بقلم منير بشاى
الذى حدث فى قرية "الكرم" بمحافظة المنيا لم يكن خصام بين طرفين فيأتى فاعل خير ويحاول ان يصالحهما معا فيعتذر الواحد للاخر ويعانقه ويقبله وتعود المياه الى مجاريها. نحن بصدد جريمة كبرى ضد مواطنين أبرياء حيث قام مجرمون بدعك كرامتهم فى الطين. نحن امام سيدة مسنة عروها وشهروا بها وسحلوها فى الشوارع وضربوها ضربا مبرحا. نحن امام أبرياء حرقت بيوتهم ونهبت كل ممتلكاتهم. مينفعش نقعد على المصطبة ونعمل جلسة صلح عرفية ونملى على الضعيف ان يضحى بكل حقوقه فى مقابل ان يشترى سلامه. مينفعش يتقال للضحية المسامح كريم وننسى ما مضى ونقلب صفحة جديدة. هذه توصيفة أكيدة لاستمرار العدوان. دولة العدل والقانون وظيفتها ان تحمى الضعيف وتنصف المظلوم. وحتى لو قبل الضحية بدافع الخوف ان يضحى بحقوقه فعلى الدولة ان ترفض هذا وتاخذ له حقوقه كاملة. حقوق المواطن هى حقوق الدولة وهى مسئولية الدولة الحديثة لصيانتها. فهل بعد ان فشلت الدولة فى حماية هؤلاء من الاعتداء ستنجح فى اخذ حقوقهم من المعتدين وتعويضهم عن ما خسروه وتامين حياتهم فى المستقبل؟ الكرة الآن فى ملعب الدولة ومصر والعالم كله يراقب ما سيحدث.