د. مينا ملاك عازر
لكل المهتمين بالوسط الإعلامي المصري، والمتابعين للمنتج الإعلامي ببلدنا الحبيب، "ساويرس تخلى عن أون تيفي" فعلها ساويرس من قبل إبان الإخوان وتخلى عنها لرجل أعمال تونسي يدعى طارق بن عمار، فعلها حينذاك تهرباً وتخففاً من مضايقات الإخوان وضغوطهم، لماذا يفعلها اليوم ساويرس؟ ولمن يبيع القناة؟
البيع هذه المرة لأبو هشيمة، ممول حزب مستقبل وطن، الحزب الطفل المدلل لأجهزة الدولة، والمبعوث رئيسه للتعلم من الغرب، وفي الغرب المتآمر علينا، أبو هشيمة الرجل الحديدي اشترى أون تيفي، عز لم يفعلها وهو الذي كان رجل حديد مبارك، لم يلعب إعلام، هل هو إدراك من أجهزة الدولة لأهمية الإعلام أم أنه غلق لفم من فمين أو ثلاثة على أكثر تقدير يصدحان خارج سرب أجهزة الدولة.
ساويرس لم يبع بل تخلى عن مبادئ رسخها بقناته وإعلامه، ساويرس أهدر حرية المواطن لأن من اليوم سيكون الكل على نغمة واحدة، هل يهرب ساويرس من ضغوط أخرى مُرِست عليه؟ ساويرس لم يكن محتاج لمال، ولكن الشعب المصري كان محتاج لمنفذ ليتنسم نسيم الحرية.
الحرية للمصريين، والمال لساويرس، والحديد لأبو هشيمة، والإعلام لأجهزة الدولة، والسجن الاحتياطي للمعارض، وتيران وصنافير للسعودية، والعروسة للعريس، والجري للمتاعيس، ولا يوجد متاعيس مثل الشعب المصري الذي تخلى عنه كل أعوانه لمصلحتهم الشخصية أو لأنهم لم يصمدوا.
رجل الأعمال الذي كان قد قال من قبل حين ضيقوا عليه في شرائه لإحدى صفقاته الكبرى الاستثمارية في مصر، أن بلاد الله واسعة، وألمح بالطفشان، طفش المرة دي عملي من سوق الإعلام المصري، وقفز من المركب، وتركها لمن يحتكرون إعلامها، ساويرس تخلى ولم يبع، ساويرس صاحب الحزب الأعلى أغلبية في مجلس النواب تخلى لممول الحزب الثاني في الأغلبية النيابية، والنايبة الكبيرة أن مستقبل وطن بقى في قبضته أون تي في.
أون تيفي التي تخلت يوماً عن ريم ماجد ويسري فودة وأخيراً عن يوسف الحسيني في ظروف غامضة، تتخلى عن نفسها وتبيعها - في صفقة يمكن التراجع عنها كما يقول ساويرس- لمصلحة الحزب المؤسس بتعليمات عليا والموجه والمدعوم والحالم بغد أفضل له، ومستقبل أحسن له، رئيسه يدرس في أمريكا، كيف يوجه البلد؟ وينفذ سياسات حالمة للتحكم في الشعب المصري، كانت أولى التعليمات أن يشترى أون تي في واحدة من منارات الرأي في مصر برغم تخليها عن إعلاميين كثيرين، لكنها بقت تسبح ضد التيار الآن جرفها التيار بتخلي ساويرس عنها، الرجل الذي ادعى طويلاً أنه لا يحب الهزيمة ولا يستسلم، أخيراً استسلم، فماذا فعلتم به؟ اعترفوا.
المختصر المفيد نعم بلاد الله واسعة، لكن بلادك أولى وإن كره الكارهون.