مطالبات بالتوقف عند إرتدائه موقتًا مع تفشي الإرهاب
إيلاف من نيويورك: مخاوف الجالية المسلمة في الولايات المتحدة الأميركية تتصاعد. الإعتداءات التي ينفذها أشخاص لهم إرتباطات بجماعات "إرهابية" تنعكس بشكل كامل على المسلمين، الذين وجدوا أنفسهم فجأة بين مطرقة "الإرهابيين" وسندان الراغبين في الوصول إلى البيت الأبيض، كدونالد ترامب.
فترة عصيبة يعيشها هؤلاء، ويذهب بعضهم إلى حد القول إن المرحلة التي تلت حادثة 11 سبتمبر كانت أرحم إلى حد ما من الأيام الحالية، فآنذاك لم يكن هناك موسم إنتخابي، ولا مزايدات، من أجل إستقطاب الأصوات، والإدارة السابقة قالت صراحة إن حربها موجّهة ضد تنظيم القاعدة وحليفته حركة طالبان، أما اليوم فالقضية تبدأ عند منع المسلمين من دخول البلاد، ولا تنتهي بإقتراحات تتضمن تشديد المراقبة عليهم.
أعلى مستويات للرعب
بعد حادثتي سان برناردينيو في كاليفورنيا ونادي المثليين في فلوريدا، وصل الرعب إلى أعلى مستوياته، فعلى الرغم من الخطاب الهادئ الذي يتبعه معظم السياسيين في البلاد - باستثناء ترامب - حيال المسلمين وتشديدهم على ضرورة عدم تحميلهم مسؤولية أفعال فئة ضئيلة منهم، إلا أن الخوف من ردود فعل يقوم بها بعض العنصريين، الذين يتأثرون بالخطابات العدائية، دفعتهم إلى محاولة البحث عن خيارات صعبة لإتقاء شر ما قد يحدث.
المادة الأكثر جدلًا
يشكل موضوع الفتيات المسلمات المحجبات في الولايات المتحدة اليوم، المادة الأكثر جدلًا. وخوف العائلات المسلمة من تعرّض المحجبات من أفراد أسرتهم لأعمال عدائية، دفعها إلى بذل جهود كبيرة في سبيل تجنيبهن التعرّض لمواقف محرجة، وذلك عبر محاولة إقناعهن بضرورة عدم إرتداء الحجاب لفترة موقتة ريثما ينجلي غبار عاصفة التحريض.
عودي إلى بلدك
دنيا صبية مسلمة، ولدت في نيويورك، ارتدت الحجاب منذ سنين، رغم أن عائلتها لم تفرض عليها ذلك. سارة مقتنعة بأن تكون محجبة، ومتمسكة أكثر من أي وقت مضى بهذا الموضوع، رغم المواقف التي تعرّضت لها.
تخبر دنيا موقع "إيلاف" عمّا تتعرّض له من إساءات صادرة من موتورين، بحسب قولها، فأي صبية محجبة بنظر هؤلاء هدف لتظهير عنصريتهم المقيتة تجاه الجالية المسلمة. تضيف "هناك حوادث عديدة تعرّضت لها، فعلى سبيل المثال بعد هجوم سان برناردينيو الإرهابي، كنت ومجموعة من أصدقائي في مانهاتن، وعندما حاولت ركن سيارتي، علا صراخ أحد الأشخاص، وتقدم بإتجاهي، وسخر مني بطريقة مقيتة، قائلًا، بإمكانك فعل ما تريدين هنا، لأن الله معك كما تعتقدين، عودي إلى بلادك أيتها الإرهابية، لا مكان لكم هنا".
دنيا لم تدع هذا الموضوع يمر مرور الكرام، فدخلت في مناوشات كلامية مع الرجل الذي كان محاطًا بعدد من الشبان، وتشير إلى أن أحدهم اقترب من رفيقتها، وحاول نزع حجابها، ولم تنته القضية إلا بعدما أوحت دنيا لهم أنها بصدد الإتصال بالشرطة لطلب النجدة.
نرفض خلعه
قضايا مماثلة حدثت مع فتيات محجبات، ولكن لم تخرج إلى الإعلام. تقول دنيا: "عائلاتنا أصبحت تتمنى علينا التوقف عن ارتداء الحجاب في هذه الفترة، وتدعم هذه الفكرة بأنها لا تشكل خروجًا عن مفاهيم ديننا الحنيف، ولكننا كفتيات نرفض هذا الموضوع جملة وتفصيلًا".
رأي مراجع دينية
هل توقف المحجبات عن ارتداء حجابهن في المجتمعات الغربية وسط ظروف غير طبيعية ولفترة موقتة، يتنافى مع الديانة الإسلامية، سؤال طرحته "إيلاف" على عدد من العلماء والشخصيات الدينية، جواب هؤلاء جاء بشكل قاطع: "وسط الظروف المحيطة فإن هذه الخطوة لا تعتبر خروجًا عن الدين".
قصة عمار بن ياسر
دعم هؤلاء موقفهم بأحداث مشابهة حدثت على أيام الرسول "فعندما كان الصحابي عمار بن ياسر يتعرّض للتعذيب على يد المشركين من قريش في الصحراء لإرغامه على الكفر بدين محمد، كفر سيدنا بالدين لفظيًا، وليس قلبيًا، لأن حياته كانت مهددة، وعندما أخبر الرسول بما حدث، طمأنه إلى أن إيمانه لم يتزعزع أبدًا".
يضيفون: "النفس البشرية في ديننا أهم من كل شيء، ولذلك الحديث النبوي يقول، لهدم الكعبة أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم بغير حق".