الأقباط متحدون - ما لم يسأله المحاور
أخر تحديث ٠٢:٠٠ | السبت ١١ يونيو ٢٠١٦ | ٤بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٥٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

ما لم يسأله المحاور

السيسي وأسامة كمال
السيسي وأسامة كمال

 د. مينا ملاك عازر 

ما يجعلك تعتقد بأن الحوار بين الإعلامي أُسامة كمال والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لم يكن بغرض الحوار، ولكنه الحديث للشعب، والتأكيد على ما يهم الشعب، وكأن الشعب لا يهمه إلا الداخل فقط، فقد جاء الحوار مهملاً تماماً لجانب السياسة الخارجية، اللهم إلا فيما تعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أجاد الرئيس في إجابته عنها بشكل سياسي رائع ودبلوماسي هائل الوعي، فقد أعطى إجابة بدون إجابة، لا يمكنك منها أن تخرج بمعلومة قاطعة باترة اللهم إلا أنه لن يسير في خطى سلفه مبارك وهي أول مرة بالمناسبة ينتقد فيها السيسي مبارك والمشير طنطاوي علناً تقريباً.
لم  يسأله المحاور عن العلاقات المصرية التركية والقطرية، وكيف ستسير؟ وكيف سيصبح في ظل منطقة رخوة يصفها الرئيس بأن بها فراغ كبير خاصةً وأن الرئيس أظهر تميز رائع في فهمه لمقتضيات السياسة العالمية حين برر مبادرته للسلام مع إسرائيل بالأوضاع الدولية والمبادرة الفرنسية المقدمة من الرئيس الفرنسي ما ينم عن وعي رائع من الرئيس المصري للسياسة الخارجية.
بالرغم من هذا الوعي والقدرة التي أبداها الرئيس على الإجابة على المحاور الخارجية إلا أن المحاور أهملها، ولم يشر  لها حتى أنه لم يسأل عن الشأن السوري وموقف مصر منه؟ ونحن على المحك فيه بين موقفنا الموالي لروسيا والموالي  للسعودية خاصةً وأن السعودية قد صرحت مؤخراً بأن التحالف المصري السعودي بات الآن في كافة المجالات، هل إذن تحالفنا معهم بخصوص سوريا وضرورة رحيل النظام بالطريقة التي يريدونها أم لم نزل على موقفنا المدرك لضرورة التعامل مع النظام السوري بالشوكة والسكينة.
الرئيس لم يُسأل، ولذلك لم يجب رغم أنه أشار وأعطى منفذ لمحاوره ليسأل لكن الأخير لم يهتبل الفرصة، فقد أشار الرئيس للوضع الذي عليه الدول المجاورة لكن المحاور لم يسأل عن شيء مما سبق، ولم يسأل عن موقفنا من الأزمة الليبية والموقف من الإرهابيين القابعين على حدودنا الغربية مشكلين خطر صريح وواضح وقاطع لأمننا القومي، ومدد كبير للتدريب ولتمويل الإرهاب في شرق مصر، وبمناسبة شرق مصر لم يوضح لنا الرئيس لأنه لم يُسأل عن علاقاتنا بحماس، تلك العلاقة التي من الواضح أنها ستبقى أسيرة لأدراج مكاتب المخابرات العامة المصرية لعدم استطاعة أي جهة أخرى التعامل مع ذلك الفصيل الإرهابي إلا المخابرات العامة المصرية.
أخيراً، لقد شاب الحوار الكثير من النقاط التي كان يجب توضيحها وغاب عنه النقاط التي كان من الضروري الحديث عنها، ولكن من يدرى لو سأل المحاور ما لم يُسأل هل ترى كان سيجيب الرئيس أم لا يُعجب بالسؤال.
المختصر المفيد أن تأتي متأخراً خير من الا تأتي مطلقاً

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter