الأقباط متحدون - المحبــــــة أعظـم من الرحمـــــة ..!!
أخر تحديث ٠٥:٠٥ | الخميس ١٦ يونيو ٢٠١٦ | ٩بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٦١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

المحبــــــة أعظـم من الرحمـــــة ..!!

 بقلم : نبيل المقدس                     

نحن نعبد اله روحُه المحبة .. اي أن الله محبة .. فأي صفة أخري أو أحاسيس ومشاعر أو أعمال نحو الأخر لا تتم أو تكتمل أو لا يُسر بها الله طالما لا يسبقها  المحبة .  ففي رسالة 1كورنثوس 13 : 1 – 7 أيات تُظهر مدي اهمية المحبة لدينا كمسيحيين وباقي الشعوب:-
 
" إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ.. وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا. وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئًا. الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ،لاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ،وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ،وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
 
   فلو امتلأ أحد بالمواهب ( مثل الرحمة .. عمل الخير .. الإفتقاد .. إلخ) دون محبة لصار مُنفرًا للناس مزعجًا لهم كنحاس يطن. فالموهبة دون محبة هي كبرياء ومجد ذاتي.  حتي ولو أطعمنا الفقير وقدمنا له حياتنا بدون محبة فلا  ننتفع شيئا . 
 
     نحن الأن في صدد المحبة والرحمة .. سمعت بعض الإخوة من الأخرين يقول أن المحبة فشلت , فأتوا بالرحمة .. لكن أحب أن أوضح لهم أن الرحمة بدون محبة لا تنفع بشيئ .. فأعظم أية عن المحبة وقوة المحبة هي التي جاءت في الأية 8 من نفس الأصحاح " اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي، وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ." هذه الأية هي أجمل ختام لمجموعة الأيات عن المحبة و التي ذكرتها سابقا .. فثبات المحبة ياتي من ثبات الله نفسه , فالله محبة .. والله لا يفشل ابدا. 
 
      ولنا مثال قاله الرب يسوع يمثل اعظم مثال يبين فيه قوة المحبة كما انها تسبق الرحمة . هذا المثل هو السامري الصالح . لوقا 10: 25 – 37 .. كلنا نعرف هذا المثل حيث نتعلم من يسوع أن المحبة هي السبب في قيام السامري بتقديم الرحمة للمصاب اليهودي .. في المقابل نجد أن عدم وجود المحبة لللآوي والفريسي اللذان مرا علي الرجل الجريح الملقاه في الطريق ولم يلتفتا إليه لأنهما كانا فاقدين المحبة .. بالإضافة أنهما فاقدي روح الإنسانية المحبة بدون أغراض .. لكن الحب الذي ملأ قلب السامري جعله  يدنو من الجريح اليهودي وسكب زيتا وخمرا على جراحه وضمدها، ثم حمله على دابته وجاء به الى فندق واعتنى بأمره. وفي الغد اخرج السامري دينارين، ودفعهما الى صاحب الفندق وقال له: اعتني بأمره، ومهما انفقت زيادة على ذلك أوفيك عند عودتي. ونتساءل بنفس السؤال الذي طرحه يسوع لمعلم الشريعة ؟؟ أي واحد من هؤلاء الثلاثة كان في رأيك "قريب" الذي وقع بأيدي اللصوص؟"فأجابه معلم الشريعة:" الذي عامله بالرحمة", فقال له يسوع:" اذهب أنت وأعمل مثله". أكيد هذا المعلم للشريعة اليهودية أخذ بعضهُ وترك المكان لأن قلبه لا حُب فيه ..!
     تتنوع المشاعر التي يشعر بها الإنسان خلال حياته، وتكون هذه المشاعر تبعاً لمواقف أو أشخاص معينين، وتُعتبر المحبة أول المشاعر الجميلة التي تُولد مع الإنسان وتنمو معه لو البيئة التي يعيش فيها سوية ,فتغير من نظرته للعالم من حوله ويصبح إيجابياً أكثر، وهي العلاقة الإنسانية التي تجمع بين الأشخاص المختلفين جنسيا ودينيا وعمريا وإجتماعيا في حياته , فالمحبة الحقيقية تسعي إلي عمل الرحمة للأخر , وإذا كانت الرحمة بلا محبة تجعل الذي قام بها يشعر  بالكبرياء , طالبا المجد له , والإفتخار والإعتزاز بنفسه . 
 
   الله رحمنا من عقاب الخطيئة لأنه أحبنا .. و تجسد في المسيح ومن محبته لشعوب الأرض كلها  ضحي بالمسيح من اجل رفع الخطايا التي توارثناها من أدم  " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." فلولا محبة الله لنا لما حمل عنا ثقل الخطية , ورحمنا من الموت الأبدي. 
 
   المحبة تجعل الشخص رحيم وشفوق وأمين ومخلص , لا يغتاب , ولا يسرق , ولا ينتقم , ولا يخاصم , ولا يحسد ولا يكذب ... إلخ . 
   نعم جميع الصفات في الإنسان تسقط .. لكن المحبـــة لا تسقط ابدا .. فهي موجودة معنا علي الأرض وتعلو معنا إلي السماء .. حيث إلهنــــــا المُحب, جالس علي يمين العظمـــة .....!! 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter