الأقباط متحدون - المهندس سيد عبد العزيز.. عشوائيات الجيزة ومشاعر الأقباط
أخر تحديث ٠٩:٠١ | الجمعة ٢٦ نوفمبر ٢٠١٠ | ١٧هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢١٨ السنة السادسة
إغلاق تصغير

المهندس "سيد عبد العزيز".. عشوائيات "الجيزة" ومشاعر الأقباط


بقلم: محمد بربر
العشوائيات التي تسيطر على مناطق محافظة "الجيزة"، وأطنان القمامة ومقالبها المنتشرة فى أنحاء المحافظة، والشوارع المتهدمة، وإشغالات الطرق التى أصبحت بمثابة لافتة كبيرة ترشد الزائرين أن "أهلا بكم فى محافظة الجيزة".. ما سبق يُعد مشكلات تؤرق الأهالي، حتى أنهم تقدَّموا ببلاغ للنائب العام منذ عدة شهور يحمل رقم ٤٤١٤/ ق بتاريخ ٩/٨/٢٠١٠ ضد المحافظ بسبب تقاعس المحافظة عن إزالة الإشغالات ورفع القمامة، ولكن كانت النتيجة بلاجدوى.

أن يخفق مسئول فى حل مشكلات وقضايا المحافظة أمر كارثي يلزم المساءلة القانونية. لكن الكارثة بعينها حين يتحول المسئول إلى خصم صريح للمواطنين، فلا هو يحل مشكلاتهم بنفسه، ولا يتركهم يبحثون لها عن الحلول. هذا - باختصار- هو حال المهندس "سيد عبد العزيز" محافظ الجيزة. فالرجل الذى يهتم بكاميرات الصحافة وحلقات التليفزيون التى يصحبها معه وهو يقضى العيد مع مرضى مستشفى "بولاق"، ويخصص نصف مليون جنيه من ميزانية الدولة لاستكمال وتوفير الأجهزة اللازمة لعلاجهم، يقع فى تناقض كبير حين يتجاهل مشاعر مواطنين مصريين مسالمين ويصنع من نفسه خصمًا لهم، أيضًا على شاشات الفضائيات.

السؤال الذى يطرح نفسه هنا، لماذا أصرَّ محافظ "الجيزة" على تحدى مشاعر الأقباط فى وقت تعانى فيه "مصر" من الاحتقان الطائفي بكل صوره وأشكاله؟ لماذا لم يستخدم المحافظ قنواته الرسمية مثل إرسال إنذارات للقائمين على العمل، أو حتى يرسل لاستدعاء قيادات الكنيسة أو التواصل معها؟ أم أن تقبيل المحافظ لرجال الدين المسيحى فى المناسبات الرسمية لم يخلق بعد نوعًا من التواصل الإنسانى فيما بينهم؟ ولماذا لم يفكِّر المهندس "عبد العزيز" فى نتائج ما فعله؟ فقد دفع بقراره الخاطىء البلد إلى مزيد من التعصب والطائفية.. وهل كان سيتراجع عن قراره حين يعلم أن هذه الأحداث ستسقط قتلى ومصابين لا ناقة لهم ولا جمل؟

العنف الشعبي الذى بات يشهده المجتمع المصرى يتزايد كلما سنحت الفرصة. وخطأ المحافظ كان فرصة عظيمة لإشعال نيران الفتنة مرة أخرى، حتى وإن كان تصرف المسلمين مع القضية تصرف وطني يضرب أروع الأمثلة فى الوحدة الوطنية، خاصةً بعد رفعهم لافتات كتبوا عليها "يحيا الهلال مع الصليب"، و"لا لمنع إقامة أماكن العبادة"، و"أنا مسلم وأرفض اضطهاد ضباط الشرطة للأقباط والمسلمين".. هنا إذن يتحمل "عبد العزيز" المسئولية كاملة، وهنا يفرض السؤال نفسه وبقوة: إلى متى يعاني المصريون من ضعف المستوى السياسي للمحافظين؟ ولماذا لا يصبح الأمر بيد رئيس الجمهورية؟ فهو الأجدر بتحمل هذه المسئولية، وحتى لا يسقط آخرون ما بين قتلى ومصابين!

دائرة الضوء المسلَّطة على المهندس "عبد العزيز" محافظ "الجيزة" الآن هى من صنع يده. فهو الذى طالما أجاد استخدام الكاميرا فى الإعلان عن إنجازات المحافظة وأنشطة المحافظ اليومية، لكن الآية انقلبت، فحتى الحزب الوطني وعلى لسان أمينه بمحافظة "الجيزة" الدكتور "شريف والى"- رأى أن وقف بناء كنيسة "العذراء والملاك" بـ"العمرانية" قرار خاطىء؛ لأنه أضرَّ بمشاعر الأقباط. موضحًا أن المحافظة اتفقت مع عدد من القساوسة والقيادات الكنسية لإصلاح المخالفات، تمهيدًا للموافقة على استكمال بناء الكنيسة.

المثير للدهشة أن المتابع لتصريحات محافظ "الجيزة" لوسائل الإعلام، يجدها تحتوى على قدر كبير من "الشو الإعلامي"، فهو منذ أن تولَّى المسئولية وهو يطلق تصريحات من نوعية "أزلت 3 آلاف عقار مخالف دون خوف" و "لن أسمح بشوادر لحوم غير مرخصة"، وكذلك اصطحابه الدائم لكاميرات الصحافة أثناء جولاته المفاجئة بين شوارع الجيزة. وهو ما يجعلنا نتساءل: لماذا لا يعتذر المحافظ للأهالي بسبب عدم استيعابه طبائعهم واستخدامه السلطة في وجوههم فى تحد سافر؟ هذا إذا كان يعتبر الأقباط مواطنون من الدرجة الأولى؟

وفي حين أكَّد "كمال زاخر"- المنسق العام لجبهة العلمانيين الأقباط- أن الأحداث المؤسفة التى وقعت تستوجب محاكمة محافظ "الجيزة" محاكمة سياسية، يطالب الكاتب "جمال الغيطاني" ومعه عدد من المثقفين والمفكرين بسرعة معاقبة محافظ "الجيزة" بسبب عدم توافر الحس السياسي لديه.. دعونا نكون أكثر واقعية ونتساءل: متى يعتذر المحافظ؟ أم أن دماء الشهداء والمصابين لا تستحق اعتذاره؟!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter