" ماسح الاحذية "
ماجدة سيدهم
الممر ضيق .. ملطخ بلزوجة البقايا الرمادية ، تمر أحيانا الثعالب المحشوة بالمساومة صوب طاولات التبادل المتنكر بالولاء ، وبعيدا عن حطام التسول يعلنون تصريحا فاضحا مزيلا بالسخف"عاشت أوكارنا حرة .." ، بينما في الزوايا المجهدة ينتصب الجسد النحيل متكئا بين براعة الصفيع ونزيف العزلة و.. ..ينام ، يصافح خديه الجميلين مسيرة الغبار المتكسر عبر ذات الحيز المتكرر للنزال فوق عزلة تنتمي لبقاياه ، حيث تجاهد تلك المعاول الحقيرة والعبوات المجعدة لحظات ارتباكاليقظة ، يغالب النعاس و..... ينام ..
يعلم أنهم سيأتون بالضرورة ،يجددون عصر أحلامه بأكفان متآكلة وصك من أوهام ، لذا يسخر من جميعهم حين يوبخ خشونة نعال لاتناسب الطموحات الحافية ، حين يجادلونه المعونة الضئيلة بما لا يكفي لاختزال التعب وبقايا لإحتمال ، يمدون أحذيتهم فيمشط بدوره ملامح الوجهاء بالبيانات المشوهة ،يسكب صبغاته بين ممرات المعابد القاتلة ويكشف عوراتقناديل المهانة فوق المنابر وغزو الأبخرة ...
القوادون ورجال الدين يصلّون معا ، ملثمون بالصلاح لذا لا يصلون للرواق المبتور من التنفس وندوب المحاولات المحتملة ،يسكبون الخطايا المعتمدة في حصيلته اليومية .. وعلى اللباس الوحيد يجرون البطولات الملتوية ، يعلم أنهم يعرضون عنه ،رقم هو في دولة الاتساخ حيث الجسد رهن رصاصة أوانتهاك ويضحك للعابسين مرورا بالبلاد التعبى وما عرفخبزه مذاق الإشتهاء ...
رغم ضجة فراغ الزحام يستند التضور على كتفيه النحيلين و....يغفل سهوا ، فما عاد يحلم بالجوع أو الإنتعال ، لكنه ..وحده ..يمتلك حل شفرةالمضي هكذا ، يصنع طعنا في عنق المواجهة ، وقبل أن يضيء دكنة الأحذية يرفع الغبارعن ضمير الحكام ثم.... يعود إلى زاويته ليموت مجددا ..!