الأقباط متحدون - إنقلاب فاطمة ناعوت
أخر تحديث ١٧:٥٦ | السبت ١٨ يونيو ٢٠١٦ | ١١بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٦٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

إنقلاب فاطمة ناعوت

فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت

كتبها Oliver
ليس من العدل أن ننسي لفاطمة ناعوت تعاطفها و تصريحاتها و دفاعياتها لأجل الأقباط.ليس من العدل أن ننسي أنها كادت أن تكون قبطية اللغة و الفكر و الهوية.ليس من الإنصاف أن ننسف كل رصيدها عند الأقباط لسبب خلاف قد توجد له مبرراته الشخصية عندها أو السياسية .

كما ليس من العدل أن نقبل من فاطمة تهم تلصقها بأقباط المهجر دونما دليل أو تحديد.

نكن لفاطمة الإحترام و لسبب رصيدها معنا فنحن بهذا الرصيد نتساءل.منذ متي ترين بعض الأقباط يرغبون منك أن تهاجمي الدولة المصرية؟ و كيف و أنت تقولين أنك وصلت إلي النضج السياسي نجدك تخلطين بين عرض قضايا الأقباط و السلوك العنصري الممنهج ضدهم و بين مهاجمة الدولة المصرية؟ هل نقد الأخطاء هجوم علي الدولة؟أم هجوم علي الأخطاء و مرتكبيها و محاولة الحد من هذا الإضطهاد العلني و المستتر الذي تمارسه الكيانات الإرهابية المتسترة وراء وظائفها سواء في المحافظات أو في الشرطة .

 دعيت فاطمة من منظمة التضمن القبطي لحضور مؤتمر أسمه(مستقبل الأقليات في مصر) و السؤال السهل لو كانت فاطمة ناعوت لا تري في مصر أقليات فلماذا حضرت المؤتمر لأن المؤتمر لا يتحدث عن شيء آخر سوي الأقليات؟ لماذا لم تعتذر؟ أم أنها كانت مكلفة بهدم أو إفشال المؤتمر؟ أم وجدت الأقباط فرصة تتسلقين عليها للوصول إلي شيء ما في خاطرك؟ كلها إحتمالات مشروعة و ليست إتهامات بعد.

الأستاذ مجدي خليل شخصية مدققة و واعية جداً و سياسية بحكم التعليم و الممارسة.فكيف لم تديري حواراً معه بإعتباره من دعاك للمؤتمر لتتيقني من هدف المؤتمر و مصداقيته؟ أم أنت أردت مفاجئة الجميع لكي تفعل المفاجأة تأثيرها المنشود كرسالة موجهة لأحد ما في مصر و لسبب ما في مصر.

ها قد إختلفتي معنا في أمر تعتقدين أنه هامشي لكننا نراه جوهري.فعلي أساس إعتبارنا أقلية تنبني بقية حقوقنا في شتي المجالات.لذلك فإنكار أننا أقلية ينسف كل ما نستحقه من حقوق معتمدة بكافة المواثيق و الأعراف الدولية.

و إليك بعض ما كتبته عن الأقليات في العالم دون أن يؤدي ذلك لثورات و فوضي في أي دولة:
www.ankawa.com/forum/index.php

نحن نعترف لك بتعقيد موقفك السياسي و الشخصي.و أن بيانك هذا الذي يتهم (بعض ) أقباط المهجر يمثل لنا صناعة شيطان موازي للإخوان الإرهابيين حتي يقال في الإعلام عندنا و عندهم متطرفين.لا سيدتي الفاضلة.ليس في أقباط المهجر من ينتظر تفضلك أن تتكلمي بإسمنا و تهاجمي لنا الدولة المصرية مجاملة منك.و هل قلت حيلتنا؟و هل قصرت عنا لغة الخطابة؟ و هل نجهل نحن طرق الهجوم و الدفاع؟ و لماذا ننيب أحد للحديث بإسمنا مه جزيل إحترامنا لشخصك؟ هل ترينا قليلي الحيلة مثلاً؟

رأيي الشخصي و من الوارد أن يكون خاطئاً أنك تقدمين رشوة سياسية مقابل إنهاء قضيتك بقرار سياسي.رأيي الشخصي أنك تفقدين جمهوراً من الأقباط لن يصدق ما ورد في بيانك.رأيي الشخصي و قد لا يهمك أصلاً هذا الرأي هو أنني أتعاطف مع قضيتك و أختلف مع بيانك.

ما كان يجب أن يكون الأقباط هم الورقة المحروقة التي تقذفين بها في وجه النار خلاصاً بنفسك.

و ما أسهل إضافة كلمة (بعض) قبل أن تقولي أقباط المهجر و كأن لديك فرز يكشف هذا البعض الذي يريدك أن تهاجمي الدولة.و كأن الأقباط يرتضون بتهمتك ما دمت قد أطلقت لفظ (بعض) قبل إطلاق التهمة. نعم لسنا ملائكة لكن عليكي عند الإتهام أن تقدمي دليلاً و إلا فيعود عليك إتهامك و يدينك.

إطمئني يا سيدتي نحن نعرف أن كلمة بعض التي أضفتينها لن تغير المعني و لن تمر ببساطة كما تعتقدين.فليس هناك بعض أو كل من أقباط المهجر يضمرون بدولتهم شراً.و لا ينتوون أن يهاجموا دولتهم لكنهم يشرحون مظالمهم و يفندون مظاهر التعنت الواضح في معاملة الأقباط.إطمئني فإن محافظ المنيا و محافظ بني سويف قد قدما دليلاً يكفي للهجوم علي سياسة الدولة ضد الأقباط أكثر مما يرغب أقباط المهجر.إطمئني فلا حاجة لنا لأحد يستخدمنا ورقة للمساومة أو يضحي بنا كمن يقذف الأمتعة من السفينة الغارقة.

سنبقي نحترمك لكن لن نتوقع منك فكراً كنت تلمحين أنك تمتلكينه و تستخدمينه للدفاع عن الأقليات.

لن أكلمك كثيراً عن الأقليات.أنت مثقفة فإقرأي بنفسك تعريف الأقليات في القانون الدولي و في المواثيق الخاصة بالأمم المتحدة ثم ضعي الأقباط تحت ضوء هذه التعريفات و أحكمي بنفسك هل هم أقلية دينية و مضطهدة أم لا؟ و لو لم تسعفك معرفتك القانونية أشير عليك بأن تطلبي و سأوافيك بما يكفي و يزيد عن إعتبار الأقباط اقلية.و لي سؤال ساذج و سهل.إذا لم يكن الأقباط أقلية فلماذا يقال أن (أغلبية) الشعب المصري مسلم؟ فهل توجد أغلبية دون أقلية ؟

كان يمكنك أن تتجنبي الحديث عن الأقباط كأقلية دون إتهام أقباط المهجر بما يشبه التخوين.كان يمكنك بمزيد من كياستك المعهودة أن تقفي بعيداً عن صناعة عدو جديد للدولة فأقباط المهجر ليسوا هذا العدو.و قد ساهموا بالكثير من التحويلات و الإستثمارات للدول المصرية  التي لا يريدون أن يهاجمونها بل يريدونها عادلة منصفة مساوية للجميع في معاملاتها و علاقتها الرسمية و الشعبية.

أقباط مصر  صبحوا علي مصر و مسوا علي مصر و صيفوا مع مصر و شتوا مع مصر أكثر من العرب مجتمعين.فرفقاً بأقباط المهجر.لا تشيطنوا أقباط المهجر حتي تتوازن معادلة الإجرام مع الإخوان المسلمين لأن الحقيقة أن أقباط المهجر يبنون و الآخرون يهدمون و يتلفون و يحرقون و يسرقون و يدلسون .
و إذا كان ثمن حل قضيتك الشخصية هو هذه الإساءة و الإتهام المجافي للحقيقة فإنني أقول لك بصدق أن مشكلتك لن تحل أبداً حتي تضعي كل كلمة في موضعها الصحيح و تراجعي نفسك و إلا فنسنصدق ساعتها الذين يعتبرونك متمثلة بالحملان و لست حملاً.

قولي لي لماذا تحرق الكنائس هذه الأيام و كأن الفوضي عادت؟ قولي لي لماذا ينهبون الأقباط و كأن الشرطة  قد غابت؟ قولي لي لماذا يسوفون في إصدار قانون بناء الكنائس و كأن الإخوان تحكم؟قولي لي لماذا تخرج ضد كنائسنا المظاهرات و كأننا في غابة؟  قولي لي عن محافظ البيضة المسلوقة و محافظ اللحمة بتوع لفظ الجلالة.أين راحت الجلالة مع الأقباط في المحافظتين؟ و لماذا الآن؟ و هل لما يتم تسليم أربعة آلاف مسجد للسلفيين نتوقع خيراً لأقباط مصر؟ أم أنهم يسلمونهم الأقباط مسلوقين و مذبوحين كالبيضة و اللحمة بتوع لفظ الجلالة ثم بعد ذلك تعترضين أننا أقلية؟ نحن لم نصل إلي مستوي الأقلية بعد لأن الدولة حتي الآن لا تعترف أننا موجودين في التعداد و في القيادات و في الصحف و في الطب و الجيش و الشرطة و الرياضة.

لا زال أمامنا شوطاً نقطعه لكي نصبح أقلية.فنحن لا زلنا عند البعض غير موجودين.

عيب يا أستاذة أن تغمضي عينك عن الحقيقة.إنها إساءة لك و ليس لنا.أما نحن فقد إعتدنا علي هذه السلوكيات.إنها مثل الجلسات اللعينة المسماة كذباً بالصلح.فعنوانها صلحاً و حقيقتها ظلماً و تهجيراً و نكراناً للمظلومين و تشجيعاً للمعتدين و إسم الجلسة صلح.إياك أن تكوني صلحاً بهذا المعني.إياك أن تتظاهري بغير ما تبطني.فاللعب مع حق الأقباط عقابه مر.و الجرح أكثر ضراوة إذا جاء من الأحباء. فإبقي فاطمة التي نعرفها أو تخسرين أكثر مما تتوقعي.

لك تحياتي لو قبلتي تحياتي.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع