وصل قطار الحرائق المشتعلة فى قلب القاهرة إلى محطة جديدة صباح أمس، إذ شب حريق فى جهاز تكييف داخل غرفة مديرية الإسكان بديوان عام المحافظة، وامتدت النيران إلى عدد من النوافذ فى الطابق الثالث بعد أن تصاعدت ألسنة اللهب عقب محاصرتها قطع الأثاث الموجودة داخل المكتب، وأسفر الحريق عن إصابة 5 أفراد باختناقات.
وانتقلت قوات الدفاع المدنى إلى مكان الحريق بعد الدفع بـ6 سيارات إطفاء للسيطرة على النيران، وأخلت القوات ديوان المحافظة من الموظفين والعمال لمدة ساعة حتى تمكنت من السيطرة على النيران. وتحرر محضر بالواقعة، وأُخطر المستشار شريف توفيق، رئيس نيابة عابدين، وانتقل فريق من النيابة لمعاينة آثار الحادث.
إخلاء ديوان المحافظة.. و«المطافى» تسيطر على النيران.. وسماع أقوال 7 من شهود حريق الغورية.. واستعجال تقارير الأدلة الجنائية فى «الرويعى»
وأوضحت المعاينة وجود تلفيات فى أحد المكاتب الإدارية التابعة لمديرية الإسكان وأن النيران أتت على محتوياته من قطع أثاث ومقاعد خشبية، كما تسببت النيران فى إلحاق أضرار كبيرة بـ4 نوافذ خاصة بالعديد من المكاتب فى الطابق الثالث إثر امتداد النيران إليها. وقررت النيابة انتداب المعمل الجنائى لمعاينة حريق محافظة القاهرة لحصر التلفيات والوقوف على أسبابه، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وشكّلت لجنة فنية من الحى والمحافظة لحصر التلفيات.
وقال عدد من شهود العيان لـ«الوطن» إن سبب الحريق فى مبنى محافظة القاهرة هو أن النيران شبّت فى التكييف بسبب ماس كهربى والتهمت أحد المكاتب الإدارية بمبنى المحافظة، وامتدت النيران لشبابيك الطابق الثالث، وعندما امتدت النيران إلى قطاع الأثاث أسرع جميع الموظفين إلى خارج المبنى، وبعدها بدقائق وصل رجال الدفاع المدنى إلى المبنى، وقاموا بمحاصرة النيران من كافة الاتجاهات، واستعانوا بسلم هيدروليكى لإطفاء الطوابق العلوية، وتمت عمليات إخماد النيران قبل أن تصل النيران إلى محتويات مكاتب أخرى. وقال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة والسكان، إنه تم نقل 2 من المصابين إلى مستشفى أحمد ماهر، فيما تم إسعاف 3 آخرين بموقع الحريق، مشيراً إلى أنه فور وقوع الحادث تم الدفع بـ6 سيارات إسعاف لنقل وإسعاف المصابين.
وتفقد اللواء محمد أيمن عبدالتواب، نائب محافظ القاهرة، ديوان عام المحافظة لمعاينة موقع الحريق. وقال نائب المحافظ إن الحريق شبّ فى غرفة واحدة بالدور الثالث وتم السيطرة عليه فى غضون دقائق عن طريق الحماية المدنية، كما تفقّد عدد من قيادات المحافظة سير العمل بها بعد استقرار الأوضاع، ومن بينهم اللواء محمد البندارى، سكرتير عام محافظة القاهرة. وفى سياق متصل استمعت النيابة لأقوال 7 من شهود العيان على حريق الغورية الذى تسبب فى تدمير 10 محال أقمشة و20 فاترينة خاصة بالباعة الجائلين، وقال إن النيران بدأت فى محل أقمشة كان مغلقاً فى شارع «الحمزاوى» وإن النيران استمرت فى المحل حتى أتت على جميع محتوياته وبعدها امتدت إلى عدد من فترينات خاصة بالباعة الجائلين، وإنهم أسرعوا إلى المشاركة فى عمليات الإطفاء لكنهم فشلوا فى السيطرة على النيران فى المحل الأول بسبب قوة ألسنة اللهب حتى وصلت إلى 3 محال أقمشة.
وأضاف الشهود فى تحقيقات النيابة أن قوات الحماية المدنية وصلت بعد قرابة نصف ساعة من نشوب الحريق وتمكنت من محاصرة النيران بمساعدة عدد كبير من أصحاب المحال التجارية والباعة الجائلين، وأن النيران استمرت قرابة 4 ساعات لكن سرعة التعامل معها من جانب رجال الحماية المدنية الذين استخدموا خزانات المياه فى إلقاء كميات كبيرة من المياه على النيران ساهمت فى محاصرتها، كما أنهم لا يستبعدون أن يكون هناك جناة يقفون خلف الحريق للانتقام من أصحاب المحال التجارية نتيجة وجود خصومات بينهم، كما أن القول بأن الحريق حدث بفعل فاعل من جانب جهات معينة لطردهم أمر وارد، بينما رجح عدد آخر من الشهود أن النيران ناتجة عن ماس كهربائى لأن النيران نشبت من داخل محل ملابس، الأمر الذى يوضح حدوث ماس كهربائى فى لوحة المفاتيح. وقالت مصادر أمنية إن النيابة استعجلت تقرير المعمل الجنائى لمعرفة أسباب نشوب الحريق وتحريات المباحث حول الواقعة وتقرير اللجنة الهندسية الخاصة بحصر الخسائر والتلفيات التى لحقت بالمحال التجارية.
وتواصل نيابة حوادث وسط القاهرة تحقيقاتها فى حريق منطقة الرويعى من خلال سماع شهود العيان الذين أكدوا أن الحريق بدأ فى فندق الأندلس وامتد بعدها إلى المحال التجارية وفرشات الباعة الجائلين التى ساعدت على انتشار الحريق وامتداده إلى عدد كبير من المحال التجارية حتى تحول إلى كارثة كبرى. وأوضحت معاينة النيابة أن النيران أتت على محتويات قرابة 190 من المحال التجارية الصغيرة والفرشات الخاصة بالباعة الجائلين.