بقلم : وسيم السيسي | السبت ١٨ يونيو ٢٠١٦ -
٣٤:
٠٦ م +02:00 EET
وسيم السيسي
بدعوة كريمة من وزارة الثقافة لتكريمى الجمعة 10 /6، ممثلة فى مدير قصور الثقافة الأستاذ أشرف أبوجليل، ومجموعة من المتحدثين هم الأستاذ نبيل زكى، الدكتورة إقبال بركة، الأستاذ فايز فرح، ومقرر الحفل أ.د.محمود خيال، جاء الوزير الأستاذ حلمى النمنم وسلم علينا جميعاً، وفى نهاية الحفل قدموا لى ميدالية وزارة الثقافة الذهبية تعبيراً عن تقدير وزارة الثقافة لروادها والعاملين من أجلها.
تحدث الأستاذ أشرف أبوجليل كيف قام بمسرحية تاريخية فى صالون المعادى الثقافى عندى، وكيف أن حب مصر رآه مغزولاً فى جنباتى! ثم تحدث دكتور خيال، وكيف أنه مما ساعدنى على الوصول إلى دقائق الحضارة المصرية أنى أتمتع بذاكرة فيل، على حد تعبيره! ثم تحدث الأستاذ نبيل زكى وكيف أنه لا توجد دولة فى العالم تحتقر تاريخها إلا مصر، فكانت النتيجة.. التخلف، والتعصب، والشعور بالدونية، حتى ظهر د.وسيم السيسى متحدثاً عن حضارة مصر قبل آثارها، بأسلوب بسيط سهل وصل لقلوب الناس جميعاً، فكان البعث.. بعث الروح الوطنية وإلقاء الإحساس بالدونية، والتحرر من التعصب، والتف الناس جميعاً حول مشترك أعظم هو الحضارة المصرية، ثم وصفتنى الدكتورة إقبال بركة - هذه المناضلة الشرسة من أجل كرامة المرأة فى مصر والعالم العربى - بعلى بابا الذى اكتشف كنوز مصر الحضارية ولكنه بدلاً من أن يأخذها، نصب نفسه حارساً عليها، كما وصفتنى هذه الكاتبة الجميلة بأنى نحات بارع صنع من صلصال المعرفة تمثالاً عملاقاً يثير الدهشة والإعجاب، ونفى عن معشوقته «الحضارة المصرية» ما يردده الجهلاء بأنها حضارة وثنية، وهم الذين علّموا العالم البعث والخلود، حتى إن كلمات صوم - حج - زكاة - كعبة - ماعون - ثواب - موت - حساب... إلخ كلها كلمات مصرية قديمة منذ عصر الفراعنة، كما نفى عنهم الظلم والسخرة، وأن العدالة منهم، والعلوم جميعاً منهم، وحتى جينات العالم الأوروبى والآسيوى منذ 55 ألف سنة منهم!.
وأخيراً تحدث الإذاعى الكبير وكيل وزارة الإعلام سابقاً الأستاذ فايز فرح.. «ابن بطوطة».. الذى ارتحل إلى جميع أنحاء العالم سواء بالفكر أو الترحال، تحدث عن والدى وكيف كان أستاذاً للإنجليزية فى جامعة شيفلد، وأنه كان مفكراً.. فيلسوفاً.. أديباً، مترجماً فى مشروع الدكتور طه حسين - الألف كتاب - وكيف ورثت عنه حب المعرفة والبحث عن الحقيقة، كما شارك الدكتور خيال فى رأيه أنه إذا نسى شيئا من مؤلفاته وهى بالعشرات، لجأ إلىَّ حتى أذكره بما جاء فيها!.
جدير بالذكر أن الأستاذ فايز فرح زوج الأستاذة منى الملاخ الكاتبة الصحفية فى مجلة المصور وهى ابنة أخ عالم المصريات ومكتشف مراكب الشمس كمال الملاخ.
جاء دورى أخيراً فى الكلام.. قلت: منذ صباى وأنا أحس بالأسى والألم لشعبى، والناس من حولى.. يختلفون، يتشاجرون، يتعصبون، تعليم سطحى.. يفرِّق ولا يوحد، يزرع بذور الشقاق والكراهية، اهتديت إلى أن المقدس الذى يجمعنا سوياً، ويعيد لنا حبنا وتوحدنا وكرامتنا أمام أنفسنا والعالم هو تاريخنا وحضارتنا، أراد الدكتور فرج فودة نفس الهدف، سلط الضوء على حقبة تاريخية، أزال عنها الغبار، ولكنهم بكل أسف أساءوا فهمه، فكان اغتياله فى مثل هذه الأيام.
لم أذكر فى هذا الحفل الجميل كيف كان فرج فودة وحسين بيكار من أعز الأصدقاء، وكم سهرنا.. على آلة حسين بيكار الموسيقية - البزق - وهو يشدو: أعطنى الناى وغنّ، فالغنا سر الوجود، وحين ارتحل فرج فودة عن عالمنا - قبل السقوط - وهى أحد مؤلفاته، أرسل لى الفنان الكبير حسين بيكار مرثية عن فرج فودة منها:
منين أجيب الكلام اللى بيه يتوصف ألمى
وإزاى أبوح بالألم من بعد ما اتقصف قلمى!
ياللى زرعتوا الكره فى قلوبكم وعملتوا منه شعار
ليه تقتلوا النفس البريئة علنا وف عز النهار؟
امتى الضمير الحر يبقى شعار وعقيدة؟!
مش قناع زايف يتلبس فى المناسبات العديدة! إلخ.
مصر ولّادة أيها الأصدقاء، ولكن قد يغلب الباطل الحق فى كثير من الأحيان، مثل ما حدث لجاليليو وبرونو وكوبرنيكس، وتوماس مور، الشيخ على عبدالرازق، والنقراشى، الخازندار، ولكن يبقى للحق ميزته الكبرى التى ينفرد بها، أنه يجعل من أصحابه رواداً للحق ومصابيح للتاريخ «توماس جيفرسون».
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع