الأقباط متحدون - كمال زاخر: دعونا نستكمل نومنا في الازدواجية والجهل والتدين
أخر تحديث ١٣:٠٧ | الأحد ٢٩ مايو ٢٠١٦ | ٢١بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٤٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

كمال زاخر: دعونا نستكمل نومنا في الازدواجية والجهل والتدين

 كمال زاخر: دعونا نستكمل نومنا في الازدواجية والجهل والتدين
كمال زاخر: دعونا نستكمل نومنا في الازدواجية والجهل والتدين
كتبت – أماني موسى
قال كمال زاخر، الكاتب ومؤسس التيار العلماني القبطي، دعونا نستكمل نومنا، فبيننا وبين الدولة الحديثة (حتى بقياسات محمد على) مسافة كبيرة، فقد صارت الازدواجية عنواننا، والعناد يربطنا بطور المراهقة، والجهل يصور لنا أننا أرقى شعوب الأرض بامتداد التاريخ واتساع الجغرافيا.
 
وتابع زاخر عبر تدوينة على حسابه الشخصي بالفيسبوك، دعونا نستكمل نعاسنا، نزعم أن الدين (بحسب تأويلات سائدة) هو مخرجنا من نفقنا، بينما نصنع منه سدودًا ومتاريس تعصف بكل من يجرؤ على فتح ثغرة في النفق، ونستبدلها بخطوط لونية رسمت على جدرانه تشبه مسارات الخروج.
 
مضيفًا، نؤكد في مواثيقنا إن العدالة غايتنا والقانون دليلنا، والحيادية التزام منظومته القائمة على إعماله بينما مكاتبهم تعلن انحيازاتهم الضيقة وتختفي جدرانها خلف كل ما يؤكد هذا الانحياز زعمًا بأنها تنويعات على التدين.
 
نلعن الغرب ونستدعى مكارثيته ونفعّلها، نتهمه بالعنصرية ونعيشها حتى الحارة والزقاق والقرية والنجع.
 
نهتم بحجرات الاستقبال بينما غرف معيشتنا تئن من الفوضى والعبثية، والفساد، لكننا نجيد غلق الأبواب دونها حتى لا يراها من يطرق أبوابنا.
 
نضحك حتى تصير الصورة (حلوة) بينما القلب تمزقه أحزان موروثة ومتجددة.
 
نملأ الدنيا ضجيجًا ونعلن أننا موحدون لا نشرك بالله أحدًا، بينما نخفى أننا اخترنا توحيد اخناتون الذي كان في حقيقته إقصاء لإلهة لم يرض عنها ولم يقبلها، فكان في حقيقته أحاديًا لا موحدًا.
 
وتابع زاخر، نلعن في جهلنا (الفرعون) ونستنسخه (بصورته المشوهة) على رأس كل إدارة وموقع في إشارة المرور، وناظر المدرسة ومدير المصلحة ورجل الدين وضابط الشرطة وربما من هم أقل منه، من الغفير إلى الوزير، نتملقه وحين يترك موقعه بل وحين يعطينا ظهره نلعنه.
 
مستطردًا، دعونا نستكمل يومنا وليلنا الذي طال نعاسًا، فقد تحصّنا ضد التنوير وضد الأنسنة وكدنا أن نصبح محمية طبيعية مكتوب عليها هنا تعيش كائنات تشبه البشر، يأكلون ويشربون ويتناسلون ويقتتلون تتلبسهم روح الغرور والكبرياء، يتعلمون ويعيدون إنتاج الجهل، يكرهون العمل والإجادة والجماعية، ويروجون لوهم التنمية واللحاق بالدول المتقدمة.
 
وأختتم، دعونا نستمتع بتديننا الذي رسمناه وتاريخنا الذي انتقيناه، وتخلفنا الذي ارتضيناه حتى شكل عقدنا الاجتماعي، دعونا نستكمل نومنا، الغفوة غائمة لعن واقعنا من أيقظها.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter