وصل رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو ، أمس، إلى روسيا ، في زيارة رسمية، هي الرابعة له خلال أقل من عام، والثانية منذ إبريل الماضى، إذ بحث مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الأزمة السورية ومكافحة «الإرهاب» والقضية الفلسطينية، ومواجهة مخاطر «حزب الله» اللبنانى، والخطر الإيرانى بعد تسليم موسكو منظومة صواريخ «إس-300» الدفاعية لطهران.
وذكر الكرملين أن «الاتصالات المكثفة بين روسيا وإسرائيل تمثل أساسا لزيادة التعاون الثنائى، وأن البلدين تأخذان في الاعتبار مخاوف بعضهما البعض»، وقال نتنياهو، قبل وصوله: «إن تعزيز العلاقات مع روسيا هو عامل في الأمن الوطنى الإسرائيلى، سمح بحماية إسرائيل من مواجهات خطرة على حدودها الشمالية»، وأضاف أنه والرئيس الروسى قيمة العلاقات بين بلدينا، مؤكدا أن «إسرائيل لن تسمح بأن تتحول سوريا إلى قاعدة إيرانية للإرهاب»، وأوضح أن إسرائيل لا تتدخل في الأزمة السورية، غير أنها تقدم العلاج الطبى لجرحى سوريين، وتتخذ إجراءات للحيلولة دون استخدام أراضٍ سورية من قبل إيران لمهاجمتها ولتوريد أنواع حديثة من الأسلحة لـ«حزب الله».
وقالت صحيفة «تايمز»، البريطانية، إن هدف الزيارة هو سعى إسرائيل للتحالف مع بوتين لكبح جماح «حزب الله»، لأن تل أبيب تخشى من أن يتشجع الرئيس السورى بشار الأسد و«حزب الله» بما حققاه مؤخرا من تقدم في جبهات القتال لشن هجوم أوسع جنوب سوريا، وأشارت الصحيفة إلى توقعات مسؤولين إسرائيليين بأن يتم خلال الزيارة توقيع اتفاق بشأن الحقوق التقاعدية لنحو مليون من اليهود الروس الذين هاجروا إلى إسرائيل، موضحة أن الاتفاق سيضاعف عدد الإسرائيليين الذين سيستحقون حقوقا تقاعدية في روسيا إلى 60 ألف شخص، فيما قالت صحيفة «جيروزاليم بوست»، الإسرائيلية، إن الوجود الروسى في سوريا يسمح باحتواء نشاط «حزب الله»، وتتزامن زيارة نتنياهو مع الذكرى الـ25 على إعادة العلاقات الدبلوماسية.
وزار نتنياهو موسكو، في إبريل الماضى، لبحث إمكانية إجراء تنسيق عسكرى عن كثب لتفادى وقوع حوادث بين إسرائيل وروسيا في سوريا، وللتأكيد للرئيس الروسى أن تل أبيب لن تتخلى عن هضبة الجولان المحتل، وهو ما قوبل برفض روسى واضح حينها.