الأقباط متحدون - الأنبا بيمن أسقف ملوي
أخر تحديث ١٣:٢٣ | الجمعة ٢٠ مايو ٢٠١٦ | ١٢بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٣٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الأنبا بيمن أسقف ملوي

الأنبا بيمن / كمال حبيب
الأنبا بيمن / كمال حبيب

 رائد التربية المسيحية في القرن العشرين

 د. ممدوح حليم
   أنجبت الكنيسة القبطية في القرن العشرين كثيرا َ من الرواد الأفذاذ والأعلام العمالقة الذين برزوا فنهضوا بها  ودفعوها إلى الأمام، ولا شك أن الأنبا بيمن / كمال حبيب هو أحد هؤلاء الذين كتبت أسماؤهم بحروف من نور وبغلاف من العطاء المتميز الخلاق في مجال التربية المسيحية ومدارس الأحد وخدمة الشباب.
  وإذ احتفلنا بالأمس 19 مايو بالذكرى الثلاثين لرحيله، جدير بنا أن نتوقف قليلا َ عند انجازاته، وقد سارت أمورنا نحو السطحية.

  تميز منذ صغره بالحماس والحرارة، فهو ابن حي القللي الشعبي، وخريج مدرسة الإيمان الثانوية بجزيرة بدران بأول شبرا.

   لقد كانت مدارس الأحد العملاقة آنذاك هي الوعاء الذي تشكل فيه وجدانه الكنسي والفكري، بدأ مدرسا / خادما فيها وعمره 16 سنة في كنيسة مار جرجس بالقللي. وفي عام 1948 انتقلت أسرته لتعيش في أول شبرا فما كان أن أسس فروعا لمدارس الأحد في المدارس القبطية والجمعيات الخيرية. وفي أوائل الخمسينات بدأ يخدم في مدارس الأحد بكنيسة مار مينا بأول شارع الترعة. ومن فرط نبوغه وعطائه، اختير عضوا باللجنة العليا لمدارس الأحد، وهي الهيئة العليا لهذه الخدمة في الكنيسة القبطية كلها.

 كان يعشق علم التربية هاويا للتدريس. وقد حصل على دبلوم التربية وماجستير في أصول التربية عام 1961، وقد اختير رئيسا للجنة مناهج الدين المسيحي للمرحلة الثانوية بوزارة التربية والتعليم في الستينات.  

  تعرف على الأب متى المسكين عام 1959 وصار تلميذا له في بيت التكريس في حلوان، انفتح هناك وعنده على فكر ومؤلفات الكنائس الأرثوذكسية الأخرى خاصة اللبنانية والروسية و المتواجدة في بريطانيا من خلال المؤلفات والاتصالات، وقد ساهم ذلك إلى جوار مدارس الأحد ومتى المسكين في صياغة فكره. لقد ترك بيت التكريس بحلوان عام 1969 ربما لخلاف مع الأب متى المسكين، وقد بدأت صحته في التدهور بعدها.

  عاش بعدها في بيت خاص بجوار كنيسة مار مينا بشبرا ومعه بعض المكرسين، حتى ترهبن في عام 1973 ، وكانت خطوة غير متوقعة حتى بالنسبة له.

 إن فكر ومؤلفات وخدمة كمال حبيب / أنبا بيمن بحاجة لدراسات عميقة ورسائل ماجستير ودكتوراه لذلك الإنسان الحار منفتح الفكر المجدد التطلعي. إنه ينتمي للمدرسة " الروحية / التربوية / الاجتماعية" في مدارس الأحد، تلك المدرسة التي أسسها الراحل العظيم د. سليمان نسيم. ولقد كان واعظا مؤثرا يتحلى بروح المرح بالإضافة لكتاباته المتميزة السهلة العميقة الجديدة والمجددة. وكان يقدم الفكر المسيحي عامة و الأرثوذكسي القبطي المطعم بفكر الآباء و المغلف بفكر الكنائس الأرثوذكسية الأخرى كقطعة شيكولاتة لذيذة يسهل هضمها ويعظم تأثيرها المجدد والمعطي طاقة للفرد وللكيانات الكنسية. إن أمثال كمال حبيب / أنبا بيمن لا يتكررون كثيرا َ خاصة في عالم صارت نغمته السائدة السطحية والبرود والبحث عن الأخذ و الانحصار في الذات. تحية لروحه الوثابة في ذكرى رحيله الثلاثين، وستظل ذكراه حية في قلوب وعقول الباحثين عن النهضة و القوة، وعارفي قيمته وقامته ومكانته العالية.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع