الدراما تُعتبر مرآة تعكس واقعنا بآماله وآلامه، وأفراحه وأحزانه، وبمناسبة شهر رمضان، والموسم الرمضاني الحالي، نعرض في التقرير التالي أجمل وأقوى المشاهد التي قدمها كل من الفنان عادل إمام والفنانة نيللي كريم. 

 

من أجمل المشاهد الساخرة من الواقع الأليم الذي جاء في مسلسل "العراف"، الذي قدمه الفنان "عادل إمام"، عام 2013، يقول شخصية تُدعى "صابر": "إحنا مشكلتنا إننا متأرجحين بين فقر الفقر وفكر الفقر، بين هيبة الدولة وخيبة الدولة.. بين الخصخصة والمصمصة"، لافتًا إلى معاناة العمال والفقراء من الرأسمالية، كما حمل المشهد هجومًا ضمنيًا على فئة اليساريين، حيث قدمه منفصلًا عن الواقع، والمحيطين به. 

 

أيضًا في مسلسل "العراف" تقول محاورة لـ عادل إمام، تجري معه حديثًا: "مفيش حد بيتولد من غير اسم"، فيرد عليها: "أنا.. أنا لا أعرف لي عيلة ولا أب ولا أم ولا أي حاجة أبدًا.. لكن فاكر المنطقة اللي كنت عايش فيها الوايلي.. ولما بقيت عندي خمس سنين وسألت أنا مين.. ملقتش لي لا فصل ولا أصل"، مضيفًا: أنه لم يستخرج بطاقة، وكان عندما يمر على أي كمين يحبسونه لمدة أربعة أيام، دون أن يفعل أي ذنب، ويتابع: "أنا سألت نفسي .. إية حتة الورقة اللي عمالة تمرمطني المرمطة السودة دي ..روحت السجل المدني علشان أعمل بطاقة قالولي عايزين شهادة ميلاد وشهادة الزواج بتاعة أمي وأبويا"، مشيرًا إلى أن "طريق النصب هو اللي اتفتح قدامي.. لما لقيت حتة ورقة مكتوب فيها طالب بتخلي الناس تحترمني"، لافتًا إلى أنه عمل مدرسًا -بالنصب- في أحد المدارس، موضحًا: "هو فيه مدرس بيشرح برضو.. أهم حاجة في الأرياف الدرجات.. وأنا كنت بدى العيال 50 من 50". 

 

في مشهد أخر، من نفس المسلسل، يتم اتهام ابنه -الضابط- بأنه قام بتعذيبه وضربه في السجن، فيقف عبدالحميد البكري (عادل إمام) ويدافع عنه في مشهد مؤثر جدًا، ويُنكر واقعة التعدي عليه في السجن، ليبرأ ابنه، ويقول إنه لا يفعل ذلك خوفًا منه ولكن لأنه "يحبه.. أه  والله العظيم بحبه". 

 

في أحد المشاهد من مسلسل "أستاذ ورئيس قسم"، خلال تواجده في إحدى المخيمات بثورة الخامس والعشرين من يناير، يتناول قصة الثورة وتعاملها مع الفلول، حيث يرى أحد المصابين وعندما يسأل عن سبب إصابته يُقال له إنه "فلول"، وفي مشهد كوميدي ساخر، يحاول التخلص من "شحتة" رفيقه في الخيمة"، فينادي على الثوار ويقول لهم إنه "فلول" فيتجمون لضربه ويتركه عادل إمام ويهرب. 

 

قدمت الفنانة نيللي كريم، مشهدًا رائعًا في مسلسل "تحت السيطرة"، والذي كانت تعترف فيه بعودتها مرة أخرى للإدمان، حيث جسدت مشاعر الشخصية التي تتعرض لهذه الحالة، وارتباكها الشديد، ومعاناتها مع الألم، خاصة بعد أن تكتشف حملها، وتقول وهي تبكي: "أنا رجعت.. أنا رجعت للضرب"، وعندما تسألها صديقتها "لية يا مريم"، فترد: "مش عارفة.. مش عارفة مش عارفة مش عارفة". 

 

مشهد أخر قدمته "كريم"، في نفس المسلسل، بعد ولادتها ابنتها "فريدة"، حيث كانت تغني لابنتها الصغيرة "كان عندي كلب لولو.. أبيض زي أمه وأبوه"، وخلال هذا المشهد قدمت قوة الأمومة في مواجهة تحديات الإدمان. 

 

جسدت نيللي كريم ببراعة معاناة الشخصية التي تعاني من اضطرابات نفسية، في مشهد الطعام بالحلقة الثالثة في مسلسل "سقوط حر"، الذي يُعرض رمضان الجاري، حيث قالت لها إحدى زميلاتها المريضات في المستشفى ألا تأكل من الطعام، ولكن الممرضة تحاول إطعامها، ومهادنتها وملاطفتها، وبعد فترة صمت وجيزة تقف وتصرخ بشدة، وتصيب العنبر كله بالفزع. 

 

مشهد أخر من نفس المسلسل في الحلقة الرابعة، عندما يأتي أحد الأطباء للحديث معها ويبدأ في الحديث معها بسؤالها عن اسمها وسنها، ولكنها لا تجيب بوضوح، ولكن عندما يسألها "ابنك اسمه إية؟"، فتظهر على وجهها الهائم ابتسامة ضعيفة وتقول: "أدم.. أدم".