دعا المجلس البرلماني لحلف شمال الأطلسي الاثنين 30 مايو/أيار الدول الأعضاء في الحلف العسكري إلى الاستعداد للرد على "التهديد المحتمل" المتمثل بعدوان روسي ضد الدول الأعضاء في الحلف.
وأصدر المجلس إعلانا تضمن اقتراحات بعد اجتماع استمر 3 أيام في تيرانا، قبل قمة الحلف التي ستعقد في وارسو في يوليو/تموز المقبل.
وقال الأمريكي مايكل ترنر رئيس المجلس: " التحدي الذي تمثله روسيا حقيقي وخطير".
وأعرب الإعلان الذي أصدره الاجتماع الذي شارك فيه نحو 250 برلمانيا من دول الحلف الـ28، عن أسفه "لاستخدام روسيا القوة ضد جاراتها ومحاولة ترهيب حلفاء حلف شمال الأطلسي".
وقال ترنر: " لم تترك للحلف خيارات سوى التفكير في احتمال أن ترتكب روسيا عملا عدوانيا ضد دولة عضو في الحلف وتعتبره تهديدا محتملا".
من جهته، أعلن ينس ستولتنبيرغ الأمين العام للناتو، أن الحلف سيعزز تواجد العسكري في بولندا بعد عقد قمة الحلف في وارسو، مشيرا إلى أن عدد القوات وأماكن وجودها لا يزال قيد النقاش.
وقال ستولتونبرغ خلال مؤتمر صحفي في وارسو: " سيكون هذا وجودا متعدد الجنسيات على أساس التناوب. لدينا مقترحات واضحة من خبرائنا العسكريين، نناقش العدد الدقيق للقوات، وأماكن تواجدها، وذلك من أجل إرسال إشارة واضحة لأي عدو محتمل بأن الهجوم على بولندا يعتبر هجوما على الحلف".
ودعا الحلف أيضا، إلى تعزيز قوة ردعه التقليدية والنووية وزيادة التعاون مع وكالة "فرونتكس" التابعة للاتحاد الأوروبي لحماية الحدود.
مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل
يذكر أن الحلف قطع جميع أشكال التعاون العملي مع موسكو في أعقاب الأزمة الأوكرانية، إلا أن الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة قال: "سنجري محادثات غير رسمية مع موسكو قبل قمتنا التي ستجري يوم الـ8 والـ9 من يوليو/تموز المقبل.
من جهتها، حذرت روسيا من تمدد حلف الناتو شرقا نحو حدودها المباشرة، وهددت باتخاذ إجراءات جوابية. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي إن موسكو ستعدل خططتها لاعادة تسليح الجيش بما يتناسب مع مستوى التهديد.
وشدد الكرملين على لسان المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف، أن روسيا تراقب توسع نشاط حلف الناتو بالقرب من الحدود الروسية.
ووضع بيسكوف معادلة واضحة، مشيرا إلى أن "الناتو هو نتاج لزمن الصراعات، وهو أداة للمواجهات، ومسألة إلى أي مدى يمكنه أن يساهم في ضمان الأمن الأوروبي، قابلة للنقاش".
وتشهد العلاقات الروسية مع حلف شمال الأطلسي خلال الآونة الأخيرة، توتراً بسبب توسع الناتو شرقاً وزيادة وجوده العسكري بالقرب من الحدود الروسية، الأمر الذي تعتبره موسكو خرقا للوثيقة الأساسية للعلاقات المتبادلة مع الحلف، ونشر مزيد من القوات والمعدات في أوروبا الشرقية يهدد أمنها.