بقلم منير بشاى
       المحن تكشف معادن الناس.  وما حدث مؤخرا فى قرية الكرم محافظة المنيا أظهر الغث من الثمين، ووضع البعض عن استحقاق فى قائمة العار والبعض الآخر فى قائمة الشرف.

قائمة العار
-    اشباه الرجال الذين جروا سيدة مسنة لم تؤذيهم الى الشارع العام وضربوها وعروها بينما يكبرون وكأنهم انتصروا فى معركة.

-    من وقفوا يتفرجون على ما حدث دون ان يحركوا ساكنا، وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأنهم يتمتعون بمشاهدة مسرحية هزلية.

-    المسئولون الذين انكروا وقوع الحادث من أساسه بداية بعمدة القرية ومرورا بمدير الأمن ووصولا الى المحافظ.

-    مشايخ الازهر وعلى رأسهم الشيخ الطيب الذين لم نسمع منهم كلمة ادانة أو شجب.  والذين كل ما عملوه هو الدعوة لجلسة صلح تضيع معها حقوق المجنى عليهم ويزداد الجناة تجبرا.

-    شيوخ السلفيين أمثال البرهامى وحسان ويعقوب الذين لم ينطقوا بكلمة وهم الذين صدعونا بكلام عن "من آذى ذميا ....".  ليس هذا تصديقا على مبدأ الذمية ولكن كشفا عن زيفهم ونفاقهم.

-    صلاح مخيمر عضو مجلس النواب عن ابو قرقاص الذى هدد بتصعيد الموقف بعد رفض المجنى عليها ومطران المنيا مقابلة وفد الأزهر قبل محاسبة الجناة.

-    نيابة أبو قرقاص التى اعلنت اسماء 16 متهما مطلوب ضبطهم واحضارهم من مجموع 300 اشتركوا فى الاعتداءات.  وكان بعض هؤلاء قد هرب.  وكان من بين الاسماء قعيد وآخر متوفى منذ سنة 2005.  ثم اخلوا سبيل 5 بكفالة 1000 جنيه للفرد.  كم تبقى؟ وكم منهم سيحاكم؟ وكم من الذين سيحاكموا سيأخذ احكاما؟ وكم من هذه الاحكام تناسب حجم الجريمة؟

-    المجلس القومى لحقوق الانسان والمجلس القومى للمرأة اللذين صمتا عندما انتهكت حقوق انسانة وامرأة وكأن ما حدث لا يقع تحت اختصاصاتهم.

قائمة الشرف
-    الجارة المسلمة التى اخذت السيدة القبطية الى بيتها وسترتها وخبأتها وهدأت من روعها وتحملت مخاطر وجودها فى بيتها لحين وصول أهلها.

-    نيافة الانبا مكاريوس اسقف المنيا الشجاع الذى رفض الاشتراك فى جلسة الصلح العرفية او استقبال وفد الازهر واصّر على ان تطبيق القانون ياتى اولا.

-    دانيال عطية عبده زوج السيدة المعتدى عليها الذى رفض قبول 5000 جنيه منحة من المحافظة قائلا لدينا ما يكفينا.  اهانة ان يظن المحافظ ان المال سيجعل مواطنا ينسى كرامته.  اهدار كرامة تلك الاسرة لا يعوضه مال الدنيا.

-    الاعلاميون والكتاب والمفكرون المحترمون الذين استنكروا الحدث المشين واعلنوا ذلك بكل قوة وشجاعة.

-    عضوات البرلمان المصرى اللاتى تكلمن عندما صمت الرجال.

       للاسف قائمة العار تفوق قائمة الشرف.  حزين عليكى يا بلدى.

Mounir.bishay@sbcglobal.net