الأقباط متحدون - من فضلك.. تذكرة للجنة
أخر تحديث ٠٢:٥٦ | الاثنين ٢٢ نوفمبر ٢٠١٠ | ١٣هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢١٤ السنة السادسة
إغلاق تصغير

من فضلك.. تذكرة للجنة

بقلم: محمد بربر
صديقى المصري، انتبه من فضلك.. هنا لحظة حاسمة فى تاريخك، وفرصة لابد لك من انتهازها. أجل يا عزيزي، فأنت أيها الكائن البشري ليس أمامك العديد من الفرص، وكما يقول الفنان الجميل "الفرصة بنت جميلة، راكبة عجلة ببدال"! عليك الآن أن تتخيل فرصة، أن تجد أحدهم وقد كتبك من الصالحين الذين سيدخلون الجنة، وينعمون بخيراتها طوال حياتهم الأبدية. دعك الآن من حياتك الفانية تلك التى اختلط فيها الحابل بالنابل، دعك من الأطعمة الفاسدة، والخيرات الملوثة. فى الجنة ما يستحق التضحية. تخيَّل نفسك الآن وأنت تلهث وراء "العجلة أم بدال" لتمسك بتلابيب البنت الجميلة التى تركبها. لا وقت للعبث، ما أكتبه هذا ليس ضربًا من فنون السخرية، ولا على سبيل تقديم الضحكة فى ساندوتش على غرار ما يفعله بعض الكتَّاب فى صحف الحكومة التعبيرية.
 
يبدو أن الحظ ضل طريقه إليك، ولم تقرأ عن فرص رجال الدين والساسة الممنوحة لعامة الشعب ومنهم مثلى ومثلك؛ لهذا فأنت لا تستطيع تصوُّر تحقيق حلم حياتك فى العبور بأمان إلى الجنة، ومن ثم لا تتخيل الفرصة الجميلة. لهذا فأنا سأخدمك– خدمة عمرك– لأقرأ عليك العرض، عسى أن يعجبك. وسأقوم– مشكورًا–  بشرح كيفية الاستفادة من هذا العرض المغري جدًا.
 
يبدأ العرض لحظة وفاة السيد "كمال الشاذلي"–  رحمه الله– حين خرج علينا شيخ الأزهر ليقول- حسبما نشرته وسائل الإعلام- رحمه الله وغفر له، فهو توفَّى يوم العيد، وهى إشارة إلى أنه إن شاء الله من المقبولين عند الله والمغفور لهم، ومن أهل جنته". هنا انتهى الرجل، وبدأ العرض بالنسبة لك ولى ولكل المصريين الذين يمكنهم الحصول على هذا الغفران.
 
إذا كنت تفكِّر الآن فى كيفية تحقيق حلمك، وأن يبشرك رجل الدين– كاهنًا كان أو شيخًا– بالفوز بالجنة، الأمر سهل وبسيط،  تستطيع أن تختار يوم العيد ليكون هو يوم رحيلك عن الدنيا الزائلة غير مأسوف عليك. ولم الأسف صديقي، ونعيم الجنة ينتظرك؟ وحتى تيسِّر على نفسك كيفية تحقيق أن تموت يوم العيد، تستطيع أن تؤجِّر قاتلاً محترفًا يتخلص منك فى لحظات سريعة كى تأمن عذاب الموت. ويُرجى عدم الفصال، "إنت ناسي إن كله بحسابه فى الجنة؟".
 
الأمر عزيزي لا يتوقف عند رجل الدين فحسب، بل لجأ السياسيون إلى منح تذاكر وبالمجان لكل من كانت بينه وبينهم "سبوبة" أو مصالح مشتركة. وهم بالتأكيد يبحثون– كما نصحتك– عن البنت الجميلة التى تحدَّث عنها "محمد منير". فحسب تصريحاته لموقع "مصراوي"، قال النائب "رجب هلال حميدة" أحد أشهر "أصوات" المعارضة فى البرلمان: إن السيد "أحمد عز" يخدم الإسلام ويجسِّد الإسلام علي أرض الواقع. وقطعًا تجسيد الإسلام عند النائب المعارض له دلالة مختلفة، خاصة وإنه يطلق لحيته، ويتحدث قبل كل بيان أو طلب إحاطة بالكتاب والسنة.
 
الآن، أنا مثلك، أشعر بنوع من الغيرة القاتلة "أتمنى أن يمنحنى أحدهم "تذكرة"، لكني لست من رجال الحزب حتى يفعلون، ولم أمثِّل يومًا على أهل دائرتي ليختارونني عضوًا بـ"نادي موافقون".
 
أحتار فى أمري، هل أؤجِّر أحدهم ليفعل؟ أم أذهب عن طيب خاطر وأملأ استمارة العضوية؟ ياسادة إن من عظيم الدين أن جعل عبادة الإنسان لربه علاقة سرية، كلها خوف ورجاء وحب وصلاة، رحمة وإيمان ويقين وتسليم.. فلماذا يخرج علينا من يجعل من الدين تجارة وسياسة وبيزنس وتذاكر مجانية للجنة؟
 
صديقي المصري، إن استطعت حجز إحدى التذاكر، فاسمح لي أن احجز المقعد المجاور، أصلي بحب أتفرج م الشباك!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter