الأقباط متحدون - مقترحات لمواجهة الهستيريا الطائفية!
أخر تحديث ٠٤:٤٠ | الثلاثاء ٣١ مايو ٢٠١٦ | ٢٣بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٤٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

مقترحات لمواجهة الهستيريا الطائفية!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د.عبدالخالق حسين

مقدمة
لقد تجاوز الصراع الطائفي، السني- الشيعي، وخاصة في العراق، حدود الاختلاف ضمن المعقول، إلى مرحلة الجنون والهستيريا، خاصة ونحن في قرن الحادي والعشرين، المفترض أن يكون قرن سيادة العقل والعلم والمنطق على العواطف والمشاعر البدائية والغرائز الحيوانية. لذلك فلو ترك هذا الصراع بلا سيطرة من قبل أهل الحل والعقد من عقلاء القوم، فإنه بالتأكيد سيقود إلى انتحار جماعي، ودمار شامل لشعوب المنطقة، أو على الأقل إعادتها إلى عهود ما قبل الثورة الصناعية. والطائفية مرض مزمن عضال في المجتمع العراقي، وقد أشار الراحل علي الوردي إلى هذه الآفة قائلاً: "لقد ضعفت نزعة التدين في أهل العراق وبقيت فيهم الطائفية، حيث صاروا لا دينيين وطائفيين في آن واحد، وهنا موضع العجب"

لقد ظهرت الأديان في مرحلة من مراحل التطور الحضاري، استجابة لحاجة الانسان إلى دعم روحي ليحميه من الكوارث الطبيعية، والخوف من الموت والمجهول، والرغبة في الخلود وحياة أفضل ما بعد الموت، يعوضه عن آلامه ومعاناته في هذه الدنيا. والمعروف أن كل دين لا بد وأن ينقسم مع الزمن إلى مذاهب ومدارس فكرية عديدة، كالشجرة، كلما نمت كثرت فروعها. والدين الإسلامي ليس استثناءً. والإسلام أقر حق التعددية والاختلاف إذ كما جاء في القرآن: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين). وحديث نبوي: (اختلاف أمتي رحمة).

لقد انقسم المسلمون إلى سنة وشيعة وصوفية، وكل من هذه المذاهب إلى فروع متشعبة. وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على حيوية وخصوبة العقل في التفكير والتعددية. ولكن استغل السياسيون هذه الانقسامات الدينية، وتعددية المدارس الفكرية لخدمة أغراضهم السياسية بإثارة العوام، ونشر الحقد والبغضاء والصراعات، وبالتالي وقوع الحروب والمذابح فيما بينهم. هذا ما جرى في أوربا بين الكاثوليكية والبرتستانتية، حروب ومجازر محلية وأسوأها وأشهرها مجزرة بارثولوميو في باريس ضد البرتستانت، كذلك حروب بين الدول الكاثوليكية والبروتستاتية، مثل حرب الثلاثين عاماً (1618-1648)، وحرب السنوات السبع (1757-1762). وهذه الحروب وغيرها ساهمت في نفور الناس من الدين ولم تتخلص منها إلا بعد أن فصلت الدين عن السياسة.

المشكلة إن الشعوب مثل الأفراد، ترفض استخلاص الدروس والعبر من التاريخ، ومن تجارب غيرهم، لذلك فالتاريخ يعيد نفسه على شكل ملهاة ومأساة، إذ كما قال الفيلسوف جورج سانتيانا: (الذين لا يتذكرون الماضي محكوم عليهم بتكرار أخطائه). فالشعوب العربية تمر اليوم في نفس المراحل التي مرت بها الشعوب الأوربية خلال القرون الخمس الماضية.

إن انقسام المسلمين إلى سنة وشيعة، كان بالأساس لأسباب سياسية وليست فقهية منذ وفاة الرسول محمد (ص) قبل 14 قرناً، فهناك من رأى أولوية أبي بكر بالخلافة، وآخرون رأوا بأولوية الإمام علي. والإمام على لم يعارض أبا بكر وعمر وعثمان على السلطة، بل بقي لهم عوناً ومستشاراً مخلصاً، حتى ينقل عن عمر قوله: (لولا علي لهلك عمر). وكان الإمام علي قد أسمى ثلاثة من أبنائه بأسماء الخلفاء الذين سبقوه، وكلهم استشهدوا في واقعة الطف مع أخيهم الحسين(ع).

ولم يكن أهل السنة ولا أئمتهم الأربعة الكبار ضد أهل البيت إطلاقاً، بل كانوا مناصرين لهم في صراعاتهم مع أبناء عمومتهم بني أمية وبني العباس على الخلافة، وعلى سبيل المثال، كان الإمام أبو حنيفة من أقرب الناس إلى الإمام موسى الكاظم، وكلاهما عانى السجن والاضطهاد معاً وبواسطة الحاكم نفسه، ومن أجل القضية ذاتها. ويقول علي الوردي في هذا الخصوص: لو أدرك الشيعة حقيقة الأمر لعرفوا أن أبا حنيفة هو أحد أئمتهم كما هو أحد أئمة أهل السنة، لأنه وُجد قبل انقسام المسلمين إلى سنة وشيعة، وكان من أنصار أهل البيت.

فمصطلحات سنة وشيعة لم تظهر إلا في عهد الخليفة العباسي المتوكل الذي قضى على المعتزلة وأنهى تعددية المدارس الفكرية في الإسلام، التي ازدهرت في عهد المأمون. وقد أثير العداء ضد الشيعة خلال الحكم العثماني، لأن الفقه الشيعي لا يجيز الخلافة إلا في قريش (يعني أن تكون في العرب)، بينما الفقه السني وخاصة الحنفي يقر لغير العرب على شرط أن يكون عادلاً وسليم العقل والبدن. واشتعل الصراع الطائفي بعد أن أجبر إسماعيل الصفوي (وهو تركي وليس فارسياً) الشعب الإيراني على التشيع من أجل إيجاد سبب لمحاربة الدولة العثمانية السنية، وكان العراق ضحية هذا الصراع الدموي بين الدولة الفارسية (الصفوية) والدولة العثمانية.

وتم توظيف الاختلاف المذهبي لأغراض سياسية وبالأخص بعد تأسيس المذهب الوهابي المنحرف عن الإسلام، وهو نتاج ثقافة الصحراء القاحلة ذات البيئة القاسية، والموارد المادية الشحيحة، لذلك اختلقت الوهابية أسباب دينية ضد الشيعة بتكفيرهم لتبرير النهب والغزوات ضد الديار الشيعية في العراق مثل (النجف وكربلاء) منذ أوائل القرن التاسع عشر، وقتلهم ونهب ثرواتهم. كما وحصل الصراع الطائفي منذ تأسيس الدولة العراقية على أسس مذهبية حيث ذكر الملك فيصل في مذكرة له عممها على المقربين منه عام 1933: أن "العراق مملكة تحكمها حكومة عربية سنية مؤسسة على أنقاض الحكم العثماني وهذه الحكومة تحكم قسماً كردياً أكثريته جاهلة، وأكثرية شيعية جاهلة تنتسب عنصرياً إلى نفس الحكومة"، و لكن بذل الرجل قصارى جهوده للتخلص من التمييز الطائفي والعنصري، إلا إنه توفي بعد أشهر قليلة من صدور هذه المذكرة.

و اتخذ الصراعي الطائفي منحىً جديداً بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وموقفها المتشدد من أمريكا وإسرائيل، فحركوا ضدها صدام حسين، و وظفوا الطائفية لهذا الغرض، وقال له الملك السعودي فهد: (منا المال ومنكم الرجال)، ومرة أخرى دفع الشعب العراقي الثمن باهظاً من الحرب العراقية-الإيرانية التي أهلكت الحرث والنسل. ورغم أن صدام أنقلب على "أبناء العمومة" كما كان يسميهم، فغزى الكويت وأدخل المنطقة في حرب أخرى، إلا إنهم وقفوا إلى جانبه في الحرب الأخيرة التي أطاحت به ونظامه الطائفي الجائر. ومرة أخرى استخدموا الورقة الطائفية ضد الشيعة لتهيج وتجييش العرب ضد الشيعة في المنطقة، وبالأخص في العراق. فكانت عصابات القاعدة، وعشرات التنظيمات الإرهابية البعثية تحت مختلف الأسماء الإسلامية، وآخرها داعش.

والجدير بالذكر، أن الصراعات الطائفية قبل 2003 كانت خفية، (عدا العقد الأخير من حكم صدام بعد انتفاضة 1991 حين رفع شعار "لا شيعة بعد اليوم")، إذ لم يجرأ أحد في الماضي على التصريح بها علانية، ولكن ما بعد 2003 تحول الصراع إلى التحريض العلني ضد الشيعة وتكفيرهم وتبرير إبادتهم، فراحوا يستخدمون أسماء تسقيطية بحق الآخر، فالشيعة هم  روافض وصفويون ومجوس في نظر الطائفيين من السنة من أمثال الشخ طه الدليمي. والسنة صاروا نواصب (أي أعداء أهل البيت)، في نظر الطائفيين الشيعة من أمثال  الشيعي الكويتي شيخ ياسر الحبيب. وكلاهما ليسا رجال الدين أصلاً، فالأول هو طبيب جراح، والثاني درس العلوم السياسية في جامعة الكويت، ولكن كلاهما برزا على وسائل الإعلام كرجال دين، يكيل كل منهما شتائم لمذهب الآخر في القنوات التلفزيونية واليوتيوب، وممولهما واحد من أجل إشعال الفتنة الطائفية وخدمة أسيادهما. والجدير بالذكر أن ياسر الحبيب راح يشتم حتى رجال الدين الشيعة من الذين يعارضونه، مثل المرحوم الشيخ أحمد الوائلي لأنه حذر من مغبة شتم الرموز الدينية لأهل السنة. وكذلك شتم حتى زعيم حزب الله اللبناني، السيد حسن نصرالله، وهذا يكشف لنا المستفيد من هذه الحملة الهستيرية الطائفية.

وقد بلغ التحريض الطائفي ضد الشيعة من قبل السعودية إلى حد أن خطيب الحرم المكي الرسمي للدولة، راح يكفر الشيعة ويسميهم (الروافض)، حالهم حال اليهود، علماً أن "الروافض" يشكلون 15% من نفوس  مملكتهم، وهذه الحالة متفشية لدا عدد غير قليل من خطباء المساجد في البلاد العربية، بدفع من السعودية، فكان دعاؤهم المتكرر في السابق هو: (اللهم أهلك اليهود والنصارى)، وأضافوا إليه بعد 2003: (اللهم اهلك الشيعة الروافض، وأصبهم بالسرطان). والغريب العجيب في امر السعودية انها ترعى مؤتمرات وندوات للتقارب بين الأديان وهي تفرق بين  شعبها، كما تبرعت قبل عامين بمائة مليون دولار لقسم مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، وهي (السعودية) ترعى الإرهاب. وما هذه الإجراءات والتبرعات السخية إلا للتغطية وذر الرمان في العيون.

والسؤال هنا هو: هل بلغ العراقيون سن الرشد السياسي والنضج الفكري ليتخلصوا من الماضي المؤلم، ويخططوا للمستقبل، ويتكيفوا مع المستجدات ليبنوا دولتهم الديمقراطية ؟

يجيب على هذا السؤال سياسي عراقي، رفض ذكر اسمه للكاتب والصحفي السيد غسان شربل في صحيفة الحياة اللندنية، قائلاً: «انتصر الشيعة ولم يصدقوا انهم انتصروا. وهزم السنة ولم يصدقوا أنهم هزموا. تولى الشيعة عملياً السلطة واستمروا في التصرف كمعارضين. تعاملوا مع الدولة كأنهم سيغادرون غداً. انتقل السنة عملياً إلى المعارضة لكنهم استمروا في التصرف كأصحاب حق مقدس في الحكم وتوهموا أنهم سيعودون غداً. كل فريق يريد دولته لا الدولة التي تتسع للجميع. أضاع الشيعة فرصة تاريخية حين امتنعوا عن التنازل قليلاً لمصلحة منطق الدولة، وهو ما كان يمكن أن يحمي انتصارهم. أضاع السنة فرصة تاريخية حين امتنعوا عن التنازل لمنطق الدولة الجديدة، وهو ما كان يمكن أن يضبط خسائرهم».(1)

اقتراحات لمواجهة الجنون الطائفي
لقد بلغ التحريض الطائفي حداً هستيرياً يهدد بالفناء الشامل ما لم ينتبه إليه عقلاء القوم ويضعوا حداً لهذا الاستهتار بأرواح الشعب ليوقفوا هذا النزيف. أذكر أدناه مجموعة من المقترحات وأغلبها استلمتها من شخصيات أكاديمية معروفة، عبر مناقشاتنا حول هذا الخطر الوبيل. لذلك أطرح أدناه المقترحات التالية:

أولاً، يجب استئصال جذور التطرف الأصولي، فالإسلام أكد أنه دين حنيف أي سهل،(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر). وهذا يتطلب ثورة في المفاهيم، تبدأ بتنقية المناهج الدراسية من جميع الشوائب والتعاليم الدينية التي من شأنها إثارة الحقد والبغضاء ضد أتباع الأديان والمذاهب الأخرى، وإزالة كل ما يسئ إلى الأخوة الإنسانية، والوحدة الوطنية، واعتماد عملية تنوير واسعة، وتربية الطلبة على الفكر النقدي المستقل، وليس بعقلية الإنسان الساذج الذي يصدق كل ما ينقل له من تحريض وتكفير وخرافات.

ثانياً، رفع جميع الشعارات و الصور ذات المحتوى الديني من دوائر الدولة و الاماكن العامة. فالدولة للشعب بجميع مكوناته الأثنية والدينية والمذهبية، وليس لأتباع دين ومذهب هذا الوزير أو ذاك. ويشمل بذلك منع عرض صور الشخصيات والرموز الدينية، سواء كانت عراقية أو إيرانية أو غيرها من الأماكن العامة.
ثالثاً، بما أن مكونات الشعب منقسمون دينياً ومذهبياً، فيجب تجنب التلاعب بمشاعر الناس الدينية التي من شأنها إثارة النعرات الطائفية وتعمق انقسامهم على حساب الوحدة الوطنية، ونقصد هنا منع بث الأذان من محطات الإذاعة والتلفزيون الرسمية وشبه الرسمية، فما الداعي تارة إلى أذان سني، وأخرى إلى أذان شيعي... وما معنى أذان الشيعة يرفع في (قناة العراقيه) ظهرا ومغربا وآذان السنه يرفع عصرا وعشاء ...

رابعاً، يجب التوقف عن بث خطابات أئمة المساجد يوم الجمعة من وسائل الإعلام الرسمية. فهذه الطقوس مفرقة لا داعية لها.

خامساً، بما أن العراق مهدد الآن من قبل الإرهاب باستخدام ورقة الطائفية، وتلفيق الأكاذيب لتضليل الرأي العام العراقي والعربي والعالمي، لذلك، يجب حجب جميع الفضائيات ومواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي التي تبث الأفكار الطائفية وتدعو إلى الانقسام الطائفي.

سادساً، منع الإساءة للرموز الدينية، مثل شتم بعض الشيعة للخلفاء الثلاثة الأوائل، وبعض الصحابة، فهذه العادة البذيئة أدخلها اسماعيل الصفوي، في أوائل القرن السادس عشر، ولم تكن موجودة قبل ذلك التاريخ، ودفع الشيعة والسنة ثمناً باهظاً الإمام علي نهي عن السب في صفين حين أزاح وجهه عن جماعه من أنصاره عندما سمعهم يسبون معاويه، وقال لهم لا تكونوا سبابين.

لذا نقترح على المرجعية الدينية شن حملة واسعة لتثقيف الشيعة ضد هذه العادة السيئة. ولكن في نفس الوقت، يجب أن نميز بين السب والنقد الأكاديمي الملتزم. إذ لا يمكن معاقبة الإنسان على نقده لشخصية تاريخية أو دينية نقداً منطقياً معتمداً على مصادر تاريخية مع التزامه بالمنهج العلمي في البحوث، من أجل توضيح بعض الحقائق التاريخية. وعلى سبيل المثال ذكر الراحل طه حسين في كتابه (الفتنة الكبرى) عن دور الخليفة عثمان بن عفان في تفضيل أقربائه في السلطة والثروة والمال، وكان الخليفة ذا ثراء كبير. وهذه قضايا تاريخية لا يعتبر طرحها إساءة للرمز الديني.

والجدير بالذكر أن السيد علي خامنئي، مرشد الدولة الإسلامية في إيران، وكذلك المرجع الديني الشيعي السيد علي السيستاني وغيرهما من المراجع الشيعية، قد أصدروا فتاوى بتحريم سب الرموز الدينية لأهل السنة. وهذه خطوة إيجابية جيدة.

سابعاً، يجب على الدولة شن حملة تربوية تثقيفية واسعة لنشر الوعي الوطني و روح التسامح (Tolerance )، واحترام معتقدات الآخرين، والتعايش السلمي بين مختلف أتباع الأديان بدون تكفير وتحقير وازدراء.

كما يجب التوكيد أن التخلص من الصراعات الدينية والطائفية لا يتم بتوحيد هذه الأديان والمذاهب والطوائف، أو حتى التقارب بينها، لأن هذه الوحدة مستحيلة كما اثبت التاريخ، ولأن الانتماء الديني والمذهبي هو جزء من هوية المؤمن. بل يجب عمل الممكن، وهو أن يتمتع أتباع كل ديانة ومذهب بحرية العبادة وممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية والمذهبية، مع الالتزام بعدم التجاوز على القوانين والأعراف العامة.

ـــــــــــــــــــــ
من نافلة القول أن الماضي ليس من صنعنا، بل من صنع الأجيال السابقة، وبالتالي، فنحن أبناء هذا الجيل والأجيال اللاحقة، لسنا مسؤولين عنه، ويجب أن لا نتحمل وزره، وخاصة فيما يخص الانقسام الطائفي الذي حصل قبل أكثر من 1400 سنة. فنقطة الخلاف الرئيسية بين أهل السنة والشيعة كما بينا في المقدمة، هي حول من هو الأحق بالخلافة بعد النبي، أبو بكر أم علي؟

وللإجابة على هذا السؤال من المفيد أن نسترشد بالمصلح الإسلامي الكبير، جمال الدين الأفغاني، وكما يقول عنه علي الوردي: [على الرغم من أصله الشيعي إلا إنه لم يتعصب للتشيع تعصباً أعمى، وكان الأفغاني يعتقد أن إثارة قضية الخلافة بعد وفاة النبي أمر يضر المسلمين في الوقت الحاضر ولا ينفعهم، وهو يتساءل في ذلك قائلاً: "لو أن السنة وافقوا الشيعة الآن على أحقية علي بالخلافة فهل يستفيد الشيعة من ذلك شيئاً؟!! أو أن الشيعة وافقوا أهل السنة على أحقية أبي بكر فهل ينتفع أهل السنة؟!!" ويهتف الأفغاني بعد ذلك قائلاً: "أما آن للمسلمين أن ينتبهوا من هذه الغفلة؟! ومن هذا الموت قبل الموت؟!.."

ومن كل ما تقدم، نعتقد أن الحل الوحيد للأزمة العراقية المزمنة التي سببها الصراع الطائفي والأثني، هو الأخذ بالمقترحات أعلاه، وعلى أهل العراق بجميع مكوناتهم، الاستفادة من ظروف المرحلة الجديدة، بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع في التبادل السلمي للسلطة، وبناء دولة المواطنة المدنية العصرية الديمقراطية، تعامل جميع مواطنيها بالتساوي أمام القانون في الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص، دون أي تمييز بينهم بسبب العرق، أوالدين، أو المذهب، أو الجندر، يكون فيه (الدين لله والوطن للجميع)(2).
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com 
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- غسان شربل: لا العراق ولا سورية
http://www.alhayat.com/Opinion/Ghassan-Charbel/15724991/%D9%84%D8%A7-

2- د.عيدالخالق حسين: الحلول المقترحة لمشكلة الطائفية والحكم في العراق
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/index.php?news=430


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع