان بمنصب عمدة لندن، الباكستانى المسلم الذى فاز بهذا المنصب المهم كان مرشح حزب العمال البريطانى، وهو الآن يتولى ثانى أهم منصب فى إنجلترا بعد منصب رئيس الوزراء.

طبعاً ستسمع صيحات التكبير قادمة من حيث يجتمع السلفيون والإخوان «الله أكبر ولله الحمد»، لقد نصر الله الإسلام فى عمق دار الكفر، وستسمع الكثير من الخزعبلات والأساطير عن غزو الإسلام لأوروبا، وعن أخلاق الإسلام التى دفعت أهل لندن لاختيار صديق خان الباكستانى المسلم.

لكن هذه الصيحات لن تطول، سينقلب كل شىء إلى عكسه مع معرفة السلفيين والإخوان بأن صديق خان مسلم شيعى، وقتها لن يُكبّروا، ووقتها ستكون صيحاتهم حديثاً عن مؤامرة أوروبا والشيعة على الإسلام، لن يفرحوا به وسيتمنون لو أنه لم يفز.

الحقيقة فوز صديق خان بمنصب عمدة لندن ربما يكون الفعل الأكثر تعرية لمجتمعاتنا وأخلاقها ومشكلاتنا كمسلمين مع العالم.

تأمل القصة يا سيدى.. هل سمعت صوتاً إنجليزياً يتأفف غاضباً أو كارهاً أو متطرفاً بعد نجاح مسلم فى الجلوس على كرسى عمدة لندن، هل تظاهر أحدهم أو اعتصم، رفضاً لفوز صديق خان بهذا المنصب بسبب ديانته.

لم يحدث ولن يحدث، هذه المجتمعات تُعلى من شأن الكفاءة والتميُّز فوق كل شىء، قارن هذا المشهد المتحضّر بتيارات الإسلام السياسى فى مصر وشيوخ التيار السلفى الذين لا تمل أفواههم عن إصدار فتاوى تحريم تولى الأقباط مناصب قيادية، فتاوى تحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم، قارن ما حدث فى لندن بكل التعصّب والغضب الذى ظهر بعد الثورة، بسبب المادة الثانية من الدستور.

قارن المشهد الإنجليزى بالمشهد المصرى العنصرى حينما تجمع الأهالى واعتصموا وغضبوا وهتفوا ضد تعيين مديرة مسيحية لمدرسة فى الصعيد، رغم كفاءتها ورغم أنها وكيلة المدرسة لفترة، ثم ارجع بذاكرتك للخلف بعد الثورة مباشرة وتذكّر اعتصامات أهالى قنا وقطع السلفيين للطريق اعتراضاً على تعيين محافظ مسيحى.. شُفت بقى إحنا وحشين إزاى؟
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع