عرض/ سامية عياد
كانت القيامة فى البداية خبرا غامضا للتلاميذ ، فحينما حدثهم السيد المسيح عن قيامته ، دخلت الحيرة فى قلوبهم والتساءل عن ما هو القيام من الأموات؟ لكن حينما حدثت القيامة بالفعل صارت القيامة واقعا حيا يعيشونه بكل كيانهم متجليا فى كرزاتهم.. هل القيامة واقع حى نعيشه بكل كياننا ؟

نيافة الأنبا يوسف أسقف تكساس فى مقاله (يتساءلون : ما هو القيام من الأموات) حدثنا عن ضرورة تذوق القيامة ومعرفتها معرفة الاختبار فى حياتنا ، فالبعض مازالت القيامة بالنسبة لهم خبرا غامضا يتساءلون عن ماهيته دون أن يتذوقوه ، مازالت القيامة مجرد قصة يقرأونها أو يقصونها على آخرين ، فى هذا يقول القديس بولس "يصلبون لآنفسهم ابن الله ثانية ويسهرونه" يعنى ذلك أن المسيح على الرغم أنه قام حقا إلا أنه مازال مصلوبا ومقبورا فى حياة الكثيرين الذين لم تستعلن فيهم القيامة بعد .

لكى تتحول القيامة الى واقع حى يعيشه الإنسان بكل كيانه لابد أن يقم الإنسان الجديد فينا الذى نلناه فى المعمودية ، كل من لم يزل عائشا فى الخطيئة والشقاء والحزن واليأس هو كالغصن الجاف المطروح خارج الكرمة الحية ، الذى جف لعدم سريان ماء القيامة فيه ، كل من يبقى فى بغضة وحسد وإدانة ، وغضب وحزن وشقاء ، ومرارة وتذمر وقساوة قلب وجهل وتجديف وكسل وتحزب وما الى ذلك من أعمال الإنسان العتيق المظلمة ، يبقى خارج دائرة القيامة جاهلا بمعانيها ومفاعليها فلابد أن يحسم كل منا أمره إن كان يريد أن يكون "أنية غضب مهيأة للهلاك" أم "آنية رحمة معدة للمجد" ، "رائحة موت لموت" أم "رائحة حياة لحياة" .

"ومن يعطش فيأت ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجانا"....