الأقباط متحدون

بعض المحليات تطارد المفطرين ... وهم الفاسدون.. عجبي !!

السبت ١١ يونيو ٢٠١٦ - ٥٨: ١١ ص +02:00 EET

وكأن شوارع مِصر من شرقها لمغربها , ومن شمالها لجنوبها تغطت بطبقة من الأسفلت الناعم اللامع! .. وكأنها خلت من المطبات الطبيعية والصناعية ! .. وكأن أرصفة الشوارع أصبحت علي إرتفاع واحد , حتي يسهل السير عليها ! .. وكأن طلاسم ولُغز تجميع القمامة والخلاص منها قد تم حلها ! .. وكأن الفيلات القديمة بَقيتْ وتحررتْ من مقصلة الإعدام بالهدم ! .. وكأن العمارات الشاهقة التي يتم زرعها يوميا قائمة علي أسس سليمة طبقا للشروط التي وضعتها المواصفات الإقليمية و العالمية ! .. وكأن هوجة المحلات المنتشرة في شوارع الأحياء تم السماح لها بتراخيص صحيحة خالية من أي غش وبالقانون ! , وكأن تم القضاء علي ظاهرة البائعين المتجولين الذين إحتلوا أرصفة الشوارع كأوكار لبيع الملابس المغشوشة المهربة أو المستعملة بالإضافة إلي بضائع أخري مُحرمة !, وكأن دروب وطرق المحليات يتم تجميلها بالورود والأشجار يوميا ساعة العصاري .. وكأن كل شيء فيكي يا محليات نظيفة خالية من الفساد .... إلخ , لكي نري ونسمع الأن أن نائب رئيس أحد المجالس المحلية يُداهِم المقاهي لضبط المفطرين في شهر "رمضان".... عجبي !!

أين انت يامحليات طيلة السنوات السابقة ؟.. اين انت يا مجلس المحليات بعد ما وصل مستوي الفساد في أغلب رؤسائك و أعضائك للرُكب ؟ . هل نزل عليكم روح الدين فجأة في شهر رمضان لكي تداهمون المقاهي المفتوحة للمفطرين .؟ واضح جدا أن الأسباب لكل مَنْ يمارس دور الرقابة علي المواطنين في رمضان هي ظنهُ أن الجنة مفتوحة له .. وسبب آخر خبيث هو الإعلان والدعاية عن شخصياتكم لزوم انتخابات المحليات التي سوف تبدأ أواخر هذه السنة !!!؟.

الحقيقة أن أغلب ما يقابلهُ المواطن فى مصر من مشكلات يعود إلى فساد المجالس المحلية ، وما نتج عنها من أزمات حقيقية يشعر بها كل مواطن، فما تزال وجود البالوعات مسدودة، أو مكشوفة الغطاء ، كانت سببا في نهاية حياة عشرات المواطنين والأطفال الأبرياء.. كما أن المحليات في تناقص دائم فى تقديم الخدمات للمواطنين, والتعاملات الأساسية التى يجب أن تسهلها الدولة لهم ، حتي أن تصنيف مصر بين الدول فى توفير وتسهيل الخدمات الأساسية " المحليات" , فقد بلغ ترتيبها الـ 115 من بين الـ 140 دولة.

حُكمت مصر بواسطة رؤساء متباينة في اساليب حكمهم وتوالت الوزارات مرات كثيرة ، لكن فساد المحليات بقيت كما هي بل تزداد كل يوم عن يوم ، فغضبَ المواطنون من أداء المحليات وفسادها مما حث الكثيرين منهم إلى الهجوم على بعض مبانى المجالس المحلية فى أعقاب ثورة 25 يناير ، باعتبارها رمزاً للفساد .

هذا الذي يتبوء رئيسا لمجلس أحد المحليات , ويريد أن يقيم من نفسه ألآمر بالمعروف , والناهي عن المنكر لا يعرف أنه هو ربما يكون أساس أزمة الفساد , فيوجد إحتياج ونقص في كوادر حقيقية للعمل فى المحليات، بالإضافة إلى تداخل الاختصاصات وقصر دور المحليات على التنسيق فقط بين الهيئات، فيما لفت بعضهم إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن فى الاهتمام الدائم بـ " ترتيب الأوراق بأي طريقة بحيث تكون صحيحة أمام مَنْ يهمهم الأمر " دون النظر إلى الدور الفعلى لما هو مفروض ، وهو ما يسمح لضعاف النفوس بتلقى الرشاوى وانتشار الفساد.

والغريب في الوقت الذي فيه السعودية تقلص صلاحيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. نجد بعضا من "تفهاء" مصر العظيمة تحاول تغيير هويتها المدنية المصرية , وتوجهها إلي هوية دينية بحتة .. فهلاء "التفهاء" الذين ينتشرون في جميع مؤسسات الدولة كأداة لنشر هذا الفكر السلفي , و يعينون أنفسهم رقباء علي زملائهم مستخدمين الدين كعصا تأديب والدخول في ضمائر الناس .. وبالرغم أنهم فشلوا في جميع المحاولات إلأ انهم يمارسون مع ضعاف النفوس في هذه المؤسسات أن يتولوا هم الرقابة والتأنيب علي زملائهم في العمل بأن يجبروهم علي الصلاة في أوقات العمل أو تحجيب زميلاتهم .. مما يُسبب في كثير من تعطيل مصالح الوطن والمواطنين . كما يؤثر إستخدام بعض ضعفاء النفوس هذا المبدأ تعطيل عجلة الإستثمار الأجنبي بأن تدور فيزدهر الإقتصاد في وقت نحن فيه أحوج لكل دولار لكي نزيح هذا الثقل مِنْ علي رؤوس الشعب المصري الذي يكافح حاليا هو ورئيسها للمرور من الأزمة الإقتصادية التي تمر بها البلاد .

خير ما فعله السيسي ليتجنب مافيّة المحليات وهو تكليف المؤسسة العسكرية في إزالة اي إعتداء يحدث علي الأراضي الموجودة علي جانبي الطرق الجديدة التي أتمها الجيش بأولادنا المصريين .

لكِ السلامة يا مصر وتتغلبي علي أعدائك من فاسدي المحليات , ومن متطرفي الدين ...!! فليس هناك فرق بين ذوي الإرهاب وذوي الفساد فكلاهما يعملان علي هدم مصــر ..

إلي متي يامصر تبتعد عنك هذه العصابات ؟؟ وترجع مصر التي كانت تذهل العالم بأبنائها المصريين . !

نبيل المقدس