الأقباط متحدون - المدينة الصَّلعاء
أخر تحديث ٠٤:٥٦ | الخميس ٢ يونيو ٢٠١٦ | ٢٥بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٤٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

المدينة الصَّلعاء

بقلم : ماجدة سيدهم
لن يضل الطريق بك أيها المار تحت خط  الإنحدار وعبر  خطوط عرض  التجاوز وطولية ارتفاعات التردي .. لترتطم دهشتك بأبواب مدينة الصُلع  غير المألوفة .. لن تجد مشقة في السؤال عن منحنياتها ودروبها المعوجة  وبيوتهاالمشرعة   لسائر الناهبين ..حتى متى وددت ممارسة  كل ألوان التطاول والخوف والتآكل  والرذيلة فلن تتوه عن مآذن  آيلة  وقباب  منحنية..في  المدينة الصلعاء  كل النساء مـُشعرات بالوجع .. لايبرحن ترهلهن .. أوغسل  الأواني  بأنات بقايا مضع اللحم العاري من  النضج والكرامة..  في المدينة الصلعاء كل الرجال مصابون بفحولة متعجلة ..يقتفون أثر مشهيات النساء على طاولة المقايضة بأجسادهن المثقلة بالعورات المباحة..في المدينة الصلعاء  يوجد جمهور فخم  من  الأشباه بينما لا يوجد على أرصفتها شاعر واحد .. فارس  واحد أو  تحذير أخير   ..في المدينة الصلعاء كل الرؤوس تمتلك ذات الصرع ..ذات التشابه الفاضح  للقصائد والتلاوات  المروجة للخمول والتعاويذ .. كل المرضى يعانون ذات الإلتهاب الحاد في مفاصل الأمل على حافة العتق..فيما  نتعاطى الكذب جرعات مكثفة حماية للقلب  من دقات العشق والصدق والحنين 
هنا الضوء شحيح  فالطرق كلها لا تصل .. والظلال أيضا تخبـِّر بأنه لا شيء هنا ينموغير الفوضى والبيانات والإحتدام .. الخبز شحيح فالحقول كلها متضورة .. والخمر شحيح شحيح فالعناق  قاب موت أوموت آخر  -  في المدينة الصلعاء تتساوى أعطال الماكينات مع تصديرالشواطئ مع استيراد الملابس الداخلية .. مع الأغانيمع الحماقةمع الحشرات مع الميديا.. الأسفلت .. السجون ..مع الصلاة ..مع الروث ..مع مراثي الأسرة ..الأعراس والجنازات وخرب الكراساتوأيضا مع  الديموقراطية ..مع البرد ..المرض ..الهتاف والخضراوات ..في مواسم الغيمة  ينزلق الهطول فلا ينبت  غير الصبار وشريعة الرماد ..  بينما نبيع طوق الياسمين كي نبتاع  المسكنات  لأطفال بأحداق فارغة ..هنا  يميل الشرفاء  يجففون  ما تغضن عن زوايا المثابرة من ملح  وهزيمة ومحاولات غير مدفوعة الأجر لذا تتهشم سريعا .. في المدينة الصلعاء ليست فكرة  تؤدي إلى المحاولة  أو تغير عقارب الوقت إلى لحظة انتباه .. حيث تتصدر العطلات الرسيمة  أهم العناوين قبل أخبار هبوب  العاصفة  وإنجازات  اللامبلاة وتحليل دوري لبطولات أنيميا كريات الفهم .. هنا كلنا أشباه  ولا يشبهنا غيرنا ، إذبتنا  نحمل تراث  ذات العنوان لتلك الظاهرة –المدينة الصلعاء –تلك المصابة معا بالصلعةوالجذام  .!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع