السبت ١٤ مايو ٢٠١٦ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
تعبيرية
د. مينا ملاك عازر
هكذا يمكنك عزيز القارئ، أن تحكم حكماً يرضي ضميرك الآني والتاريخي كمان، بل أعتقد أنك تستطيع أن تحكم نفس الحكم على مستقبل القضية موضوع الحكم.
صديقي القارئ، القضية التي أعنيها التي يمكن أن نقدمها لمحكمة التاريخ هي القضية الفلسطينية، يمر على ذكراها غداً ثماني وستين عاماً، وحين قُدِمت هذه القضية لمحكمة التاريخ نستطيع أن نقول ونحن مطمئنين أن الشعب المصري تأثر بهذه القضية ووضعها في أولوية اهتماماته، بل تراجع خطوات للخلف لكي يقدمها هي على كثير من القضايا، كان المصريون يقدمون قوافل المعونات الصحية للفلسطينيين وقراهم في الصعيد محرومة من الصرف الصحي، كنا نقدم لهم المؤن التموينية ولدينا قرى تُدعى بأنها الأكثر فقراً، وسفكنا دماء طاهرة لجنودنا البواسل ولم نقل أنها أرضنا كما قلنا على جزيرتي تيران وصنافير لأننا سفكنا الدماء عليها ولأجلها.
حروباً كثيرة خضناها، تأثر اقتصادنا بسبب هذه القضية، أفهم أننا كنا سنتورط بأي سبب في تلك المسألة وهي الصراع العربي الإسرائيلي بسبب اندفاع بعض الزعماء، بيد أن ذلك أبداً لا ينفي أن القضية الفلسطينية كانت موضع اهتمام وستبقى هكذا للشعب المصري، فقد خرجت المظاهرات لأجلها والهتافات ملأت أرجاء الفضاء لأجلها تنشد وتشدو باسم فلسطين، وطالما اقترن المصريون بالفلسطينيين في الكفاح لأجل الأرض العربية الفلسطينية والمصرية والسورية، وكل هذا نابع من أخوة خالصة ومحبة غامرة ملأت القلوب.
ولذا أستطيع القول بأن الشعب المصري في القضية الفلسطينية أثر فيها بدعمه لها وتأثر بها بأن أخرج من فمه وأعطاها، واقتصادياً نتيجة الحروب التي خاضها لأجلها وبالتالي لا يمكننا القول بأي حال من الأحوال أن الشعب المصري قد قصر، لذا فأن الحكم على المصريين في هذه القضية تأثرنا وأثرنا ولم نقصر.
أما القيادة السياسية المصرية فلها مع القضية الفلسطينية صولات وجولات منذ ناصر الذي حارب لأجلها، وإن كان يعيبه وباقي الزعماء العرب أنه لم يحقق حلم إعلان الدولة الفلسطينية المنصوص عليها في قرار الأمم المتحدة بتقسيم أرض فلسطين فلو فعل لكان قد حفظ للفلسطينيين الحد الأدنى الذي لا يطولونه للآن، والسادات استمر في سعيه نحو إعادة الحق لأصحابه، وارجعوا لخطابه في الكنيست، ومبارك تشهد عليه لقاءات السلام في شارم الشيخ وغيرها وجولاته، ومجهودات رجال وزارة الخارجية على مر العصور تشهد بحب المصريين لها، الوحيد الذي كاد يضيع الحق الفلسطيني بإبرامه صفقة التبادل مع إسرائيل، وتنفيذ المخطط بإعطاء سيناء للحمساويين مقابل تخليهم عن عدائهم لإسرائيل، وأخذه مليارات الدولارات مقابل أرضه، كان مرسي، لكنه ورحمة من الله بالقضية الفلسطينية لم يفعل ورحل بقرار شعبي، ولذا فنحن للآن نسعى لإعادة حق الفلسطينيين لهم أرضاً وسيادة وكيان.
المختصر المفيد فلسطين في قلوبنا رغم ما تفعله حماس.