وكالات | الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١٦ -
٣٢:
١٢ م +02:00 EET
أرشيفية
نشرت صحيفة "إيزفيستيا" مقابلة مع المحلل السياسي السوري طالب زيفا، تحدث فيها عن أسباب تدهور الأوضاع في شمال سوريا وآفاق المواجهة.
تحدث المحلل السياسي طالب زيفا لصحيفة "إيزفيستيا" عن الأسباب التي أدت إلى تفاقم الوضع في حلب، التي تتعرض لقصف مستمر من جانب "جبهة النصرة"، وقال: ليس سرا أن مفعول الهدنة يسري منذ شهر فبراير/شباط الماضي في سوريا. ومع ذلك، فإن الإرهابيين لم ينظروا إليها كوسيلة تسمح بالدخول في حوار سياسي. لذلك، فهم منذ نهاية شهر أبريل/نيسان بدأوا بحملة واسعة في اتجاهات مختلفة، ويقصفون بالصواريخ المناطق الجنوبية لمدينة حلب وخاصة قرية خان طومان.
إضافة إلى هذا، يكثف الإرهابيون هجماتهم على الأحياء الأرمينية في حلب، وحي الشيخ مقصود الذي يسكنه الأكراد. أما في الضواحي الشمالية للمدينة، فإن المواجهات الرئيسية تدور في منطقة معسكر حندرات. وتكمن المشكلة هنا في أن القوات السورية أوقفت قصفها بعد اتفاق الهدنة لمواقع الإرهابيين، الذين يستغلونه بدعم من تركيا والمملكة السعودية وقطر لاستجماع قواهم وتأمين إمدادات الأسلحة.
وتشارك في هذه المعارك تنظيمات "جبهة النصرة" و"جيش الإسلام" و"جيش الفتح" و"أحرار الشام". وعلى الرغم من أن الغرب يعدُّ بعض هذه التنظيمات "معارضة معتدلة"، فإنها تتعاون مع الإرهابيين. والمقصود هنا "جبهة النصرة" و"أحرار الشام".
وكانت روسيا قد طلبت من الولايات المتحدة عزل ما يسمى "المعارضة المعتدلة" عن الإرهابيين؛ ولكن واشنطن ليست في عجلة من أمرها؛ ما تسبب في وقوع عشرات الضحايا يوميا بين قتيل وجريح.
وانطلاقا من هذا، يمكن أن نقيِّم بصورة ايجابية نتائج اللقاء الأخير الذي جمع بين وزراء دفاع روسيا وإيران وسوريا، بشأن توجيه الضربات إلى مواقع التنظيمات التي تنتهك اتفاق الهدنة، وفي مقدمتهم "جيش الإسلام" و"جيش الفتح" و"أحرار الشام".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أشار إلى أن الوقت كان كافيا لتتمكن المعارضة من تحديد موقفها. غير أن من الواضح جدا أن الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا والشرق الأوسط لا يسعون لإيجاد تسوية سلمية للنزاع. و"هنا ليس بوسعي سوى تكرار ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد من أن حلب ستكون مقبرة لأردوغان ومسلحيه".
وحول العلاقة بين تفاقم الوضع في حلب وهجوم القوات السورية على الرقة، قال طالب زيفا إن الإرهابيين ظنوا أن بإمكانهم استعادة المواقع التي فقدوها سابقا في حلب، بينما يكون القسم الأساس من القوات السورية منشغل بالهجوم على الرقة. بل، وأكثر من هذا، هم يدركون جيدا أنه إذا نجحت القوات السورية في تحرير الرقة، فإن هدفها المقبل سيكون حلب. لذلك يحاولون التحضير جيدا للمعركة المقبلة.
وإضافة إلى ذلك، فإن استعادة السيطرة على حلب تسمح بفرض شروط جديدة لتسوية النزاع في البلاد بمشاركة التنظيمات، التي تسعى فعلا للتسوية السلمية، وليس بما يسمى "مجموعة الرياض" المدعومة من المملكة السعودية والولايات المتحدة.
ويضيف المحلل السياسي السوري: مع أننا في سوريا نفهم جيدا ألا علاقة لهذه المجموعة بالمعارضة لا من قريب ولا من بعيد، فإنها بالنسبة لواشنطن والرياض تشكل الأمل الأخير في تنفيذ خططهما. وعلى الرغم من أن الرقة تعدُّ معقل "داعش"، فإن الأهمية الأساسية في هذه الحرب تعود إلى حلب، حيث من أجلها ستدور المعركة الحاسمة.
وعن الأكراد و"قوات سوريا الديمقراطية" التي تتوجه نحو منبج، يضيف طالب زيفا: قبل كل شيء، أقول: إن كل من يحارب "داعش" هو حليفنا، والأكراد ليسوا استثناء. ولقد أصبحت المشكلات السابقة في عداد الماضي، والأكراد حاليا جزء لا يتجزأ من سوريا.
وختاما، يقوا طالب زلفا: علينا أن ندرك أنه يعيش إلى جانب الأكراد، العرب والأرمن والآشوريون وغيرهم من القوميات والطوائف. بيد أن الولايات المتحدة تستغل شعور الأكراد القومي، ملمحة إلى إنشاء دولة كردية مستقبلا؛ ولكننا في هذه المرحلة نقاتل ضد عدونا المشترك.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.