د. ممدوح حليم                                                                                          
        يعد د. مفيد شهاب أحد أركان نظام مبارك، وقد تم التحقيق معه بعد ثورة 25 يناير، وقد ثبت براءته من أية تهمة، وقد اعتزل الحياة السياسية بعدها.
   
   ولما حدثت مشكلة تيران وصنافير وصار الرأي العام في حيرة في شأن ملكيتهما ، أسرع الرئيس وعقد اجتماعا مع صفوة المجتمع المصري، وكانت المفاجأة أن حضر د. مفيد شهاب الاجتماع وتركت له الكلمة ليؤكد أن الجزيرتين سعوديتان.
 
     لم يهدأ بال بعض المصريين الشرفاء الذين لا يتصورون أن الجزيرتين اللاتين استشهد جنود مصريون لأجل تحريرهما ودفع رئيس مصر الأسبق حياته ثمنا لتوقيع معاهدة تحريرهما هما لغير مصر، وإذا بهم يجدون رسائل دكتوراه صادرة عن جامعات مصرية تؤكد ملكية الجزيرتين لمصر، أحدهما لباحث يدعى فكري سينجر أشرف عليها د. مفيد شهاب شخصيا تؤكد أن الجزيرتين مصريتان.
 
    إن هذا الموقف وغيره يؤكد صفة مصرية أصيلة يتمتع بها البعض وهي القدرة على الدفاع عن شيء وعكسه، وقول الشيء وضده والتحول 180 درجة. وكذلك صياغة المواقف طبقا لاتجاه الرياح السائدة والمواءمة مع رغبة القيادة السياسية.
  
   ولقد زاد الموقف تعقيدا حين صرح منير فخري عبد النور الوزير السابق المنتمي لعائلة وفدية عريقة لا تتلون لأحدى الفضائيات مؤخرا بأنه غير مقتنع بملكية السعودية للجزيرتين وشرح رأيه بمنطقية واستفاضة ووطنية.
 
     إن الكرة الآن في ملعب مجلس النواب الذي عليه مسئولية تاريخية ضخمة، وعليه أن يستدعي أولا المتحمسين لملكية الجزيرتين لمصر مع أسانيدهم إذ لم يحدث عبر التاريخ أن تبارى صحفيون و متخصصون في الدفاع عن ملكية غيرهم لأرض هي في حوزة بلادهم، الأمر الذي أثار الاشمزاز،  وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم ترد مصر الجزيرتين لأصحابهما طواعية منذ زمن ؟.

   وأخيرا أقول إن مجلس النواب يتلكأ بعض الشيء لحين امتصاص غضب الرأي العام، وأن بعض القيادات تتمنى إنهاء الموضوع لصالح السعودية منعا للمشاكل