د. مينا ملاك عازر
رغم أن الفاروق عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين قالها عالية مدوية مستنكراً وهو يتساءل عن متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً!؟ إلا أن الشاعر العملاق في عصره الملقب بالمتنبي حينما هجى حاكم مصر كافور الإخشيدي مؤسس الدولة الإخشيدية، قال لا تشتري العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد لم يراعي المتنبي القول المأثور والقاعدة الذهبية التي وضعها الفاروق، هو الشيء نفسه الذي يتهم به أحد مسؤولي الوفد المصري المشارك بالجلسة الثانية لجمعية البيئة للأمم المتحدة بحسب اتهام وجهته له خاماتي رئيس اللجنة التقنية للبعثات الأفريقية،حيث قالت أن رئيس الوفد المصري المشارك في مؤتمر البيئة قد وصف الأفارقة القاطنين في الصحراء باستثناء السودانيين فقط بأنهم عبيد وكلاب وهو وصف لو حدث ليعني خسارة كبيرة لمصر، إذ أن بالتصريح الكثير من معاني العنصرية المقيتة التي تشين من يوسم بها.
وقد طالبت خاماتي الكينية الجنسية، بأن تحرم مصر من مميزات القيادة في الكثير من الأدوار القادمة في شتى المجالات على أساس كونها أساءت لعلاقاتها الأفريقية وغير مؤتمنة على الموقف الأفريقي، وطالبت باعتذار من أعلى جهة رسمية بالدولة، واستقالة مصر من المؤتمر البيئي والعديد من العقوبات، ولعل نتائج موقف خاماتي سيتضح في المؤتمر المزمع انعقاده في يوليو القادم.
طبعاً مصر أنكرت، وأريد أن أصدق مصر ووفدها، لكني وإن صدقت إنكارههم لا يمكنني أن أنكر أننا معشر المصريين ننظر للأفارقة نظرة دونية كلها عنصرية، ننظر للأسود على أنه قبيح وغير جميل، ننظر إليه على أنه لا يصلح إلا أن يكن بواباً، وأكم من سمات مقيتة نمطرهم بها علناً أو سراً، مع أنهم متقدمين ويحاولون التقدم، يواجهون مشاكلهم ويحسنون من أحوالهم حتى الكروية منها، فمن يصدق أن بلد الرأس الأخضر الذي كان يوماً قريباً متذيل تصنيف الفيفا للفرق الأفريقية يعتلي اليوم قمة التصنيف، هذا لا يعني إلاأنهم يمتلكون إرادة حديدية، يا ليتها تتوفر لنا.
وأعتذرلو اسىء فهم الفقرة السابقة بأنى اقصد التفرقة بيننا وبين الاخوة الافارقة فنحن في الحقيقة أفارقة أكثر من أي أفريقي بحكم الجنس والموقع والاشتراك بالمنظمات الدولية، وصدقوني لو صدقت خاماتي في اتهامها ليجب على مصر محاكمة المتهم محاكمة عسكرية تنتهي بإعدامه بتهمة خيانة البلاد، لأن إن فعلها لن يعني هذا إلا العزلة عن أفريقيا طريقنا للتلامس والتعاون مع المجتمع الدولي.
أخيراً، إن صدق الوفد المصري في إنكاره، هل نستطيع نحن أنننكر أننا نتمتع بأكبر كم ممكن من العنصرية حيال من هم أضعف منا الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة، وحتى الرجل الضعيف بدنيناً وذهنياً والعجائز في حين أن الجميع في عين الكل سواسية.
المختصر المفيد كلنا أيد واحدة يا أفريقيا.