أساليب كثيرة لعقاب الأطفال تستخدمها الأمهات فى حال حاول أطفالهن التهرب من المذاكرة، بعضهن تضطر لاستخدام العنف ولكن الغالبية أصبحن يرين أن المقاطعة والحرمان من الأشياء المحببة للطفل أصبحت وسائل أكثر تأثيراً وأقل ضرراً على نفسية الأطفال.
يرفضن أساليب الضرب والإهانة لإقناع أطفالهن بالمذاكرة ويرين أن التحفيز هو الحل
تقول رانيا عبدالرازق، 30 سنة، مدرسة رياضيات: «مالك ابنى عنده 5 سنين فى kg2 ومازن عنده4 سنين kg1 كنت بتعامل معاهم بشدة زى ما بعامل الأولاد فى المدرسة، لكن اكتشفت إن فيه فرق كبير بين طفل بأسسه مش من حقى أعنفه ولا أشد عليه وبين طالب كبير، ولازم أحببهم فى المذاكرة وأخليهم هما اللى عايزين ينجزوا ويخلصوا مذاكرتهم».
وتضيف: «بعاقب أولادى بنظرة زعل أو بحرمان من حاجة بيحبوها لما بيغلّبونى فى المذاكرة، وممكن أعرفهم إنى هقول لباباهم نظراً لعدم وجوده فى البيت بصفة مستمرة لظروف الشغل وبيستجيبوا لأنهم مش عارفين رد فعل والدهم، ولو الموضوع فيه ضرر جامد لو ضايقوا حد مثلاً أو كسروا حاجة بخليهم يعتذروا للناس، وأنا كمان بعتذر وبفهمهم إن مش من حقنا نضر حد لمجرد إننا بنلعب».
وتتابع: «فى الأول كنت بتعامل معاهم بعصبية لكن بمرور الوقت اتعلمت أعمل كنترول على نفسى وأنزل لمستواهم وأتعامل معاهم من منطلق قدراتهم، وبحاول أفهمهم وبلعب معاهم وكأننا أصحاب لأنى جربت الشدة والعصبية واكتشفت إن ضررها أكبر من نفعها، ولما بيكون مالك ابنى مش عايز يذاكر بناخد بريك لو الوقت يسمح، ولو مفيش وقت بحفزه إنه ممكن يتفرج على الكرتون اللى بيحبه أو يلعب بالموبايل أو نخرج مع بعض بعد ما يخلص».
خبير تنمية بشرية: من يعاقبون أطفالهم بالضرب مرضى نفسيون
وتوضح: «أقسى وسيلة عقاب استخدمتها معاهم إنى ضربتهم بإيدى، لكن عمرى ما استخدمت الشبشب أو الحزام، لأنى كنت بشتغل فى مدرسة كان ممنوع فيها العقاب بالضرب واتعلمت منهما أدور على وسيلة تانية للعقاب غير الضرب والحاجات اللى بيحبوها بعملها لهم حافز».
وتضيف: «فيه أمهات بتستخدم الطريقة دى مع أولادها لكن كل شخص ليه ظروف تعليمه وعاداته اللى نشأ فيها، والأمهات اللى بتعمل كدة محتاجة حد يعلمها إزاى تتعامل مع أولادها وتربيهم من غير ما تهينهم وتأثر عليهم بالسلب، لما بحرم أولادى من حاجة بيحبوها ده بيكون أكبر عقاب ليهم، لما بنذاكر مع بعض بحسسهم إنهم الكسبانين لما يعملوا واجباتهم ويبقوا شاطرين، وبحفزهم يخلصوا ويلعبوا وبقول لهم اللى هيعمل واجبه الميس هتحبه وتقول عليه شاطر وتجيب له حاجة حلوة».
وتتابع: «أولادى حتة منى ولما بعاقبهم بزعل عليهم، وبراضيهم وآخدهم فى حضنى وأفهمهم إنى زعلت بسبب كده، وده ما ينفعش وغلط نزعل ماما».
وقالت غادة عبدالله، أم لمحمد ومريم، إنها تفضل متابعة الطفل فى المذاكرة من أول يوم فى الدراسة، حتى لا تضغط عليهم بشكل كبير فى أيام الامتحانات، مضيفة أنها تأخذ الطفل «بالهداوة» بعد الرجوع من المدرسة، حيث تتركهم يأخذون قسطاً من الراحة ثم يتناولون الغداء ثم البدء فى المذاكرة، وتتعامل معهم بإعطاء القليل من المعلومات ومساعدتهم فى حفظها، فإذا شعرت أنهم لا يستوعبون تزيد كمية المذاكرة كنوع من العقاب، محذرة أنها تمنعهم من النوم إلا بعد الانتهاء من واجباتهم المدرسية، فإذا استمر رفضهم تبدأ بالتهديد بعدم الذهاب للنادى يوم الجمعة. أما أشواق مسامر وهى أم لطفلة عمرها 11 عاماً وطفل لا يتعدى عمره 8 سنوات، فترى أنه يجب أن يكون هناك تدريج فى العقاب قائلة: «يعنى بالنسبة home work مثلاً من العقاب اللى باستخدمه إنه ما يعملوش لأنه رافض يعمله أو بيدلع ويروح المدرسة ويتعاقب هناك، فإحساس الطفل إنه هيتعاقب قدام صحابه بيخليه يقولى خلاص هعمله»، وتتابع «لما بيكون الموضوع أصعب بالنسبة للمذاكرة وخصوصاً فترة الامتحانات بيكون التحفيز أهم من العقاب، يعنى مثلاً لما هنذاكر كويس ونحل تمام بنتفق سوا نعمل كل الحاجات الحلوة اللى بيحبوها، وبالتالى لو ما التزموش يبقى مافيش الحاجات اللى اتفقنا عليها حتى لو كانت فسحة حلوة فى مكان بيحبوه». ومن جانبه وجّه الدكتور محمد هانى، استشارى الصحة النفسية، بضرورة أن تتسم التربية والعقاب بالوسطية، حتى لا يؤثر على الطفل ويأتى بنتيجة عكسية. وحول أطر العقاب السليمة، أوضح «هانى» أنه على الأم أن تبدأ بالتحفيز، بشراء اللعب التى يحبها، أو منعه من أكثر الألعاب التى يلعب بها دائماً، ناصحاً بوجوب الالتزام بالوعد حتى يصدقك فيما بعد، وعلى الأم أن تمحو كلمات الإحباط من قاموسها فى ذلك الوقت مثل «انت غبى، انت مش شاطر، أصحابك أشطر منك». وحذر استشارى الصحة النفسية من التعامل بالضرب، فهو لا جدوى منه وأحياناً يأتى بنتيجة عكسية، ويمكن اللجوء إليه فى أضيق الظروف حتى يشعر الطفل أنه تجاوز حد عدم المذاكرة، والبعد عن العقاب اللفظى، ويفضل إبعاد وسائل الترفيه من أمامه حتى لا ينشغل بها فكرياً، ناصحاً باهتمام الأم فى هذه الفترة بالأكلات الصحية وعدد ساعات النوم.
كما وصفت الدكتورة سمر عبدالسلام، خبيرة التنمية البشرية، الأمهات والآباء الذين يعاقبون أطفالهم بالضرب بأنهم مرضى نفسيون.
وأضافت أنه لا بد للأم أن تشعر الطفل بأنه شخص أكثر تحضراً، ويجب أن تكون هناك موازنة بين حقوق الطفل وواجباته، وصيغة للتفاهم بين الأطفال والأمهات والآباء، لأن الطفل شخص مسئول «لازم أصفق له لما يعمل حاجة كويسة وانظر له نظرة خوف لما يعمل حاجة مش صح، ولما الأم بتزعل من طفلها ده فى حد ذاته عقاب للطفل».