الأقباط متحدون - نخوتنا العربيّة فالصو
أخر تحديث ١٧:٢٨ | الجمعة ١٧ يونيو ٢٠١٦ | ١٠بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٦٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

نخوتنا العربيّة فالصو

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 زهير دعيم
قرأت اليوم الجمعة  2016 \ 6 \ 17  خبرًا في احدى الصُّحف الشفاعمرية أزعجني جدًّا  بل آلمني؛ خبرًا بل قل فيلمًا مرعبًا ترويه " بطلته " وهي احدى المُربيّات الفاضلات والتي أعرفها منذ سنين كثيرة وأكنّ لها التقدير والإعجاب ، هذه المربيّة كانت في طريقها للقيام بواجب العزاء في عصر أحد الأيام في شفاعمرو- مدينة القلعة –فهاجمها  ودون سابق انذار رجل مختلّ نفسيّا له سوابق عديدة في مثل هذه الامور واعتدى عليها وأشبعها لكمًا ولطمًا وركلًا والكلّ يتفرّج ظنًّا منهم أنّها زوجته ، والمربيّة تستنجد وتستغيث وتطلب المعونة  ولكن لا حياة لمن تنادي.

  شعبنا – ليس في شفاعمرو فقط – بل في كلّ مكان تحت الشمس في وطننا ، شعب بارد  - عُذرًا- شعب لا مبالٍ يتشدق بالخير والنخوة والمحبّة واغاثة الملهوف تشدقًا ليس الّا ، فينطبق عليه القول المأثور : " أسمع جعجعةً ولا أرى طحنًا "..وشوفوني يا ناس ، مظاهر لا غطاء ولا طائل لا تحتها ولا فوقها..

فلنحسب جدلًا أنّ هذه المرأة التي تُركل وتهان وتُضرب فعلًا هي زوجة هذا الرجل الظالم والفظّ أليس من واجب وحقّ  الرجولة علينا ومن واجب والانسانيّة أن نهبّ لحمايتها من براثنه بل وتأنيبه  على فعلته ، فعهد العبودية والدّونيّة انقضى وولّى الى غير رجعة ، وليس من حقّ الزوج ابدًا أن يستعمل رجولته !!!! في مثل هذا التصرّفات التي تحطّ من قيمة الحيوان – عذرًا قصدت الانسان-

 والسؤال هو : أين النخوة العربيّة التي نتشدّق بها ليل نهار؟ أين الانسانيّة التي جعلتنا نسمو فوق الوحشيّة التي تجلّت في هذا الاعتداء الآثم؟

  تذكرني هذه القصة الحزينة المأساويّة بمقولة : " بعدي الطّوفان" وكما قلت العرب وما زالت تقول :"  إن حادتْ عن ظهري بسيطة " .. بسيطة !!! فليحسب كلّ واحد منّا ان هذه المربيّة الفاضلة المعتدى عليها دون أيّ ذَنْب هي أمّه ، أخته ، زوجته ، بنته ، فهل يرضى ويريدها أن تشبع ضربًا والناس يتفرّجون؟ أو في افضل الحالات يمرّون مرّ الكرام وكأنَّ لسان حالهم يقول : شو خصنّي ..يصطفلوا!!

ثمّ أين المؤسسات  التي تهتمّ بمثل هذا الانسان  والذي لا الومه هو ؟ بل الوم الاطر التي افلته وجعلته رصاصة طائشة قد تصيب كلّ واحد فينا .
حقيقة أنا لا اضع اللوم عليه فهو لا يدري ما يفعل ، فالعقل زينة وأكثر.

 المربيّة الفاضلة : ما زال في الدُّنيا خير ، وقديمًا قالوا : " إن خليت بليت" ..حظّك كان تعيسًا فإنّ الذين مرّوا وقت الاعتداء من الصنف الذي اريده ان يتغيّر ويتبدّل ويشعر مع الغير بل ويشعر مع مجتمعه وأنّ اللامبالاة آفة تصبغ حياتنا بالمرارة والتعاسة ،  " ومكانك عًد" .

أشدّ على يديك المربيّة الفاضلة والقديرة وأقول لا يضير الشمس غيمة صغيرة تغطّي للحظات وجهها ، فهي  ستنجلي حتمًا  بعد لحظات او تندثر وتسقط رذاذًا..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع