استغلت جماعة الإخوان حادث سقوط الطائرة المصرية فى إفراغ ما بداخلها من كراهية لمصر وشعبها، وإظهار حالة النشوة والسعادة التى انتابتهم على أثر الإعلان عن سقوط طائرة مصر للطيران، فى نفس الوقت خرجت أبواقهم وخلاياهم التى لم تعد نائمة فى أوروبا والولايات المتحدة تستغل الحادث فى كيل الاتهامات لمصر. فمن ناحية وجدنا أن هناك توجهاً فى بعض وسائل الإعلام الغربية من أمريكية وأوروبية لتحميل مصر مسئولية سقوط الطائرة عبر ترويج شائعة انتحار الطيار، ساعدهم على ذلك الداعية عمرو خالد الذى بادر بعد الحادث مباشرة بنشر صورة له مع كابتن الطائرة وهو ما دفع البعض للحديث عن انتماءات إخوانية الكابتن الراحل ومن ثم روّجوا لادعاء أن سقوط الطائرة تم بفعل متعمد من الكابتن، وتلك محض أكاذيب وافتراءات لم نشاهدها فى أى حادث مشابه، فكثيرة هى الطائرات التى تسقط دون أن تبادر وسائل الإعلام الغربية ومن قبل العثور على الصندوقين الأسودين، بتوجيه أصابع الاتهام لجهة محددة، وهو مخطط يجمع بعض دوائر صنع القرار فى الغرب مع جماعة الإخوان إذ اتفقوا على استهداف بلادنا.
ومن ناحية ثانية خرج عشرات المحللين المصريين من خلفيات نظرية وعملية من عواصم غربية مختلفة، وتحديداً واشنطن وباريس ولندن، لتوجيه الاتهام للدولة المصرية، بعضهم قال إن الطائرة مستهلكة ولم تجر لها أعمال الصيانة الدورية، ومنهم من ذهب إلى ترويج فرضية انتحار الطيار دون الإشارة إلى ارتباطه بفكر الجماعة، وهناك مثلاً د. محمود رفعت الأكاديمى المتخصص فى القانون والمقيم فى باريس الذى قفز مباشرة إلى اتهام النظام المصرى والرئيس عبدالفتاح السيسى بالمسئولية عن سقوط الطائرة بهدف التغطية على الانقسامات الداخلية والدعوة لتوحيد الصف.
فى الحقيقة لا يمكن أن تجد مثل هذه الكراهية والحقد الأسود من قبَل جماعة تجاه وطنها الأم. لم نشهد جماعة بمثل هذا القدر من عدم الانتماء الوطنى مثل جماعة الإخوان، أعضاؤها مستعدون للتجارة بالوطن، استعداء العواصم العالمية عليه، الاستعداد للعمل مع كل المتآمرين على البلد، صحيح عرف عالمنا العربى شخصيات متأخرة وضعت يدها بيد العدو للتدخل فى شئون الوطن مثل العراقى أحمد الجلبى وعدد من قيادات الحرب فى سوريا، ولكن الصحيح أيضاً أنها ظواهر فردية، كما أن موقفها هذا وليد تطورات على الأرض وشبكة من العلاقات والمصالح الإقليمية وليس وليد قناعات فكرية متأصلة فى عقول وقلوب جماعة مغلقة كما هو الحال لدى جماعة الإخوان، جماعة لا تؤمن بالوطن وتراه حفنة من التراب العفن. وسبق لقيادات الجماعة أن سجدوا شكراً لله على هزيمة جيشنا الوطنى فى يونيو 1967 أمام إسرائيل. هذه الجماعة لا تؤمن بالوطن ولا الرابطة الوطنية وتتعامل مع مصر ذات السبعة آلاف سنة حضارة باعتبارها ولاية من ولايات دولة الخلافة مثلها فى ذلك مثل قطر وأفغانستان. جماعة نشرت الفكر المتطرف وتعد بمثابة الأم لكافة التنظيمات الإرهابية وقد كشفت سنة حكم مرسى أبعاد هذه العلاقة، حيث أجرى مرسى اتصالات هاتفية مع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى وأفرج عن شقيق الأخير وأمده بالمال لتجنيد الإرهابيين وتمكينهم فى شمال سيناء لاستخدامهم عند الضرورة ضد الجيش المصرى.
ما نشهده اليوم عبارة عن قمة جبل الجليد فى أركان استهداف مصر، واستخدام كل الوقائع لضرب علاقاتها المميزة مع دول أجنبية (روسيا ثم إيطاليا وأخيراً فرنسا)، وهى مؤامرة لن تتوقف عند حدود معينة تستهدف تمزيق أوصال الدولة المصرية لاستكمال تنفيذ مخطط تفتيت المنطقة وإعادة رسم حدودها عبر التنسيق والتعاون مع الجماعة، إذ يرون أن الجيش المصرى هو العقبة ومن ثم لا بد من ضرب النظام القائم فى مصر كمدخل لتفتيت المنطقة والجماعة جاهزة تماماً للعب هذا الدور.
نقلا عن الوطن