يجري الحديث الآن عن استفتاء مزمع إجراءه للتصويت عن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي، ربما هذا يدفعنا لإلقاء الضوء عن الإتحاد الأوربي الذي يعد أحد الأقطاب الرئيسية في العالم، وكيف تأسس هذا التكتل الإقليمي؟ ما الإمكانيات المساهمة في قوته؟ وما مكانته الاقتصادية في العالم؟ هذا ما سنورده بالسطور المقبلة..

 

1- أدت محاولات تجاوز مخلفات الحرب العالمية الثانية إلى تأسيس المجموعة الأوربية للفحم والفولاذ، في عام 1951 من طرف ست دول(فرنسا - ألمانيا - إيطاليا - بلجيكا - اللوكسمبورغ - هولندا)، والتي تهدف إلى تطبيق حرية مرور الفحم والفولاذ بين أعضاء المجموعة، وبعد نجاح التجربة الأولى أدى ذلك إلى توقيع "معاهدة روما سنة 1957، والتي أسست بمقتضاها "المجموعة الاقتصادية الأوربية" للعمل على تحقيق الوحدة الاقتصادية.

 

2- انضمت عدة دول أوربية أخرى على مراحل للمجموعة الاقتصادية،  ليبلغ عدد دول الاتحاد لحد الآن 28 دولة، وأخرهم كانت كرواتيا التي انضمت في 1 يوليو 2013.

 

3- مؤسسات الاتحاد الأوربي هي: مجلس وزاري، البرلمان الأوربي، اللجنة الأوربية، المجلس الأوربي، محكمة العدل.

 

4- أصبح الاتحاد الأوربي قوة اقتصادية عالمية، إذ يشكل الاتحاد الأوربي القوة الفلاحية الثانية في العالم، ويعتبر الاتحاد ثاني قوة صناعية في العالم رغم نقص بعض مصادر الطاقة، كما يعتبر أول قوة تجارية عالمية حيث يحقق 38% من حجم المبادلات العالمية  لكون صادراته من المنتوجات الصناعية تبلغ 85 %.

 

5- للإتحاد الأوربي نشاطات عديدة، أهمها كونه سوق موحد ذو عملة واحدة هي اليورو الذي تبنت استخدامه 19 دولة من أصل الـ 28 الأعضاء، كما له سياسة زراعية مشتركة وسياسة صيد بحري موحدة.

 

6- احتفل في مارس 2007 بمرور 50 عام على إنشاء الاتحاد بتوقيع اتفاقية روما.

 

7- علم الاتحاد الأوروبي يحمل شعار الاتحاد ويحمل معه شعار الوحدة والهوية الأوروبية في اتجاه أوسع، حيث دائرة النجوم الذهبية تمثل تماسك وتناغم الأوروبيين، وبه 12 نجمة رمزًا تقليديًا للإتقان والكمال والوحدة. 

 

8- يمتد الاتحاد الأوروبي على مساحة 3975000 كم². أعلى قمة في الاتحاد هي جبل مونت بلانك (4808 م) والذي يقع بين فرنسا وإيطاليا. أكبر بحيرة هي بحيرة فينيرن في السويد وتبلغ مساحتها 5650 كم². أطول نهر هو الدانوب الذي ينبع من الغابة السوداء في ألمانيا ويجتاز الاتحاد بمسافة قدرها 1627 كم.

 

9- لم يضع الإتحاد الأوروبي بادئ الأمر أية شروط إضافية لانضمام الدول المرشحة للعضوية ما عدا الشروط العامة التي تم تبنيها في الاتفاقيات المؤسسة للإتحاد، لكن الفرق الشاسع في المستوى الاقتصادي والسياسي بين دول أوروبا الوسطى والشرقية ودول الإتحاد دفع مجلس الإتحاد الأوروبي في عام 1993 ليضع ما يعرف شروط كوبن هاغن، والتي تمثلت في شروط سياسية أن تكون الدولة المترشحة للعضوية تتمتع بمؤسسات مستقلة تضمن الديمقراطية وعلى دولة القانون وأن تحترم حقوق الإنسان وحقوق الأقليات، وشروط اقتصادية تتمثل في وجود نظام اقتصادي فعال يعتمد على اقتصاد السوق وقادر على التعامل مع المنافسة الموجودة ضمن الإتحاد، وشروط تشريعية: على الدولة المترشحة للعضوية أن تقوم بتعديل تشريعاتها وقوانينها بما يتناسب مع التشريعات والقوانين الأوروبية التي تم وضعها وتبنيها منذ تأسيس الإتحاد.

 

10- تحاول تركيا جاهدة الانضمام للإتحاد الأوربي الأمر الذي بات غاية في الصعوبة خاصة بعد اعتراف البرلمان الألماني بالمذبحة التركية للأرمن في مطلع القرن الماضي.