الأقباط متحدون - قدر مصر
أخر تحديث ٠٤:٥٤ | الأحد ٢٢ مايو ٢٠١٦ | ١٤بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٣٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

قدر مصر

 د. عماد جاد
د. عماد جاد

 قدر مصر أن تظهر على أرضها جماعة الإخوان، صحيح أن العقل المدبر لهذه الفعلة كان المخابرات البريطانية، إلا أن الصحيح أيضاً أن الجماعة وُلدت على الأرض المصرية، ومن ثم كانت مصر مقر مرشدها ومكتب إرشادها أيضاً. قدر مصر أن يولد هذا الفكر على أرضها، فكر عنصرى بغيض، فكر لا يؤمن بالوطن ولا المواطنة، فكر يميز الجماعة عن غيرها من البشر، بل يميزها ويفضلها على المسلمين من غير أعضاء الجماعة، فكر منغلق، أفق ضيق.

 
قدر مصر أن تولد هذه الجماعة على أرضها، وتبدأ فى بث سمومها فى المجتمع، سموم الوطن عبارة عن حفنة من التراب العفن، فكر لا يؤمن بالوطن ولا الحدود، يؤمن فقط بالرابطة الدينية بصفة عامة وبين من يحملون فكر الجماعة بصفة خاصة.
 
قدر مصر أن تولد على أرضها جماعة لا تؤمن بأى قضايا وطنية، لذلك لم يكن غريباً أن يسجد عدد قيادات الجماعة شكراً لله على أثر هزيمة قواتنا المسلحة على أيدى الإسرائيليين، سجدوا شكراً لله نكاية فى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. هذا الفكر العنصرى غير الوطنى لا يزال مستمراً ومتغلغلاً فى نفوس قيادات الجماعة وكوادرها، هذا الفكر جعل الجماعة خارج إطار الإجماع الوطنى، لهم أفكارهم العنصرية الخاصة، ومن ثم امتلأت قلوبهم بكراهية الوطن، ولأنهم يحملون هذا الفكر العنصرى غير الوطنى، كان من الطبيعى أن يعتبروا أنفسهم جماعة مميزة، ولأن غاية عندهم تبرر الوسيلة فإن الكرب عندهم عادة متأصلة، يظهرون عكس ما يبطنون، فى لحظات ضعفهم يبدون ودودون، وعندما يرون أنهم على مشارف مرحلة «التمكين» يستخدمون كافة الوسائل والأساليب بما فيها القتل والتدمير، الحرق والتخريب وترويع الآمنين، ولأنهم فاقدون للمشاعر الإنسانية لا يتوقفون أمام الكوارث التى تصيب الشعوب بما فيه الشعب الذى ينتمون إليه والأرض التى ولدوا فيها، يعبرون عن فرحتهم الغامرة فى الكوارث التى تصيب غيرهم، يحتفلون ويشمتون حتى فى الموت والكوارث سواء كانت طبيعية أو من صنع البشر، انظر لحالة الشماتة فى سقوط طائرة مصر للطيران، حالة الاحتفال لديهم على أثر الإعلان عن العثور على أجزاء من حطام الطائرة وأشلاء من الركاب.
 
قدر مصر أن تحتضن جماعة هى أصل لكل الشرور وأم لكل الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وقدر الشعب المصرى أن يطيح بحكم الجماعة ويركلها خارج السلطة، بل وخارج الإجماع الوطنى، بدأت الجماعة تشن حرباً شرسة على الدولة المصرية مستغلة مخططات دولة أجنبية لا تريد نهوض مصر مثلما حدث فى عهدى محمد على وعبدالناصر، ومن ثم كان قدر مصر أن تكون خط الدفاع المتقدم فى الحرب على الإرهاب، فهى تخوض اليوم حرباً بلا هوادة على الإرهاب نيابة عن العالم المتحضر بأكمله، تدفع ثمن هذه الحرب بمفردها وتتكالب عليها مؤامرات الثعالب الصغيرة والكبيرة، وصغير الثعالب أخطر من كبيرها نظراً لقدرته على الاختفاء ولدوره فى إفساد كروم مصر، صحيح أن الشعب المصرى يقف موحداً فى وجه الإرهاب ويخوض المعركة ضد الإرهاب نيابة عن العالم المتحضر، إلا أننا نتطلع إلى التعاون مع عواصم عالمية مهمة لكسب هذه الحرب، وهو ما يبدو من تطور العلاقات مع موسكو، روما وباريس وسط محاولات متواصلة لضرب هذا التعاون عبر استهداف الطائرة الروسية، وارتكاب جريمة ريجينى، وأخيراً طائرة مصر للطيران التى كانت فى طريقها من باريس للقاهرة.
نقلا عن الوطن

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع