"والله أحنا عندنا عقيدة وعزيمة وثبات زرعها فينا والدنا الراحل ضابط الجيش وزادتنا منها دراستنا فى كلية الشرطة وقيادتنا، وأتمنى من الله أن أنول الشهادة مثل أخى"، بهذه الكلمات الواثقة والثابته لرجل الشرطة الضابط أحمد حامد شقيق الشهيد النقيب محمد حامد معاون مباحث قسم حلوان ،والذى استشهد بصحبة 7 أخرين من أمناء الشرطة فى حادث حلوان الإرهابى .
فى البداية قال شقيق الضابط الشهيد، أنه علم بالحادث أثناء وجوده بالعمل من خلال " الفيس بوك " على الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية، حيث قرأ "خبر استشهاد 8 أفراد من قوة رجال الشرطة من قسم حلوان".
وأضاف، لما قرأت الخبر على الفيسبوك والذى لم يحدد أسماء الشهداء، حسيت أن أخى من ضمن هؤلاء الشهداء، حيث أننى كنت أخر شخص على تواصل مع الشهيد ليلة الحادث، فقد جرت بيننا مكالمة تقريبا الساعة 10 ونصف قبل نزوله للشغل، وعرفت أنه عنده خدمة فى هذه الليلة وأسوف ينزل مكان زميل له حيث أن المأمورية لم تكن له من البداية ، وطلبت منه توخى الحذر لعلمى خطورة المنطقة التى سيتوجه لها وهى كفر العلو، وقلته خلى بالك من نفسك .
واستطرد النقيب أحمد حامد شقيق الضابط الشهيد، قائلا:" والدى كان ضابط جيش وكان يتمنى إننا نخدم فى القوات المسلحة، لكن نحن كان لدينا اتجاه أخر بالخدمة فى وزارة الداخلية ، ومحمد أخى كان يرى أننى قدوة له بعد دخولى كلية الشرطة ،وكان حابب مجاله وعمله وضابط متميز، محمد خريج دفعة 2012 وكان أمامه الشغل إمكانية العمل فى أقسام بعيدة عن الخطر زى قسم القاهرة الجديدة ومدينة نصر ، ولكن فى أول التخرج عمل فى قسم البساتين ضابط نظام لمدة 8 شهور، ثم جاءه قرار ينقل لقوة مباحث القاهرة فعمل معاون مباحث فرقة جنوب القاهرة ثم معاون مباحث قسم الخليفة وأخيرا معاون مباحث لقسم حلوان .
وأضاف، رغم صغر سنه ربنا كان موفقه ويحب عمله جدا، ويعمل لأكثر من 18 ساعة فى اليوم، وياما قلته خلى بالك من نفسك حلوان منطقة خطر، وكان يرد على قائلا "لو ربنا كاتب لنا نموت شهداء هنموت شهداء وربنا يكتب لنا الشهادة " ودى كانت أخر كلمة قالها لى فى حديثى معه قبل الحادث بساعات قليلة ، وعلشان كده قمت بالدخول إلى المشرحة أثناء الغسل وتغسيله وتكفينه ولم أسمح بدخول أحد عليه سوى عامل المشرحة.
واستبعد النقيب أحمد حامد شقيق الضابط الشهيد فى حادث حلوان الارهابى تورط ضباط شرطة فى الحادث، مشيرا إلى أنه ليس لدى معلومات أو تفاصيل ترجح هذه الفرضية مع صعوبة تورط ضباط شرطة، مؤكدا أن الواقعة حادث إرهابى بيحصل فى أى منطقة فى مصر وواثق بالله أن حق شقيقه هيجى وهناك تأكيد من قيادات وزارة الداخلية أنهم لن يفرطوا فى حقهم وحق الشهيد.
وتابع،" على الرغم من كونه عرف من وسائل الإعلام والصحف ، عن ما تداولته حول منشور صادر من جهاز الأمن الوطنى يحذر بعض الجهات من التعامل مع 5 ضباط ويطلب توقيفهم حال ظهورهم ، لكن مافيش أى معلومة حقيقة مؤكدة بالنسبة لى". وأكد شقيق الشهيد أنه خلال الأيام القليلة القادمة سيتم الإعلان عن الجناة، وأنه على تواصل دائما بالقيادات والقائمين من جهات البحث حول الحادث، وإن شاء الله دمهم مش هيروح بلاش وهما شغالين بمجهود غيرعادى وكل يوم بيطمنونى.
وشدد النقيب أحمد حامد على إستحالة أن يراجع نفسه أو يعيد حسابته حول خدمته فى جهاز الشرطة بعد استشهاد شقيقه، قائلا: "هو مات شهيد واستشهد فى حب الوطن وده مش كلام دعاية أو إعلام ،ده كلام له معنى وهدف حب البلد لا يقدر بثمن ، الشهيد كان خايف عليا وأنا فى سيناء وخدمت هناك 5 سنوات، وشاركت فى معظم العمليات الخاصة لمواجهة الارهاب ، ولدينا عقيدة ثابته تربينا عليها وغرسها فينا والدى رحمه الله علمتنا التضحية وحب الوطن، وده معنى كبير جدا لو كل شباب مصر عرفوا معنى كلمة حب الوطن".
وقال شقيق الضابط الشهيد،:" كنت قائد سرية فى سيناء واستشهد عدد كبير جدا وكل شهيد كان يزيد لدينا إصرار وعزيمة على محاربة الإرهاب، والمجندين اللى قتلهم الإرهابى حبارة كانوا معايا فى السرية ،وكانوا جايين يسلموا الملابس العسكرية ويعملوا إخلاء الطرف ومتوجهين للقطاع ، وفى اليوم ده سمعت الخبر الساعة 6 صباحا أن فى مجندين مقتولين على طريق أبو طويلة، وتوجهت ومعى قوة فوجدتهم على الأرض ومضروبين بالرصاص من الخلف".
وطالب شقيق الضابط الشهيد، "الشباب المصرى قبل أن يثور أن يكون لديه معلومات كافية عن بلده، وأن يتركوا الرئيس يعمل والمؤسسات تعمل، لأنهم بيحبوا بلدهم وكل واحد يركز فى عمله وبلدنا هتتقدم بينا، مضيفا : بقول لكل شاب حب وطنك، واعرف أن دم الناس اللى بتروح كل يوم ده علشان أنت تعيش فى أمان، وسيناء التى تشهد الأن حرب شرسة على الإرهاب مر عليها كل الأديان وهى بلد خير".
وفى نهاية الحوار وجه النقيب أحمد حامد كلمة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، قائلا: " نحن أولادك وفخورين بك ولو مات منا كل يوم واحد فأرواحنا فى سبيل الوطن وأن شاء الله مصر ستعبر إلى بر الأمان".