خواطر العرضحالجي المصري * د. ميشيل فهمي
* هل الرهبنة قٓضٓتّ علي الكهنوت أم الكهنوت قٓضي علي الرهبنة ؟
* الرهبنة اليوم .. غالبيتها رهبنة زائــــــفة ، بل هي إرتداد عن الرهبنة القبطية الحقيقية !
* الكهنوت الرهباني .. يُحطِمّ الكنيسة المصرية وتُراثها !
************************************
لا توجد مٓرْتبةٌ روحانية جليلة مثل مرتبة الرهبان ، شرط أن يٓحْفظّوا طقوسهم ويٓصْدِقوا في غايتهم من الرهبنة لذلك نجد
أن الشياطين تُحاربهم بشتي أصناف الرذيــــــلة وسلاحيها
( الجنس والمال ) بل تجعلهم يُغْمـضون أعينهم عن خطاياهم
هُمّ ًويُوٓبِخونّ خطايا غيرهم لكي تُفْقِدهُم الشياطين الســـلام
الداخلي الذي ينشدونه .
الراهــــــب هو أنسان بٓتُول ناسك مُتٓعٓبِدّ ، ترك العالـــــــم بكل مافيـــه ليحيا مع الله وبالله ولللهّ ، وهو لم يترك العالــــم فقط ، بل مــــــــات عن العالم ، والدليل الكنسي الثابتّ الذي لم يتغير ، وهو أنه عند دخولـــــــه في المملـــكة الرهبانيــــــة السمائية ، تاركاً بإرادته وإختيارة المملكة الأرضية ، يتم علية صلاة الموتـــي الجنائزيــــة ، دليل إنتقاله طٓوْعــــــاً من حياة المـــلذات الي حياة الممات طمعاً وأملاً في الأبدية ، والعمل علي خلاص نفسه وخلاص البشرية جمعاء بصلاته .
وعندما يدخل الراهب الدير بالبرية أو الإســــقيط يعلم أنه لـــن يُغادرة علي الإطــــلاق ولو بالموت الجسدي .... هذه قطرات من مبادئ وقواعد محيط الرهبنة القبطيــة الزاخـــــر والمُفْعٓمٌ بأسمي الروحانيات والأبديـــات بمحاربة والبعد عن الماديات الفانيـــــــات ....
كانت هذه هي الرهبنة القبطية السائدة لعدة عقود مضتٌ ، الي أن هُدِمتٌ في جزء كبير منها ....
ففي هذه الأيام يتقاطر الشباب والرجال القبطي علي الأديُــرة للإلتحاق بحياة الرهبنة والمُفْترض أنها حياة شـاقة بل شديدة الصعوبة ، وذلك دون ضابط ولا رابط إلا من واسطة أسقفية أو معرفة بأحد من رجال كهنوت الكنيسة ، دون بحث نفسي وجسدي واجتماعي وروحي أو تدقيق في شخصية طالب الرهبنة ، والتدقيق الشديد في بواعث طلبه الرهبنة ،ًوالــتي من جموعهم تتـوالي كل قيادات رجال الكنيسة من بطريرك أو مطارنة أو أساقفة ثم أخيـراً غالبية كهنة الكنائس بالخارج ، بحياتهم المُترفةّ الثرية بالمجد والكرامة ...وهذه كارثة
يَفْقِدّ الراهــــــب رهبنته وحياته الرهبانية وسلامه ويٓخْلعّ عنه سٓتر الموت الذي سُــــتر به طٓوْعاً ، حيث أنه بعد شهور قليله أو سنوات أٓقلٌ ، يُرْسم ( كاهناً) ، ويُغٓــادرالدير ويٓخْرج إلي العالـــــم بكل مافيه ، إما لكنائس داخل مصــــر أو خــــارج مصر ، أو لأسباب أخري ، مثل رعاية أسرته بالخارج !وٓهنــــا الطامةّ الكُــــبري ..ما الحال الواقعي السائد اليوم :
** الراهب من المفترض به أنه لا يجيد الإتصال أو التواصل مع العالم ، وفجأة يجد نفسه قائداً وراعياً لشعب مختلـــــف الأهـــــواء والمشــارب ، مُتٓنٓوِعّ المشاكل ، مطلوب منه أي من الراهب أن يقود روحيــاً مجتمع الرعيــة بكل مشاكله ومشكلاته ، مطلوب منه أن يأخذ ويستمع الي إعترافات المراهقات ومراهقاتهن (تزوج بعض الرهبان بكنائس الخارج من بنات اعترافهم تاركين حياة الرهبنة ) ، والزوجات ومشكلاتهن الزوجية ، ويتعامل معها .. كيف ، بينما أحد أسس الرهبنة وقواعـــدهـا كما وصفها أحد شيوخ الرهبنة الأوائل ، ضمنها ( أن يبتعد عن مناظر النساء ، ولا يبحث عن أسرار الناس ولا عيوبهم ، ولا يسمع بأذنيه بعض أو كل عيوب الآخرين ، ولا تكن له دالةّ أو مزاح أو صداقة مع أحد ..)) ، لكن ما يحدث الـــــيوم هو إرتداد عن الرهبنة أو رهبنة زائفة لا تدوم إلا فترة بسيطة من الزمن يقضيها الراهب في الدير بِــــــلا إفراز روحي أو تعلمّ ، حيث يقوم أساقفة الخارج ورؤســـاء الأديرة بتعيين رهباناً كهنة بكنائس مجتمعات قبطية متأثرة بالثقافة وحرية السلوكيات الغربية ، فيفقد الراهب رهبانيته وكهنوته أيضاً ، فيصير كالغراب الذي حاول أن يُقلِدٌ مشية الحمامة ، ففقد مشيته ولم يستطع تقليد الحمامة .
** هنا .. يُصْبح الراهب وعقله وقٓلْبه مٓرْتعاً خِصباً وســـهلاً لعــــــدو الخــــير ، فيتلقفه مُعِيداً صياغته وتشكيله ليتلائم ويتناسب مع المنصب الذي هو فيه ( كاهن ) والغير مؤهل له والمختلف تماماً عن الراهب ، و ( راعي ) و ( قائد روحي ) و ( أب إعتراف ) و ( رجل أعمال ومال ) و( مُنافِقّ ) للأسقف ليبقي بالكنيسة التي يخدم فيها ، و ( مُعادٍ وضد ) من يقف في طريقه أو يعارض أسلوبه في كل تلك الأنشطة من الرعية التي هو قادم عليها وليس العكس ً.. وهذا يؤدي الي إنقسام بين شعب الكنيسة ، فهو يٍُقٓــــــرِبّ من يُوٓافقهُ ، ويُبْــــعِدٌ من يعارضهُ ، هذا حادث بالغالبية العُظْمي بالكنائس التي بها رهبانـــــاً كهنــــة ، في أستراليا ، وأوروبا ، وكندا والولايات المتحدة الأمريكية ، وتُرْسل شكاوي الرعية واستغاثتهم من مثل هذه التصرفات الي أسقف الإيبراشية ، فلم نجد أُسقفاً واحداً أنصف رعيته أو تحقق حتي من الشكاوي بل يعطي الحرية المُطْلقة للراهب أياً كانت أخطاؤه لأنهُ إختيارهُ ، ثـــم تُرسل مئات الشكاوي للكاتدرائية بالعباسية ولا من مُجيب !
لذا سنضطر ذكر التفاصيل لإنقاذ الكنيسة كهنوتاً ورهبنةً
فهل من حل لمشكلة الراهب الكاهن !
يتبع ..!!