لم يكن الدكتور أحمد عماد الدين راضى، وزير الصحة والسكان، يتوقع يوماً أن زميل دراسته وذراعه اليمنى ومستشاره لأمانة المراكز الدكتور «أ. ع» سيلقى القبض عليه متلبساً في قضية رشوة، قيمتها 4.5 مليون جنيه، وهو نفس الشخص الذي حرص الوزير على اصطحابه معه في اليوم الأول لقدومه إلى الوزارة.
كان الوزير قال عن مستشاره، وفقاً لحواره في «المصرى اليوم»، إنه جاء به مستشاراً ليحارب به الفساد في وزارة الصحة، التي تعد أكبر الوزارات شهرة بالفساد.
وزير الصحة يتباهى دوماً بتجربته الناجحة في كلية الطب جامعة عين شمس، خلال رئاسته الكلية، وكيف استطاع النهوض بها وتحقيق نهضة طبية وطفرة مالية في موارد الجامعة، وكان دوماً يقول إن نجاحه في تلك التجربة أتى بمساعدة اثنين يثق بهما، ووقف بجواره، وهما الدكتورة نانيس عادل، مديرة الطوارئ، التي اصطحبها معه للوزارة مستشاراً للمستشفيات، والدكتور «أ. ع»، مدير العيادات بطب عين شمس، الذي اصطحبه معه مستشاراً لأمانة المراكز الطبية المتخصصة براتب شهرى 25 ألف جنيه، لكنه لم يكن يتوقع أن النهاية ستكون مأساوية لذراعه اليمنى، بالقبض عليه في ديوان عام الوزارة متلبساً في قضية رشوة من قبل الأجهزة الرقابية.
عدد من قيادات الوزارة ظنوا في البداية أن الوزير جاء بمستشاره للأمانة، نكاية في رئيس أمانة المراكز الطبية، الدكتور أحمد محيى القاصد، لوجود خلافات قديمة بين الطرفين، خلال رئاسة الأخير مستشفى دار الشفا، وأن الوزير أدرك أنه لم يقدر على إقالة رئيس الأمانة، لأنه عاد للمنصب بحكم قضائى، فقرر تهميشه واصطحاب مستشار لشؤون الأمانة، له جميع الصلاحيات، ويصطحبه في كافة الجولات.
وزير الصحة، الذي يعد الوزير الأكثر قرباً من الأجهزة السيادية، ويتباهى بهذا الأمر، استقبل خبر القبض على مستشاره، مساء أمس الأول، عقب انتهاء لقائه أعضاء مجلس النواب لمناقشة قراره الأخير، بارتفاع أسعار بعض الأدوية، وحرص الوزير على عدم التواجد داخل الوزارة لحظة القبض على مستشاره، وخرج من المجلس دون التوجه للوزارة كعادته، وظل صامتاً طول اليوم ليصدر بياناً رسمياً منتصف الليل.