أثار تبني "داعش" الإرهابي لأعنف الهجمات في سوريا، بقتل وجرح المئات في سبعة تفجيرات استهدفت مدينتي جبلة وطرطوس الساحليتين أثار تساؤلات كثيرة ليس فقط من حيث حجمها بل والجهة المنفذة.
في القراءة الميدانية لعملية اليوم وتبني داعش لها نجد تساؤلات كبيرة توصلنا فيما بعد إلى صورة عن التقاطعات بين كافة الفصائل الإسلامية المقاتلة على الأرض.
هناك الكثير من العوامل التي تجعلنا نشكك بوقوف داعش وراء العمليات هذه:
فالتنظيم من الناحية المنطقية والنظرية لا يمتلك القدرة اللوجستية اللازمة والمتمثلة بإمكانية نقل هذا الكم من الأشخاص المنفذين والمتفجرات وإيصالها بهذه الدقة إلى الأماكن المكتظة في ساعات الذروة.
كما أن مناطق التنظيم ربما تكون بعيدة نسبيا عن الساحل السوري مما يحد من قدرة التنظيم المباشرة في التفجيرات الانتحارية التي يستخدمها فقط في حالات الهجوم مع الخصم في نقاط التماس المباشرة وجها لوجه.
ولو نظرنا إلى الطريقة التي تبنى فيها داعش العمليات من على منبره (أعماق) سنجدها مختلفة عن سابقتها من حيث طريقة النشر أو الإطار الأساسي الذي توضع فيه مثل هذه البيانات.
الغريب في بيان التبني أن التنظيم وفي تصنيفاته الطائفية يستخدم فقط تعبير (النصيريين) بينما تجدها في البيان بصيغة أخرى هي الدارجة أو المتعارف عليها بين السوريين كما أن ناشر الخبر في (أعماق) ليس مدير الصفحة الأساسي عن نشر البيانات كما جرت العادة.
وبقيت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ منتصف آذار (مارس) 2011، وتسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص. ويقتصر وجود الفصائل المقاتلة والإسلامية في اللاذقية على ريفها الشمالي.
الجدير بالذكر هو أنه لا تواجد معلنا لتنظيم "داعش" في المحافظتين، وإذا صح وقوفه وراء التفجيرات، فإنه على أكبر تقدير قد نفذها بالتعاون مع أحرار الشام أو النصرة أو لربما نفذتها هذه التنظيمات واتفقت مع داعش على تبنيها لكيلا تخرج من غطاء واشنطن المعتدل.
الترجيحات التي تصب في خيار أن تكون أحرار الشام هي المنفذة يعززها إلقاء أجهزة الأمن السورية القبض على انتحاري قبل أن يفجر نفسه قالت هذه الأجهزة إنه ينتمي لأحرار الشام.