كشف مسؤولون أمريكيون أن المملكة العربية السعودية حذرت من أنها قد تبيع أصول تقدر بمليارات الدولارات في أمريكا، إذا تم تمرير مشروع قانون في الكونجرس، يسمح لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر وهجمات إرهابية أخرى، بمقاضاة حكومات أجنبية.
وقال مسؤولان كبيران بوزارة الخارجية الأمريكية، لـ"سي إن إن"، إن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وجه هذا التحذير خلال زيارته إلى واشنطن، في مارس الماضي، إلى مشرعين بالكونجرس.
وذكر مصدر مطلع أن "الاستثمارات ستكون معرضة للخطر إذا تم تمرير مشروع القانون، ولذلك يحاولون حماية أنفسهم من الخطر".
وبدورها، سعت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الضغط بقوة على الكونجرس لمنع تمرير مشروع القانون، وحذر مسؤولون كبار في وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، الشهر الماضي، أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، من أن تمرير مشروع القانون، قد يعرض الاقتصاد الأمريكي للخطر.
ولم يسبق توجيه أي اتهام للحكومة السعودية، الحليفة للولايات المتحدة، في هجمات سبتمبر، كما نفى المسؤولون السعوديون أي علاقة لهم بالهجمات، ولكن 15 شخصا من الـ19 الذين نفذوا الهجمات كانوا يحملون الجنسية السعودية.
وتفرض السلطات الأمريكية السرية على 28 صفحة من تقرير التحقيقات حول 11 سبتمبر، يقال إنها عن دور الحكومات الأجنبية في المخطط، بينما يطالب المسؤولون السعوديون بالكشف عن هذه الصفحات المفروض عليها السرية منذ عام 2003، قائلين إن ذلك سيمنحهم الفرصة للدفاع عن أنفسهم ضد الاتهامات بالتورط في الهجمات.
ولكن إدارة الرئيس السابق جورج بوش رفضت ذلك بذريعة أنه سيضعف قدرتها على جمع معلومات استخباراتية عن المشتبه بتورطهم في عمليات إرهابية، وهو النهج الذي اتبعته إدارة أوباما.
وكانت أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة السعودية، ولكن قضت المحكمة الفيدرالية، العام الماضي، برفض الدعوى بسبب الحصانة التي تملكها المملكة في هذه القضية.
وكان مصدر مطلع على ملف الديون الأمريكية، كشف لـ"سي إن إن"، أن المملكة العربية السعودية تملك ما قيمته 116.8 مليار دولار من حجم الديون الأمريكية، الأمر الذي يضعها ضمن الدول الـ12 الأولى من ناحية قيمة الدين الذي تملكه بالبلاد.
وأوضح المصدر أنه ورغم القيمة الكبيرة التي تملكها المملكة إلا أنها تأتي خلف ما تملكه الصين واليابان حيث تملك كل منهما تريليون دولار من حجم الدين الأمريكي.
هذه الأرقام قد تكون أقل من قيمة الدين الأمريكي الحقيقية التي تملكها السعودية، باعتبار أن البنك المركزي السعودي أعلن أنه يملك 587 مليار دولار من الاحتياطات الأجنبية منذ مارس، وفي الأوضاع الطبيعية تودع البنوك المركزية احتياطاتها الأجنبية في الخزينة الأمريكية.