الأقباط متحدون - فرنسا.. «66» شخصاً يسددون «الفاتورة» فى طائرة «إيرباص»
أخر تحديث ٢١:٥٢ | السبت ٢١ مايو ٢٠١٦ | ١٣بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٣٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

فرنسا.. «66» شخصاً يسددون «الفاتورة» فى طائرة «إيرباص»

إحدى جلسات المباحثات بين مصر وفرنسا بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الفرنسى
إحدى جلسات المباحثات بين مصر وفرنسا بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الفرنسى

تميزت العلاقات الفرنسية - المصرية بكثير من الركائز فى مختلف المجالات، مما ساعد فى بناء علاقات مثمرة، نتيجة تعاون مشترك بين البلدين، ورغم أن المنطقة شهدت فى الفترة الأخيرة الكثير من التوترات، فإن تلك العلاقة ظلت قائمة، نظراً إلى أهمية العلاقة بين مصر والدولة الكبيرة فى الاتحاد الأوروبى، فعلى المستوى السياسى شهد التاريخ الحديث علاقات مثمرة تميزت بالدفء والعمق منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر، مروراً بالرئيس محمد أنور السادات، والرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وأخيراً فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى. وعلى الجانب الآخر، بداية من الجنرال شارل ديجول، مؤسس الجمهورية الفرنسية الحديثة، ومروراً بفاليرى مارى ديستان، وفرنسوا ميتران، وجاك شيراك، ونيكولا ساركوزى، وانتهاءً بفرانسوا أولاند.

«القويسنى»: إذا ثبت أن حادث الطائرة إرهابى فعلاقات البلدين ستكون نموذجاً رائعاً للتعاون.. و«يونس»: «البيزنس» أقوى من الحادث.. والعلاقات الاقتصادية بين القاهرة وباريس متماسكة.. و«القيسى»: لا توجد مؤامرة ضد مصر.. والعدو الحقيقى فى الداخل أتباع «الإرهابية»

وتشهد على العلاقات المصرية - الفرنسية القوية زيارات المسئولين المتبادلة والمتكرّرة بين البلدين، حيث وصل عدد الزيارات إلى 20 زيارة خلال عامى 2015 و2016، وكانت أبرزها زيارة الرئيس الفرنسى «أولاند»، فى أغسطس 2015، لحضور حفل افتتاح قناة السويس، وزيارته الأخيرة فى أبريل الماضى، وكذلك زيارة الرئيس «السيسى» إلى فرنسا فى نوفمبر 2015، وعلى المستوى العسكرى، زيارة الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع، ونظيره الفرنسى جان إيف لودريان، فى أبريل الماضى، التى تفقّد خلالها إحدى القواعد الجوية المصرية، التى تضم عدداً من المقاتلات الفرنسية متعددة المهام من طراز «رافال»، و«ميراج - الفاجيت»، فضلاً عن التدريبات المشتركة «رمسيس 2016»، التى شاركت فيها قوات مصرية وفرنسية أمام سواحل الإسكندرية.

وشهد الرئيس السيسى مراسم توقيع خطاب نوايا حول الأمن والدفاع بين مصر وفرنسا فى أكتوبر 2015، بالإضافة إلى عقد شراء حاملتى المروحيات من طراز «ميسترال»، كما حضر الرئيس مراسم توقيع اتفاقيات فى مجال التسليح بين الطرفين فى فبراير 2015. وجرى تدريب بحرى مشترك مصرى - فرنسى، تحت اسم «كليوباترا 2014» بالتعاون بين القوات البحرية المصرية والقوات البحرية الفرنسية للمرة الأولى فى المياه الإقليمية الفرنسية، حيث شمل التدريب أعمال الاستطلاع للأهداف البحرية المعادية وتنفيذ عدة تشكيلات بحرية، كما قامت القوات بتنفيذ الرماية بالذخيرة الحية، والتدريب على الإمداد والتزويد بالوقود بالبحر، وإجراء بيانات عملية على تعرّض الوحدات البحرية للمواقف الطارئة.

وعلى المستوى الثقافى، شهدت العلاقات المصرية - الفرنسية توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين فى مجال البحث العلمى، فى أبريل 2014، ومشاركة مصر فى معهد العالم العربى بباريس، وهو مركز ثقافى جاء نتيجة تعاون بين فرنسا و22 دولة عربية، وتظهر تأثيرات الثقافة الفرنسية فى التعليم بمصر فى انتشار المدارس الفرنسية والأساتذة الفرنسيين، الذين تمت إعارتهم إلى الجامعات المصرية، فضلاً عن المستشرقين.

من جانبه، استبعد السفير أحمد القويسنى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن يكون هناك تأثير بالعلاقات المصرية - الفرنسية نتيجة سقوط الطائرة المصرية، قائلاً: «إن العلاقات طيبة بين الدولتين، فالدولتان تواجهان الإرهاب، فإذا افترضنا أن الحادث إرهابى، سنرى أقصى أنواع التعاون بينهما». وأضاف لـ«الوطن»، قائلاً: «إن هناك سوابق لهذا الأمر، فمصر تعاونت مع الجانب الفرنسى عندما سقطت طائرة فرنسية فى خليج نعمة، حيث ساعدت مصر فرنسا فى البحث عن الصندوق الأسود فى الطائرة التى كانت قد سقطت بسبب خلل فنى». وتابع متسائلاً: «هل أثّر هذا على العلاقات المصرية - الفرنسية؟ وهل أثر على السياحة الفرنسية فى مصر؟ وما مدى التأثير الذى قد كان؟ لقد كان محدوداً للغاية»، مشيراً إلى أن الخطوط الفرنسية أيضاً تحدث لها حوادث مثل المصرية وغيرها.

وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه فى حال إثبات أن الحادث إرهابى، فإن العلاقات بين البلدين ستكون نموذجاً رائعاً للتعاون والدعم المتبادل الذى يشمل أمن المطارات وتبادل المعلومات عن الإرهاب، وإجراءات المكافحة، وأيضاً على المستوى الإنسانى، سيتعاطف الشعب مع ضحايا فرنسا فى الطائرة، وهم أيضاً سيتعاطفون معنا.

وفى السياق ذاته، قال الدكتور فؤاد يونس، رئيس مجلس الأعمال المصرى - الفرنسى، إن العلاقات المصرية - الفرنسية أقوى من أى «حوادث عارضة»، على حد وصفه. وأكد لـ«الوطن»، أن تحطم الطائرة المصرية ليس له تأثير مباشر على العلاقات المصرية - الفرنسية، مشيراً إلى أن العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وباريس متماسكة وممتدة منذ سنوات طويلة، وأن إجمالى الاستثمارات الفرنسية فى مصر تجاوزت الـ3.2 مليار يورو خلال السنوات الخمس الماضية.

وراهن رئيس مجلس الأعمال المصرى - الفرنسى، على أن الاستثمار وتقوية العلاقات التجارية ستتجاوز أزمة طائرة «مصر للطيران» الأخيرة، وقال: «إن البيزنس دائماً أقوى من العلاقات السياسية بين الدول»، موضحاً أنه لا يوجد مستثمر فرنسى ألمح يوماً ما إلى أنه سوف يتخارج من مصر فى ظروف أقوى من تلك التى نمر بها بعد حادث الطائرة الأخيرة. وأضاف «يونس»: «الفترة المقبلة سوف تشهد ضخ استثمارات فرنسية جديدة، كان الرئيس الفرنسى اتفق عليها مع الرئيس السيسى أثناء زيارته الأخيرة»، مشيراً إلى أن تلك الاستثمارات تتركز فى مجال الطاقة الجديدة والمتجدّدة.

وأوضح «يونس» أن حالات التخارج الوحيدة لـ«البيزنس» الفرنسى من مصر كانت لبنكين فقط، لظروف مالية ليس لها علاقة بالسياسة، مؤكداً أن هناك مبادرات أطلقها أعضاء المجلس للدعوة إلى جذب استثمارات فرنسية جديدة بمحور قناة السويس والمشاركة فى المشروعات التنموية التى ستنطلق بالمنطقة. وأضاف «يونس»: «المبادرة تتضمّن عقد لقاءات داخل مصر مع الفريق مهاب مميش والدكتور هانى سرى الدين والمسئولين عن مشروع التنمية بمحور القناة، للاطلاع على المشروعات المقرر إقامتها بالمنطقة والقانون المنظم للاستثمار، للقيام بمبادرة مع المستثمرين الفرنسيين، لتعريفهم على المشروعات المختلفة التى تهمهم، ثم تعقب ذلك لقاءات خارجية بفرنسا مع المستثمرين ورجال الأعمال، لإيضاح الوضع الاقتصادى المصرى».

وقال رئيس مجلس الأعمال المصرى - الفرنسى إن هناك معرضاً مهماً سيُقام بمعهد العالم العربى بباريس ستُعرض به الاكتشافات التى وُجدت تحت قاع البحر بمنطقة أبوقير بالإسكندرية، وسيستمر لعدة أشهر، وسيتم عقد مائدة مستديرة داخل المعرض وإقامة ندوات حول العلاقات الاقتصادية والاستثمارية المصرية - الفرنسية، خصوصاً فى قطاعات الطاقة والنقل وتكنولوجيا المعلومات.

من جهته، قال المهندس محمود القيسى، رئيس مجلس إدارة جمعية الأعمال المصرية - الفرنسية، إن حادث الطائرة الأخيرة لن يؤثر على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خصوصاً أنه لم يُكشف عن تفاصيل الحادث حتى اليوم. وكشف لـ«الوطن»، عن وجود خطة طموحة لتنمية التبادل التجارى وزيادة الاستثمارات الفرنسية فى مصر. وأوضح أن هناك نجاحات كبيرة على مستوى العلاقات مع الشريك الفرنسى، أحد أهم وأبرز اللاعبين فى مجال الشراكة مع أوروبا، مؤكداً أن العام الحالى هو عام الانطلاق مع فرنسا، وذلك من خلال الكثير من المشروعات الاستثمارية فى كثير من القطاعات الاقتصادية فى النقل والاتصالات، معرباً عن أمله فى أن يطول ذلك التعاون قطاع الزراعة.

وأكد «القيسى» أنه لا يؤمن بمبدأ نظرية المؤامرة ضد مصر، التى يروج لها البعض خارجياً، وقال: «العدو الحقيقى هنا فى الداخل من أتباع الجماعة الإرهابية الذين يشمتون ويطلقون كتائبهم الإلكترونية لتشويه صورة مصر فى الخارج». وتابع: «توقيع 19 اتفاقية تجارية بين شركات مصرية، على هامش انعقاد منتدى فرص الاستثمار المصرى - الفرنسى، الذى افتتحه الرئيس السيسى والرئيس الفرنسى أولاند، قبل أسابيع. وشارك به وزراء الصناعة والكهرباء والاستثمار، دليل قوى على متانة العلاقات المصرية - الفرنسية».


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.