د. رأفت فهيم جندي
كان أحد الأشخاص يتلى بفوازير وكان المستمع يقول له أن فوازيره صعبة مهما بسطها له، فقال له في النهاية أن هذه هي الفزورة الأخيرة وانها سهله جدا، ما هو النبات المكون من 3 حروف ويزرع على راسه وورقه أخضر واسمه "بصل" فقال له المستمع برضه مش عارف... سهلها شوية!
من قبل وبعد حادثة الطائرة المصرية من باريس للقاهرة فالذي لا يرى أن هناك مؤامرة تحاك حول مصر هو غير مدرك او غير قادر على الاستنتاج ويصعب عليه أيضا حل فزورة البصل.
في معظم سفرياتي بالطائرة كنت اشعر بدبة عجلات الطائرة وهى تلامس سطح الترماك (ممر صعود وهبوط الطائرات) وكان اقلها مع شركة مصر للطيران وكنت اشعر بالزهو من سلاسة هبوط الطائرة وملامستها للترماك. ولست أقول هذا عن انفعال او عصبية ولكن عن شعور حقيقي، اكتب هذا بعد ان شكك البعض في قدرة الطيارين المصريين بعد حادثة مصر للطيران القادمة من باريس للقاهرة.
الحادثة مفجعة بكل المقاييس وينفطر القلب من تتابع أخبارها، وكما قيل فأن كل الافتراضات موجودة ولكن ما يرجح انه عمل إرهابي حتى ثبوت عكس هذا، وهذا مثل لو سمعت عن انزلاق شخص في شوارع تورونتو في شهر يناير فأن المرجح انه بسبب الثلوج ونادرا جدا ما سيكون بسبب قشرة موز في الطريق، ولكن أيضا ربما كان بسبب هذا.
هؤلاء الأشرار يتخطون العوائق ويبتكرون في كل طرق التحايل، والشك كل الشك في ان ليس بقوتهم فقط ولكن هناك قوى خفية قادرة تساعدهم وتستثمر كل أفكار الشر التي بهم حتى ولو لقوا حتفهم.
الإرهاب مثل الهاموش في كل مكان وتجفيف منابعه غير مستطاع لأنه من ثقافتنا حتى ولو انكرناه، والذين ينادون به ويلقنوه اما على الملاء او في الحجرات المغلقة وتحصنهم الدولة ويخرجون للشوارع والمؤتمرات بوجه آخر ويزورون الفاتيكان أيضا ويعترضون بشدة ويقاطعون البابا بنديكت على ادلائه بالحقيقة ثم نتعجب على بعض مما تلقوا تعاليم الارهاب ان يذهبوا وينضموا لداعش.
تكرار حوادث الإرهاب في اوروبا ومنها طائرة مصر للطيران سيجعل ترامب يأتي لحكم أمريكا على اسنة الرماح لأن الشعب الامريكى يخشى ان يصله الإرهاب ويرى فشل إدارته الحالية والتي كلينتون هي جزء منها ويطمع في أن يكون ترامب قادرا على منعه.
نحن في مصر نستهلك الكثير من طاقتنا بالحكم على فاطمة ناعوت وإسلام البحيرى واقباط بنى مزار ومتابعة قضايا الحسبة التافهه التي تتيح لأى شخص مقاضاة شخص أخر بدون أن يكون له مصلحه مباشرة بينما كل الدول الغربية لا تسمح لشخص بالمثول للقضاء ما لم يكن قد اضير شخصيا.
نحن في مصر نتابع بعض الشباب لأسباب تافهة، ونذهب للصحفيين ونقتحم نقابتهم بينما الحرائق في الشوارع والمبانى وافراد البوليس يلقون حتفهم أيضا.
نحن في مصر نخبئ على المجرمين مثل حمدى بدين والروينى في قتلهم شهداء ماسبيرو لأنهم من الجيش ذو السلطة الحاكمة وندين الشهداء والمضارين أنفسهم.
البوليس في مصر يسمح بالهجوم على الأقباط وتعرية سيدة قبطية متقدمة في السن في الشارع لمجرد إشاعة ولا يقال فيها مدير الأمن او المحافظ
نحن في مصر ضحية مؤامرات علينا لأفشالنا ونحن بأيدينا أيضا نفشل أنفسنا بأنفسنا.
كل التعازي القلبية لشعب مصر اجمعه، ولمن فقد له عزيز او اعزاء في هذا الحادث المفجع، والاهرام الجديد يشارك بوضع شارة الحداد لهذا العدد في هذا الحدث الجلل.