الأحد ٥ يونيو ٢٠١٦ -
٤٨:
١٢ م +02:00 EET
بقلم: عـادل عطيـة
صوّروه، في القديم، كآلهة..
جاد السامي، منى البابلية، استرانا السريانية، توضي اليونانية، فورتونا الرومانية!
ولا يزال من مجايلينا، من يحافظ على فكرة "الحظ"، ولو من غير تشخيص!
فنسمع مثل هذه الكلمات: جرّب حظّه، سوء الحظ، أسعفه الحظ، ضربة حظّ!
قد يعده البعض أمراً مرتبطاً بالفرص العشوائية!
ويربطه البعض الآخر، بتفسيرات متعلقة بالإيمان، والخرافة!
لكني في صف من يعتبر أن فكرة الحظ، تسيء إلى الإنسان، وتورثه القلق والانزعاج، وتبيّنه كأنه ريشة في مهب الريح!
وأن الحظ ما هو إلا حلم، وإرادة، وتوفيق، من صنع الإنسان، ومباركة من الله القدير.. وهذا ما أسميه: "الحظ الحسن"!
وأن هناك من يقاوم هذا الحظ الحسن، لخبايا في القلب، ولإعتبارات غير إنسانية، وهذا هو: "الحظ الرديء"!
تعرفت إلى شاب واعد، يعتبر حظه السعيد، كامن في قلمه!
يكتب للأطفال، ويكتب عنهم!
يكتب بهوس أدبي لمن أحبهم، وكأنه يريد أن يكتب إلى ما بعد رحيله!
تذكّرته في احدى اللقاءات التي جمعتني مع رئيس تحرير احدى مجلات الأطفال، عندما تحدث عن شخص، يكاد يرسل له كل يوم رسالة، تنطوي على أكثر من قصة في الرسالة الواحدة؛ فقلت في نفسي: أنه هو: محب فهيم؛ فهذه هي طريقته في التواصل مع منافذ النشر.. وقلت أيضاً: أليس في هذا الكم من القصص، قصة واحدة تصلح للنشر؟!..
هنا فطنت إلى أنه يكتب اسمه، هكذا: "محب فهيم صليب".. والصليب، بكل صوره واشكاله، ـ كما تعلمون ـ، يثير مشاعر اخوتنا في الوطن!
ولأن "مُحب"، لا يزال على قناعته، واصراره، على ذكر اسمه "الثالث"!
ولأن آلهة الحظ من البشر، ليسوا كآلهة الحظ من الحجر، الذين كانوا آلهة، معصوبي الوجه، يرشون من قرن الحظ، وليقع على أي شخص كيفما أتفق أن يقع عليه!
فان محب فهيم صليب، سيظل ذلك الإنسان، الذي: "حظه" في اسمه!...
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع