الأحد ١٥ مايو ٢٠١٦ -
٠٣:
٠٥ م +02:00 EET
البابا اثناسيوس الرسولى
القمص أثناسيوس جورج
أيقÙونَة٠أثناسيوس السَكَنْدَرÙÙŠ (أثناسيانا)
نادىَ عليه البابا ألكسندروس البطرك ال (١٩) قبل رØيله وكرر النداء (أثناسيوس.. أثناسيوس)Ø› ثم قال: (وهل تظن أن بهروبك يمكنك أن تÙلت؟.. لا يمكن!!). بعد ذلك Ø£Ùختير أثناسيوس الرسولي خلÙًا له، بأغلبية عظمى على مرأىَ من جميع الشعب واستØسانه...
وبأصوات الشعب كله وتشÙعاته. ÙˆÙÙŠ وقار رسولي روØاني؛ Ø£Ùقيم على كرسي مارمرقس الرسول. وقد اعتبر البابا أثناسيوس أن مدينة الأسكندرية بالنسبة له بمثابة زوجته الطاهرة العÙÙŠÙØ© التي اقتناها بالأسقÙية من عند الرب؛ كي يخدم صاØبها ويرعى شعبه الذي اقتناه بالدم الكريم الذي لمسيØÙ‡.
كان وجهه ملائكيًا وجسمه Ù†ØÙŠÙًا؛ لكنه مرعبًا لكل المخادعين الخارجين عن الØÙ‚ØŒ جبهته عريضة وعيناه يقظتان... ذهنه Øاد بنباهة متوقدة، تقطع على الهراطقة طرق الل٠والدوران والخداع والمؤامرة... شجاعًا قويًا وجبار بأس، غير مرتعش ولا هيّابًا. بÙراسته يكش٠نقاط Ø®Ùبث الأريوسيين ويواجهها بالØÙجة الكتابية... ولم يكن مجرد Ù…Øاجج؛ بل ÙÙŠ جراءته وبصيرته الروØية؛ جعل مباØثاته ومناظراته صيغًا إيمانية رصينة، واجبة القبول والنÙاذ؛ تستمد قوتها من ØªÙˆØ¶ÙŠØ ÙˆØªØ·Ø¨ÙŠÙ‚ الآيات. وقد قيل عنه: بأن ردوده Øاضرة؛ قويمة الرأي والإيمان؛ وسريعة بدرجة مذهلة؛ أسكتت الأباطرة والأعداء المخادعين.
كان تلميذًا ÙˆÙيًا للبابا ألكسندروس ال (١٩) يعيش معه كإبن مع أبيه تØت سق٠واØد، وكان Ù…Øبوبًا عنده بسبب أمانته وتلمذته ÙˆØلاوة صÙاته... تلقّىَ العلوم اللاهوتية وتمهّر ÙÙŠ الأدب والÙلسÙØ© والبلاغة؛ التي أسÙرت عن تØصيله لإمكانيات الدÙاع ومنطقية المØاجاة ضد الÙلاسÙØ©... إلا أنه ÙÙŠ كل هذا؛ لم يكن متعاظمًا بعلمه؛ ولا معتدًّا ببلاغة منطقه؛ لكنه كان دائمًا يتØدث عن Ù†Ùسه بصيغة الغائب؛ لأن الرب الØاضر والمتكلم Ùيه؛ هو نوره وخلاصه ومعتمده، وهو الذي يصون رجله من أن تؤخذ... وكان توقيره للكتاب المقدس معيارًا لسلطته الواسعة ÙÙŠ جميع كتاباته... يتقدم دائمًا للØديث عن Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙƒÙ…Øب للمسيØØ› استنادًا إلى عشرة المعرÙØ©... راÙضًا أي إجراء أو مخالÙØ© أو ممارسة غريبة عن تقاليد الآباء وأمانة نيقية، مواصلاً صراعه ضد مكائد الباطل؛ كغاية وهد٠Øياته؛ وأساس تعليمه واعتراÙÙ‡ ضد كل Ø§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© والمضلة.
Ù„Ùقب بالرسولي؛ لأنه كان امتدادًا للرسل بالقول والÙعل... صائرًا مثلهم ÙÙŠ النهج والسيرة واستقامة الØياة، وهو الوØيد الذي Ù„Ùقب بثالث عشر الرسل؛ لإسهامه الثمين ÙÙŠ ØÙظ تقدم البناء اللاهوتي؛ عبر مسيرة الكنيسة، وما وضعه من اصطلاØات وكتابات وتعاليم موضوعية مقنعة؛ ØÙظت أمانة الØÙ‚ وداÙعت عن الإيمان الصØÙŠØ... كذلك لسبب سيرة Øياته التي استقامت استقامة التعليم Ù†Ùسه، Ùكان مثالاً ÙŠØµÙ„Ø Ù„ÙŠÙƒÙˆÙ† وسيلة Ø¥ÙŠØ¶Ø§Ø Ø¹Ù…Ù„ÙŠØ©Ø› تبكت المناÙقين وباعة الأÙكار من سÙرّاق اللاهوت. وهو علامة بارزة Øتى الآن ÙÙŠ مواجهة تيارات Ùكرية عديدة تÙشغلنا وتÙتعب خدمتنا ÙÙŠ العصر الØالي، خاصة أن جمال سيرته وتنوعها؛ ومسكونيته وأسÙاره قدمت لنا ثقاÙØ© عالمية تتناسب مع أجواء العولمة العنيÙØ© التي تØيط بنا.
وهو الذي جعل للأسكندرية ثقلاً لاهوتيًا ÙˆÙكريًا؛ يوازن العالم كله... ذلك ما برهنت عليه Øوادث التاريخ آنذاك، إذ انه كان أسقÙًا له مهابة وشهرة؛ بل والأشهر ÙÙŠ المسكونة، ولا ينÙصل اسمه عن العقيدة الجامعة للإيمان بالثالوث. Ùضلاً عن دوره المميز وسط Øضور أساقÙØ© العالم ال (٣١٨)Ø› ÙÙŠ تØديد نص قانون الإيمان الرسولي، بل واستمر دوره الريادي على مدى أكثر من خمسين عامًا من مجمع نيقية... وقد أذهل كل مؤرخي الدنيا ÙÙŠ إنجازه Ù„ØÙظ سلامة الإيمان المسلَّم مرة للقديسين، بعد أن خذله كثيرون وقاومه الأباطرة؛ ووضعوا مكاÙأة لمن يأتي برأسه؛ لكنه انتصر بمعونة القدير لا بمنطق الكلام ولا بسيو٠قوة بشرية؛ بل بالاعترا٠الØسن ÙˆØÙظ تقوى الإنجيل (عملاً وسلوكًا)ØŒ لذا جاءت Øروماته قاطعة بسي٠السماء لا بسلطان الناس، وعلى يديه انهزمت الشوكة الأريوسية وتم Ø£Ùول نجمها الأسود.
اعتبر أثناسيوس أن إيمان الØÙجة والمنطق Ùقط هو إيمان عاطل؛ لأن الإيمان المستقيم هو الإيمان المعاش؛ الموصل لمعرÙØ© التقوى والعشرة الإلهية... ذلك الإيمان لا يقوم على الÙهم الذاتي؛ بل المبني على تسليم الكنيسة الجامعة: Ùقانون الإيمان هو التقليد؛ وهو الإنجيل؛ وهو Ù…Øصلة النظرة الإيمانية التي تØتضن كل الإنجيل، بالالتصاق بالمخلص بمعرÙØ© عبادة صØÙŠØØ©Ø› لا بنÙخة العقل والجدل العقيم.
كانت كتاباته وتدابيره مواÙقة Ù„Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ÙƒÙ†Ø³ÙŠ العام إزاء كل الأمور التي وصÙها بالمÙقلقة؛ Øتى لا تÙمتهن الكنيسة ويÙهان الكهنوت، ÙˆØتى لا ÙŠÙرغم Ø£Øد على أن يعمل شيئًا لا يقره، ÙÙ†Ùثير غضب الله علينا، ونصير أضØوكة أمام العالم... لأننا سنعطي Øسابًا ÙÙŠ الدينونة عن ما صنعناه. كذلك كان جائعًا دائمًا إلى تقدم شعبه الروØÙŠ وثباتهم ÙÙŠ الأمانة، ÙÙŠ تناسق بين اللاهوت والإنسانية؛ تلك التي كانت متبادَلة بينه وبين رعيته؛ التي ساندته ÙÙŠ معاناته للظلم والجور والنÙÙŠ... مؤكدًا على ضرورة أن نكون مستأسرين كل Ùكر لطاعة المسيØØ› Øتى تØتÙظ الكنيسة بمجدها الخاص؛ وتÙسر بالأكثر ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙŠØ³ÙˆØ¹ ربنا... لذلك نجده ضم إليه تلاميذ كثيرين شهدوا لجانبه وتشرّبوا Ù…Ùاهيمه وامتصّوا Ùكره، متأثرين بما سكبه ÙÙŠ شعورهم ولا شعورهم، Ùتأثرت المسيØية ÙÙŠ العالم بأرثوذكسية الأسكندرية.
قدم Ùكره اللاهوتي كقانون متكامل؛ بأÙضل برهان روØÙŠ وعقلي... واضعًا Ù†Ùسه ÙÙŠ جهاد مظÙَّر من أجل ØÙظه التعليم كاملاً نقيًا بلا شائبة، منصهرًا ÙÙŠ الØÙ‚ Ù†Ùسه؛ لبنيان كرمة الملكوت، ØاÙظًا التقليد وغيورًا على الطقس والقانون الكنسي، متشبعًا Ø¨Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØªÙ‚ÙˆÙ‰ والأدب والدعة؛ كسند لازم لكل من يعمل ويجتهد ويعر٠ويواجه ويداÙع عن الØÙ‚... Øتى إلى النÙÙŠ والتشهير والتشريد من مدينة لمدينة ومن بيت لبيت؛ بل وإلى الاختباء Ø£Øيانًا ÙÙŠ المقابر، Ù…Øتملاً أعاصير الاضطهاد بصبر وبأس؛ غير مكترث بتأمين Øياته، متساميًا ÙÙŠ أخلاقه وقدراته ومواهبه؛ التي أهلته ليكون على رأس كل اللاهوتيين ÙÙŠ إدارة الصراع اللاهوتي؛ الذي أكمله من بعده الآباء الكبادوك وغيرهم من أمثال هيلاري أسق٠بواتييه الملقب ب (أثناسيوس الغرب) وجميعهم استلهموا إدارته للصراع بنزاهة ووقار وطهارة سيرة؛ إذ انه Ù…Øسوبًا كنجم سمائي وكقيثارة رسولية عزÙت Ù„ØÙ† اللاهوت الكامل؛ وسبØت تسبØØ© الرب الجديدة.