منذ أن أعلنت الكنيسة في بيانًا رسميًا بصحة واقعة سيدة المنيا، وتتوالى ردود الأفعال حول الواقعة، نرصد بعضًا منها بالسطور المقبلة.

أصدر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بشأن واقعة تعري قبطية مسنة بقرية كرم بالمنيا، أكد فيه قائلاً: أتابع الأمر باهتمام مع القيادات السياسية والأمنية، لما تعرضت له السيدة القبطية بالمنيا، واطمئن على حالتها الصحية والنفسية، كما يتابع قداسته أحوال المتضررين في الأحداث والخسائر التي لحقت بهم.    

وذكر قداسته أنه يتابع الأمر باهتمام مع القيادات السياسية والأمنية بعدما وعدوا بتتبع الجناة وتسليمهم للعدالة، مؤكدًا أن المسئولين في الدولة شددوا على أن الأم مصرية وأن صيانة شرفها واجب ومسئولية.    

ودعا إلى ضرورة ضبط النفس والتزام التعقل والحكمة للمحافظة على السلام الاجتماعي والعيش المشترك، وأن نغلق الطريق على كل من يحاول المتاجرة بالحدث لإشعال الفتنة. مختتمًا: حمى الله مصر والمصريين من كل شر وسوء. 

قالت نهاد أبو القمصان، رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة، إن من تعرى في واقعة سيدة المنيا هي مصر بالكامل، حيث كشفت الواقعة غياب دولة القانون والمواطنة والأهم عدم جدية أي كلام حول تجديد الخطاب الديني.   

وتابعت أبو القمصان في تدوينة قصيرة على حسابها بالفيسبوك، أن الحدث وضع في أعناقنا عار سيلاحقنا حتى قبورنا إن لم نتوقف طويلاً وبحزم لمواجهة هذا الإرهاب الذي ينهش جسد مصر كلها وليس سيناء فقط.   وأضافت، على الأزهر والكنيسة الخروج من هذا المشهد ليفسحوا للقانون حتى لا نفقد ما تبقى من دوله اسمها مصر.   

وتساءلت أبو القمصان، ما الذي أوصلنا لهذه الجرائم البشعة بهذه الوتيرة المخيفة؟ هذا السؤال يجب أن نسعى جميعًا للإجابة عنه، وعلى الرئيس مقابلة السيدة والاعتذار لها باسم كل مصري ومصرية لغسل العار الذي لحقنا نحن وليس هي.

أستنكر الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس، وأسقف كنائس وسط القاهرة، واقعة سيدة المنيا، قائلآ: أنا مش فاهم الدولة مستنية إيه بعد تعرية امرأة مصرية صعيدية وزفّها في الشوارع عارية.   

وأضاف متساءلاً عبر حسابه الرسمي على الفيسبوك، ما هو الحدث الواجب معه إقالة محافظ أو مدير أمن أو أي مسئول؟ واختتم قائلاً: اتقوا الله. 

ألتقى الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا، بأسر الأقباط السبع الذين تم حرق منازلهم في واقعة سيدة الكرم بأبو قرقاص، وأكد نيافته خلال اللقاء علي اهتمام قداس البابا شخصيًا بقضيتهم رغم تواجده خارج البلاد وان القانون سوف يأخذ مجراه. 

 

تقدمت النائبة نادية هنري، باستجواب لوزير الداخلية حول واقعة سيدة المنيا، وقالت في بيانها، أن الشرطة لم تتحرك رغم ورود بلاغات إليها حول التهديدات التي وصلت لمسيحيوا القرية، حيث قام المتطرفون بالهجوم على منزل المواطن أشرف عبده حاملين البنادق الآلية وضربوا المواطن عطية عياد زوج أخت المواطن أشرف عبده، ثم جروا والده ووالدته بعد أن جردوها من ملابسها تماما وسحلها في شوارع القرية وحرقوا منزله وكرروا الأمر مع منازل أسر مسيحية أخرى بالقرية".

وأضافت هنري إن ما حدث هو جريمة ضد الدستور والقانون والدين والإنسانية، لم تحدث في أشد العهود جهلا وظلامًا.

متساءلة: أين دولة القانون؟ أين حقوق المواطنة؟ واختتمت بيانها، أنها تقدمت باستجواب لوزير الداخلية طبقًا للدستور بعد تقاعس مديرية أمن المنيا في القرية بواجبها بحفظ الأمن والأمان وإنفاذ القانون.

طالب عدد من نواب البرلمان وعلى رأسهم عبد الرحيم علي، اليوم الخميس، بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول حادث تجريد مسنة قبطية من ملابسها والطواف بها عارية في الشوارع بقرية الكرم محافظة المنيا.

وطالب عبد الرحيم بحسبما أشار موقع برلماني، في بيانًا رسميًا بتشكيل لجنة تقصى حقائق للتحقق من الواقعة باعتبارها تطور خطير في الحوادث ذات نفس الطابع. 

قال السيد سعداوي عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار بدائرة أبو قرقاص بمحافظة المنيا، أن الأمن يسيطر على الأوضاع الآن بقرية كرم بالمنيا، بعد واقعة حرق منازل الأقباط وتجريد سيدة مسنة من ملابسها.   

وأضاف، أن هناك مساعي لإجراء صلح عرفي بين الطرفين، قد تبدأ غدًا أو بعد الغد، كما أنه سيتم تنازل كل طرف عن المحضر حتى يتم الإفراج عن المتهمين.

أعلن النائب جون طلعت، عضو مجلس النواب عن دائرة شبرا وروض الفرج، إنه تقدم ببيان عاجل لوزير الداخلية بشأن واقعة تجريد مسنة قبطية من ملابسها والطواف بها في قرية كرم بالمنيا.   

وأضاف، بحسب موقع برلماني، إن ما حدث هو عار على كل مصري المسلم قبل المسيحي، مؤكدًا أن الأمر لن يمر مرور الكرام، وستكون هناك محاسبة شديدة لكل من قصر إلى أن تفاقم الأمر إلى هذا الحد.   

مشددًا أن الأمر تخطى كونه حدثًا طائفيًا، ولا بد من محاسبة محافظ المنيا ومدير الأمن، خاصة بعد إبلاغ الأمن بإمكانية حدوث أعمال شغب وإرهاب ضد الأقباط.

قال د. طارق حجي، إن مصر تشهد انتكاسات حقيقية في مواجهة الدولة المدنية، مشيرًا إلى أن الوصول للدولة المدنية يجبرنا على خوض معارك شديدة ويحتاج إلى إرادة قوية.    

ودعا "حجي" في حوار له مع الإعلامي مصطفى شردي، مقدم برنامج "يوم بيوم"، المذاع على فضائية "النهار اليوم"، الدولة المصرية إلى اتخاذ إجراءات حاسمة في حادثة المنيا.

استنكرت الإعلامية نهاوند سري، واقعة سيدة المنيا، قائلة: الواقعة مؤسفة تعكس ليس فقط حالة الانحدار الأخلاقي، لكن تضعنا أمام تساؤل تجديد الخطاب الديني، إذ أن من قاموا بتعرية وسحل امرأة مسنة وسط صيحات التكبير يظنون أنهم يقدمون خدمة للدين وهنا تكمن الكارثة.  

وتابعت سري في برنامج صباح أون، المقدم عبر فضائية أون تي في، تجديد الخطاب الديني ليس بالسفر واللقاءات، ولكن بتغيير الفكر. 

وألقت بالمسؤولية على شيخ الأزهر، قائلة: ما نشهده هو تطور للتطرف وهو أكبر من الإرهاب. وتساءلت: مين المسؤول هنا؟ الأزهر أم الدولة أم التعليم؟  

أستنكر الإعلامي خالد تليمة واقعة سيدة المنيا، قائلا: "حادث مؤسف للإنسانية، أما عن الدولة فإن الموقف هو تحدي لهيبة الدولة".   

وتابع تليمة ببرنامج صباح أون، على فضائية أون تي في، حل الموضوعات دي يجب ألا يكون في يد الأمن، منذ السبعينات وعهد الرئيس المؤمن بتاع غسيل في بلكونة مواطن"، وشدد، "كلام إن دي حادثة ميقبلهاش أي مصري، لا إحنا لازم نبقى صرحاء مع أنفسنا، اللي قام بالواقعة مصريين بمباركة مصريين آخرين على مرأى ومسمع مصريين أيضًا، والبعض يراها انتصار لصالح الدين".  

وأضاف، المنابر لا زالت متروكة حتى الآن للسلفيين والإرهابيين من أمثال ياسر برهامي، مشددًا بقوله، أن الدولة شريكة بجلسات الصلح العرفي التي تنتهي بظلم المظلوم، وتهجير الأقباط، ثم يخرج شيخ الأزهر للسفر والحديث عن تجديد الخطاب الديني. وتابع، الأزهر يلاحق الكتاب والمفكرين بينما يترك هؤلاء الإرهابيين.