عرض/ سامية عياد
"قوموا يا بنى النور .." نداء قيامة المسيح الذى تسبح به الكنيسة احتفالا بحدث القيامة ، نداء تحتاجه البشرية الآن أكثر من أى وقت مضى ..  

فى مقاله "قوموا يا بنى النور" اكد قداسة البابا تواضروس الثانى على أن تعاليم السيد المسيح كانت ومازالت نورا لكل البشر حيث قدمت وصاغت فكرا جديدا وروحا جديدا يستنير به الكيان الإنسانى المظلم إذ قال عن نفسه "أنا هو نور العالم" ، ويكفينا مثالا العظة على الجبل والتى تشغل ثلاثة اصحاحات من الإنجيل المقدس لمعلمنا مار متى البشير ، ويأتى حدث القيامة معلنا أنه بالموت داس الموت ، وشهد على قيامته الزلزلة التى وقعت فجر الأحد والحجر المرفوع والقبر الفارغ والأكفان الموضوعة مع منديل الرأس.

أن قيامة السيد المسيح تعنى ضرورة القيامة من ظلمة الخطية وسقطة الموت الأبدى بأبعادها الثلاثية ، أولا: ظلمة العقل الإنسانى أى اصابته بالفراغ والتفاهة فلا تجد نورا يضىء ولا عقلا يستنير ويعيش الإنسان فى متاهة الفراغ والتفاهة وأفكار الهدم والشر والجريمة ، ثانيا ظلمة القلب ويظهر ذلك فى الجفاء والكره والظلم والحقد والانتقام والتذمر وعدم الرضى وهو عمى القلب لا يبصر صاحبه نورا ولا يعرف معنى الحب بل يعيش فى حب الذات ، ثالثا ظلمة اليد المتمثلة فى الفساد والعنف والإرهاب الذى استشرى فى العالم وصار حائلا ضد العدالة الاجتماعية ورفاهية الشعوب .

لنعيش حدث القيامة بالحب والخير والسلام ، بالانتصار على الخطية ، بالانتصار على حب الذات ، بالانتصار على شهوات العالم ، بالانتصار على ظلمة العقل والقلب واليد ..