كتب : سامح جميل
استسلام الفرنسيين أمام القوات النازية بقيادة رومل في معركة دنكرك...
معركة دنكيرك هي إحدى المعارك البارزة خلال الحرب العالمية الثانية التي نشبت بين قوات الحلفاء وألمانيا النازية، اندلعت على الجبهة الغربية في أثناء معركة فرنسا. شهدت معركة دنكيرك دفاع قوات الحملة البريطانية وبقايا القوات الفرنسية عن ميناء دنكيرك آخر الموانئ المتبقية في أيدي الجيش الفرنسي، وذلك في أثناء عملية إجلائها عن المدينة التي امتدَّت أسبوعاً من 26 مايو إلى 4 يونيو عام 1940 والتي انتهت بنقل ثلث مليون جندي.
بدأت معركة فرنسا في العاشر من مايو عام 1940، ونجحت سريعاً "مجموعة الجيوش الألمانية باء" في الشرق بغزو هولندا واحتلالها، ثم تقدَّمت غرباً باتجاه بلجيكا. وعلى إثر ذلك أطلق القائد الأعلى لقوات الحلفاء موريس غاملان "الخطة دال" التي كانت تعتمد بشكل أساسي على تحصينات خط ماجينو الدفاعي. وقد أمر غاملان القوات الخاصعة لقيادته - وهي ثلاث جيوش آلية والجيشان الفرنسيَّان الأول والسابع وقوات الحملة البريطانية - بالتوجُّه إلى نهر دايل لتحصينه، إلا أن "مجموعة الجيوش الألمانية ألف" تمكَّنت في هذه الأثناء بالرابع عشر من مايو من اختراق الأردين متّجهة بسرعةٍ نحو ثغرة سيدان، ثم استدارت شمالاً باتّجاه القنال الإنكليزي لتلفَّ من وراء قوات الحلفاء وتُطوِّقها تطويقاً هائلاً، فيما دعاه الجنرال الألماني إريش فون مانشتاين "ضربة المنجل" التي تركت الحلفاء تحت الحصار
شنَّ الحلفاء سلسلةً من الهجمات المضادَّة، مثل معركة أراس، إلا أنَّهم فشلوا في صدّ الألمان، فبلغ هؤلاء الساحل الفرنسي بحلول العشرين من مايو، ليقطعوا خطوط الاتّصال بين قوات الحملة البريطانية والجيش الفرنسي الأول والجيش البلجيكي. وبعد أن وصل الألمان إلى ساحل القنال أخذوا يزحفون شمالاً بحذائه، ليهدّدوا بتطويق وأسر القوات البريطانية والفرنسية قبل أن يتمَّ إجلاؤها إلى بريطانيا.
وفي هذه الأثناء، قرَّر الألمان - في أحد أكثر قرارات الحرب جدليَّة - تعليق الزَّحف باتّجاه دنكيرك، إلا أن أدولف هتلر - على عكس الاعتقاد السائد - لم يكن صاحب هذا القرار، إنَّما الجنرالان غيرد فون رونتشتيت وغونثر فون كلوج، إلا أن هتلر صادق على القرار في الرابع والعشرين من مايو بموافقة القيادة العليا للفيرماخت.وقد استراح الجيش الألماني لثلاثة أيام، وفي هذه الأثناء بنى الحلفاء خطاً دفاعياً وبدؤوا حملة عملاقة لإجلاء قواتهم عن مدينة دنكيرك، شاركت فيها القوات البحرية والسفن التجارية وحتى زوارق الصيد الصغيرة، لتصبح حملة شعبية لإنقاذ الجيش البريطاني. وفي النهاية نجح الحلفاء بإنقاذ 330,000 جندي،إلا أنهم خسروا 40,000 آخرين بقوا في المدينة أسرى للألمان، كما وقد حظي الألمان بغنائم ضخمة وكميَّات هائلة من العتاد الذي خلَّفته وراءها قوات الحلفاء...!!